كشف تقرير لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن الوسيط المصري يستعدّ لتجديد مباحثاته خلال الأيام المقبلة بين حركة "حماس" وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، بهدف الدفْع نحو إبرام صفقة التبادل الموعودة، وخصوصاً في ظلّ القلق الإسرائيلي من إقدام المقاومة الفلسطينية على تنفيذ عملية أسْر جديدة على خلفية تَعثُّر ملفّ التبادل منذ مدّة طويلة.
وبحسب ما علمته "الأخبار" من مصادر فلسطينية، فإنّ وفداً أمنياً من المخابرات المصرية، يرأسه مسؤول الملفّ الفلسطيني فيها، اللواء أحمد عبد الخالق، سيزور الأراضي المحتلّة وغزة قريباً، وسيلتقي مسؤولين من الجانبَين، حيث سيتصدّر أجندته موضوع الصفقة، التي يبدو أن أطرافاً إسرائيلية تدْفع في اتّجاه عقْدها وتنفيذها.
وكشفت المصادر أنه سبق للمصريين أن نقلوا وجود خشية إسرائيلية من استمرار رغبة "حماس" في أسْر مزيد من الجنود، بهدف مضاعفة غلّتها منهم، وتصعيد الضغوط على تل أبيب لحمْلها على قبول التبادل، وهو ما كان توعّد به نائب رئيس هيئة أركان "كتائب القسام"، الجناح العسكري لـ"حماس"، مروان عيسى. وفي هذا الإطار أيضاً، نقل محلّل الشؤون الفلسطينية في قناة "كان 11" العبرية، عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن "حماس تسعى طوال الوقت لتنفيذ عمليات أسر جديدة، ولم تبدّل جِلدها على الرغم من عدم اشتراكها في المواجهة الأخيرة".
ويسعى الوسيط المصري، في جولته القادمة، إلى تقريب وجهات النظر، وانتزاع موافقة إسرائيلية على بدء مفاوضات التبادل، التي تنتظر تل أبيب أن تُفضي إلى الإفراج عن 4 جنود إسرائيليين تحتجزهم "حماس" منذ قرابة 8 أعوام في غزة.
ولا تُعرَف طبيعة العرض الجديد الذي سيحمله المصريون، إلّا أن المقاومة لا تزال متمسّكة بشروطها لناحية إطلاق سراح مُحرَّري صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعيد اعتقالهم، وربط تقديم أيّ معلومة بالحصول على ثمن مُقابل لها. في المقابل، تُواصل حكومة الاحتلال ربطها تحسين الوضعَين الاقتصادي والإنساني في القطاع بإنهاء ملفّ الجنود الأسرى، فيما يرى الوسيط المصري أن إتمام الصفقة سيؤدّي إلى تعزيز حالة الهدوء في غزة، وإزالة العقبات من أمام التسهيلات المفترَضة لمصلحة المواطنين الغزّيين.حسب الصحيفة
في هذا الوقت، هاجمت عائلة الضابط الإسرائيلي الأسير، هدار غولدين، الأسبوع الماضي، زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، على خلفية عجزهما عن حلّ قضية ابنها ورفاقه. وقال والد هدار، خلال مسيرة نظّمتها العائلة على حدود غزة، إن "إسرائيل تركت جنودها قبل 8 سنوات في ميدان المعركة، ولم تبذل جهوداً لاستعادتهم، ونحن جئنا لاستعادتهم، ونتنياهو وبينت تخلّيا عن الجنود. نتمنّى أن يقوم لابيد باستعادتهم، وسندعم من يعيد الجنود وسنخرج على من يتخلّى عنهم". وهاجم شقيق هدار، بدوره، قيادة الجيش الإسرائيلي، متّهماً إيّاها بـ"التقاعس"، قائلاً: "كم من عملية عسكرية وجولة قتالية بعد الجرف الصامد قامت بها إسرائيل ضدّ غزة، لكن لم يكن أيّ من ذلك من أجل إطلاق سراح أخي هدار وأورن شاؤول وأفراها منغستو وهشام السيد".