كشف رمزي رباح، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، عن آخر المستجدات في الساحة الفلسطينية وطرق مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة وقطاع غزة، وتفاصيل حول دعوة الجزائر لحوار فلسطيني قبل انعقاد القمة العربية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وقال رباح في تصريح صحفي": "نحن في الجبهة الديمقراطية من خلال اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمواقف المعلنة إلى بلورة موقف مشترك وخطة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي، فهذه هجمة واسعة وحرب مفتوحة ضد الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة والقدس".
وأوضح أن هذه الخطة تضعها الفصائل والقوى الوطنية بتوحيد أدواتها ومقاومتها وعدم السماح بالاستفراد بغزة ونابلس والقدس وجنين كما يحصل الآن، وأيضًا دعونا من خلال المؤسسات القيادية الفلسطينية وفي مقدمتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فـ "تغيبها في هذا الظرف الدقيق خطأ كبير".
وتابع رباح: "نحن طالبنا بدعوة اللجنة التنفيذية على اعتبارها قيادة سياسية وتنفيذية عليا للفلسطينيين، لكي نعيد الاعتبار لمنظمة التحرير وللجنة التي ينبغي أن تمارس صلاحياتها ودورها الجماعي والكف عن التفرد بالقرار الوطني في مرحلة مصيرية كالتي نعيشها الآن ونواجها، خاصة بعد ثبوت أن بايدن في جولته لم يحمل شيء لنا، حسبما قال للرئيس محمود عباس: (ليس لدينا وقت لبحث أيًا من القضايا السياسية أو الجوهرية لحل الدولتين)".
وأردف: "على اللجنة التنفيذية أن تأخذ دورها الآن بتطبيق قرارات المجلس المركزي والبحث في خطة المواجهة واستنهاض مقاومة شعبية موحدة، وبتحرك سياسي واسع لعزل وإدانة ومحاصرة ومحاسبة إسرائيل على جرائمها خاصة أن صفحتها سوداء على المستوى العالمي والرأي العام".
وشدد رباح أن قادة الاحتلال يتباهون من رئيس الحكومة إلى قائد الأجهزة والقيادة الأمنية أنهم يحققون النتائج باستهداف الفلسطينيين والمقاومين والموقف الفلسطيني، بهدف إخضاعه وإملاء سياسة تقوم على التعايش مع إجراءات المحتل وليست مواجهتها أو التصدي لها.
فراغ سياسي فلسطيني
أفاد بأن فلسطين تعيش فراغًا سياسيًا لسببين أولهما: الانقسام وهناك إمعان في أجندات خاصة بين سلطتين غزة والضفة، فالسلطة بغزة لم تتدخل لصد العدوان الإسرائيلي الأخير، وثانيهما: السلطة الفلسطينية هي التي تتحمل مسؤولية الشعب في كل أماكن تواجده، ومنظمة التحرير دورها لم يكن في المستوى المطلوب ولم تأخذ مبادرات على سوى دعوة مجلس الأمن، وإعادة النظر مع الاحتلال، ووقف التنسيق الأمني وإشهار أسلحتنا بوجه المحتل.
نوايا الاحتلال
وفيما يتعلق بقطاع غزة، أكد رباح أن قوة الضبط الموجودة والتهدئة مقابل التهدئة التي تحكم الآن وقف إطلاق النار لم تعد مقبولة، فنحن شعب نتعرض لاحتلال والاحتلال هو السبب الجوهري لهذا الصراع، ومقاومتنا لها أهداف وليس من أجل المقاومة فقط بل لأهداف سياسية محددة: وقف العدوان، سفك الدماء، استباحة الدم، والجرائم الإسرائيلية.
وأكمل: "عقب وقف إطلاق النار في التصعيد الأخير على القطاع، قامت حكومة يائير لابيد بعدة إجراءات من ضمنها فتح المعابر مباشرة وزيادة عدد العمال لـ 20.000، وطريق لمطار رامون، وبالتالي يتحدثون عن تحسين حياتكم ومعيشتكم ووضعكم الاقتصادي على أن تتوقف المقاومة والسيطرة على الصراع ليكون في منسوب منخفض جدًا غير مؤذي للاحتلال وغير محرك للرأي العام والمجتمع الدولي، فهذا ما يجب التنبه له ولا يمكن أن يقوم به طرف لوحده لا حماس ولا فتح ولا الجبهة الديمقراطية ولا الجهاد، وإنما يحتاج إلى موقف موحد فلسطيني".
كما وقال رباح: إن "المجتمع الدولي لن يتحرك بالدعوات والمناسبات وإنما بتغيير موازيين القوى على الأرض، وهذا فقط تحدثه مقاومة شعبية ناهضة ووحدة الصف الآن رغم إدراكنا أن هناك خلافات سياسية على مستوى تركيبة النظام السياسي لا يمكن حله إلا بانتخابات أو بصيغة توافقية تؤدي لانتخابات، ونحن في الجبهة الديمقراطية قدمنا رؤية بذلك".
دعوة الجزائر للفصائل
وحول دعوة الجزائر للفصائل الفلسطينية للانعقاد قبل القمة العربية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، صرح أنه بالفعل تم تبليغهم رسميًا بهذه الدعوة، والتي تعكس كل أشكال دعم ومساندة دولة الجزائر للشعب الفلسطيني، فهي لا تبحث عن دور إقليمي ولا سياسي في الشرق الأوسط.
وزاد رباح: "بالتالي الجزائر ماضية في هذه الرسالة وقد أبلغتنا وجميع الفصائل قبل القمة العربية سيكون هناك دورة حوار وطني شامل لديها، لطرح أفكارها ومقترحاتها بشأن إنهاء الخلافات والبحث عن قواسم مشتركة، وهي على استعداد ليس فقط أن تستضيف الحوار الوطني وإنما توفير كل عوامل نجاحها السياسية والمادية والإعلامية وآليات الوصول لاتفاق".
واختتم تصريحه بالقول: إنه "علينا الاستعداد منذ الآن كفلسطينيين، فالجزائر تقدم مساعٍ وآليات لكن القرار لدى أصحاب القرار وهم الأطراف الفلسطينية المعنية كفتح وحماس، لذلك يجب تحمل المسؤولية، والسلطتين في الضفة وغزة لا بد من جاهزيتهما للوصول إلى قواسم مشتركة لأن الجميع خاسر".