- المحامي علي ابوحبله
إن قوة وتماسك حركة فتح تعني قوة وحضور القضية الفلسطينية على الساحة الدولية والاقليميه كأولوية للصراع مع إسرائيل ، الصراعات في فتح تقود لإضعاف حركة فتح وبعض القوى تقود مخطط لانقسام حركة فتح ، تدرك حركة حماس وقوى وفصائل منظمة التحرير مخاطر انقسام حركة فتح وإضعافها على الساحة الاقليميه والدولية وان من مخاطر إضعاف حركة فتح التفرد بحركة حماس لإضعافها والضغط عليها بتقديم المزيد من التنازلات لصالح الاحتلال وان في إضعاف حركة فتح العودة للخيارات الدولية والاقليميه لفرض الحلول على الشعب الفلسطيني وفق أهواء ومصالح دول إقليميه تسعى لانخراط إسرائيل في المشروع للشرق الأوسط الجديد
نعود مجددا للتحذير من خطر دولي وإقليمي يستهدف القضية الفلسطينية ومدخله ومفتاحه التآمر على حركة فتح واستغلال أدوات داخليه لتنفيذ أجندة التآمر على حركة فتح والقضية الفلسطينية وان الهدف في المحصلة إحداث انقسام يستهدف وحدة حركة فتح وإضعافها من خلال بث الفرقة بين قيادات وأفراد حركة فتح توطئة لتمرير مخطط استهداف القضية الفلسطينية وتصفيتها
إن المطلوب من قيادة حركة فتح ضرورة سرعة العمل على توحيد الحركة الفتحاويه من خلال وضع برنامج وطني لهذه الغاية واستبعاد كل أصحاب الأجندات الخارجية وكشف حقيقتهم وجرائمهم بحق الشعب الفلسطيني وضرورة سرعة عقد المؤتمر الثامن للحركة يسبق انعقاد المؤتمر إعادة النظر في المفصولين من الحركة وإعادتهم للبيت الفت حاوي مما يتسنى انتخاب قياده فتحاويه متماسكة تضبط حركة فتح وتلتف حول برنامج وطني شامل ومتكامل ضمن استراتجيه وطنيه يكون بمقدورها مواجهة مستجدات ومخاطر الصراعات التي تشهدها المنطقة وانعكاسها على القضية الفلسطينية
المؤتمر الثامن لحركة فتح هو مدخل هام لاستعادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح لوحدتها على اعتبار أن حركة فتح مكون أساس في النظام السياسي الفلسطيني ، ونجاحها في الخروج من مأزق ما تعاني منه هو الطريق لإعادة البناء للبيت الفلسطيني عامة ، خاصة وان الرئيس محمود عباس هو آخر عمالقة الجيل المؤسس لهذه الحركة بعد استقالة الأخ سليم الزعنون، وابتعاد كل من الاخ أبوماهر غنيم وأبواللطف لأسباب صحية، وإقصاء عضو اللجنة المركزية من حركة فتح ناصر القدوة وعزله وتجميد صلاحيات اللواء توفيق الطيراوي رئيس مجلس أمناء جامعة الاستقلال عضو اللجنة المركزية وكذلك الأخ نبيل شعث وغيرهم مما يتطلب ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني الفتحاوي وفق متطلبات القاعدة الشعبية الفتحاويه والاحتكام لصندوق الانتخابات
مطلوب تحديد موعد لعقد المؤتمر الثامن الذي كان مقررا عقده في 21 مارس وتم تأجيله إلى النصف الثاني من مايو/ أيار المقبل. ووفق مضمون قرار التأجيل على أن تستمر اللجنة التحضيرية في أعمالها".ولم يلوح في الأفق لغاية الآن تحديد موعد لاستحقاق عقد المؤتمر لغاية الآن مما يتطلب سرعة تحديد موعد لعقد المؤتمر وإعداد ألخطه الوطنية ولاستراتجيه التي يجب أن تحكم حركة فتح للسنوات القادمة مع سرعة الانجاز.
حركة فتح تمثل ثقل سياسي في المجتمع الفلسطيني وهي تحمل العبء والهم الفلسطيني تاريخيًا والآن ولفترة قد تطول، وهي صاحبة المشروع الوطني الفلسطيني ويقع عليها عبء تحمل المسؤوليات في أدق وأحلك الظروف التي تمر فيها القضية الفلسطينية .
أبجديات حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح أنها وعاء جماهيري يضم الجميع المتنوع، وتقع عليها واجبات ومسؤوليات تتعدى النظرة ألضيقه للبعض، ففتح ليست شغل مقعد أو تبوء مركز متقدم/قيادي ما. ، فهي اكبر من ذلك بكثير، فلا تصدموا لأن فتح كما عهدها وتشرب مبادئها وقيمها اعضائها وأنصارها فهي تمثل المشروع الوطني التحرري، وعليها واجبات ومسؤوليات جسام فهي تحمل عبء البرنامج التحرري للتحرر من الاحتلال وتحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية، وتحقيق حق تقرير المصير لفلسطين والفلسطينيين.
يجب تحديد موعد لعقد المؤتمر الثامن وفق المبادئ التالية:
أولا "- مؤتمر حركة فتح الثامن 2022م يجب أن يُحدث نقلة نوعية في نمط التفكير والوعي والفهم وفي الإستراتجية التي يجب الاحتكام إليها لمواجهة المخططات الاسرائيليه وترقى لمستوى التحديات الكبرى.
ثانيا "- على المؤتمرين أن يأخذوا في حسبانهم تبني استراتجيه وطنية شاملة-وليست عصبوية ضيقة- للسنوات القادمة تأخذ فيها بعين الاعتبار التغيرات في موازين القوى، بحيث تكون التغيرات في التحالفات الإقليمية والدولية ضمن (استراتيجية) وطنية فتحاوية تعيد القضية الفلسطينية وتضعها ثانية على أجندة الأولويات الملحة العربية و الدولية.
-ثالثا" يجب أن تشمل الإستراتجية والبرنامج السياسي للحركة كيفية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الفتحاويه وإنهاء صراع الاجنحه بشكل محدد وواضح، وإنهاء الانقسام والانقلاب البغيض كأولوية وطنية تقتضيها وتتطلبها دقة ومفصلية المرحلة التاريخية التي تمر فيها القضية الفلسطينية .
رابعا"- ان حركة فتح التي اختطت التعددية والرحابة والديمقراطية في ظل ظلمة التنظيمات الفكرانية (الايديولوجية)يجب أن يكون فيها الحوار الداخلي مقدمًا على كل خلاف أو تحالف فئوي مع ضرورة لم الشمل وانهاء الخلافات
خامسا"- إن عنوان المرحلة هو التصدي للتحديات الصهيونية والانعزالية العربية الكثيرة، والداخلية وتصويب أولوية التوجهات والانفتاح على الجميع بما يحقق الأهداف الوطنية وعنوانها التحرير والتحرر من الاحتلال والحفاظ على الثوابت الوطنية محكومه ببرنامج وطني مقاوم.
سادسا"- إن المؤتمر الثامن لحركة فتح لا ينظر له من الزاوية الفتحاويه الحركية المحدودة بأبناء التنظيم داخل فتح أو ضمن ترتيب أوراق حركة فتح فقط ، بل ينظر للمؤتمر الثامن من منظار البوابة الوطنية وجمع الشمل الفلسطيني وترتيب أوضاع البيت الفلسطيني ، بعيدا عن لغة الأنا والفئوية والمحاصصه التنظيمية وتقسيم المصالح والمكاسب على حساب القضية الوطنية الفلسطينية أولا وعلى حساب حركة فتح ووحدتها
سابعا"- مستقبل حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح مرتبط بمستقبل القضية الوطنية الفلسطينية، والعكس بالعكس حتى الآن. من منطلق ومفهوم أن حركة فتح ليست ملكًا للفتحاويين أو حكرا على فئة دون أخرى (ضمن الإطار التنظيمي الداخلي) فحسب بل هي حركة جماهيرية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمختلف شرائح الشعب العربي الفلسطيني (وبل لشرائح نضالية عربية وعالمية فهمت الحركة بالمنطق التحرري النضالي المقاوم) وهي بأشد الحاجة لروافع وطنيه متماسكة موحده لإنجاح المشروع الوطني التحرري وما بذاك الا بها وبجماهيرها معًا وسويًا ويدًا بيد كما كان يردد الراحل القائد ياسر عرفات.
أهمية الشراكة الوطنية عنصرٌ لا غنى عنه مهما كبر التنظيم-أي تنظيم أو فصيل- ومهما علا وتفرد أو هيمن لمرحلة، فهي مدخل للتغلب على معيقات الانقسام، والى ذلك فإن قوة أي تنظيم أو فصيل فلسطيني تكمن في التكامل والتناغم مع الآخر على الساحة الفلسطينية، فالتناقض والتنافر يضعف الجميع ويخدم الاحتلال ويضر بالقضية الفلسطينية ، ويشجع الدول والقوى المناهضة للاستقلال والتحرر الفلسطيني على التمادي في الانحياز لإسرائيل ودعم مخططها ومشروعها الاستيطاني وال تهويدي .
وهنا لا بد وأن يكون المؤتمر الثامن مدخلاً لإعادة توحيد الحركة وإعادة توحيد الساحة الفلسطينية؟ ويمهد الطريق أمام خلافة آمنة للرئيس محمود عباس- أطال الله في عمره. والخلافة الآمنة في إطار السلطة (مدخل الدولة) تتم حقًا من خلال الاحتكام لصندوق الانتخابات بعيدًا عن سياسة الفرض والوصاية لأحد وبعيدا عن التحكم والهيمنة، والأمر مرهون بالقرارات ثم بعد ذلك بالخطوات العملية.
هذه مرحلة الإرادات الصلبة والقرارات الصارمة، فالمرحلة تتطلب الترفع لمستوى المسؤولية والأحداث التي تعصف بالمنطقة كما تتطلب الركون لمرجعية وطنية يحتكم فيها لإستراتجية وطنية جامعة بدلا من المناكفات والمنافسات والحزازيات وسيلا لاتهامات والشتائم التي نتيجتها معروفه بالضعف والوهن والتفكك بمعنى واضح أنه لا بد من وحدة الموقف والقرار ووصول الرجل المناسب في مكانه المناسب وبالزمن المناسب، وفق مقتضيات ومتطلبات المرحلة وهي من أخطر المراحل التي عليها القضية العربية الفلسطينية في مواجهة الخطر الصهيوني الداهم. واعلموا أن التاريخ لن يرحم لان التاريخ سيسجل ودعونا ان لا نستنسخ التاريخ حتى لا نقع في حبال الدسائس والمؤامرات ونتيجتها محسومة وبلا شك لصالح الاحتلال الصهيوني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت