- بقلم : كمال ابراهيم
لا شك أن الانتخابات المقبلة في الأول من نوفمبر ومهما كانت نتائجها بالنسبة للأحزاب الصهيونية التي تسعى لتشكيل الحكومة المقبلة أيا كانت فإن هذه الحكومة أو تلك ستواصل سياسة العداء لمصالح المواطنين العرب ولن تقبل بمشاركة أي من الأحزاب العربية أو حتى النواب العرب من داخل كافة الأحزاب بمن فيها الصهيونية من المشاركة في السياسة للحكومة كون حكومات اسرائيل منذ تأسيس الدولة لا تبني سياستها من منطلق المساواة بين اليهودي والعربي في هذه البلاد بل جميع حكومات اسرائيل ترسم لها الخط الذي يضمن حقوق المواطنين اليهود دون الأخذ بالاعتبار أن للمواطن العربي الحق في وضع السياسة التي تضمن له حقه في العيش في دولة تحترم وجوده القومي ومطلبه بالعيش الكريم جنبا الى جنب مع المواطن اليهودي بالتساوي في الحقوق والتطلعات نحو بناء دولة ديمقراطية لا تفرق بين العرق والدين والجنس .
وفي مثل هذه الظروف وجب على كل عربي في هذه الدولة أن يعلم وأن يعرف مصلحته وأين يصوت في الانتخابات المقبلة والأهم وجوب اتخاذ القياديين في القائمتين المشتركة والموحدة مسؤولية تضمن أولا وقبل كل شيء مصالح المواطن العربي وضمان حقوقه بعيدا عن المناكفات والتراشق والاتهامات بين النواب العرب وقادة القائمتين .
والأهم أنه يجب عشية الانتخابات المصيرية المقبلة أن تتخذ كل من القائمتين المشتركة والموحدة موقفًا ينطلق من ضرورة وضع سياسات تضمن قوة الصوت العربي في وجه السياسة العنصرية التي تسعى اليها الحكومات المتعاقبة في اتخاذ القوانين والمشاريع التي تضر بالمجتمع العربي مثلما حدث عند تشريع قانون القومية وقانون كامينتس العنصريين اللذين الغيا حقوق المواطن العربي في المساواة وجعلاه مواطنا درجة ثانية مهما كانت ديانته أو هويته الزرقاء التي يحملها .
من هنا فإن كل عربي في هذه الدولة مطالب بالمشاركة في الانتخابات ورفع نسبة التصويت عند المواطنين العرب بغية تحقيق أكبر عدد من النواب العرب في الكنيست المقبلة ولسد الطريق أمام امكانية فوز اليمين الفاشي في الانتخابات التي تمكنه من تشكيل حكومة أكثر تطرفًا وعنصرية من سابق جميع الحكومات التي تشكلت في دولة اسرائيل منذ تأسيسها.
وعليه وفي هذه الظروف المطلوب من القائمتين العربيتين المشتركة والموحدة اعادة النظر والسعي لإعادة تركيب القائمة المشتركة لتشمل كافة الأحزاب العربية بمن فيها الحركة الاسلامية الشق الجنوبي ممثلة بالقائمة الموحدة وأحزاب القائمة المشتركة التي تشمل الجبهة والتجمع والحركة العربية للتغيير .
ويجب على المشتركة والموحدة من الآن السعي لإعادة توحيد الصف وخوض الانتخابات في قائمة واحدة بعيدا عن الخلافات السابقة وانطلاقا من مصلحة المجتمع العربي ككل الأمر الذي يضمن ثقة المواطنين العرب بقيادة القائمتين وبزيد من نسبة التصويت في المجتمع العربي الأمر الذي يضمن أكبر عدد من النواب العرب في الكنيست المقبلة ويمنع فوز اليمين المتطرف والفاشي في الانتخابات كما يشكل قوة أمام منع اتخاذ سياسات أكثر عنصرية مما سبق.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت