صدرَ للكاتبةِ الفلسطينيّةِ سماح خليفة كتابٌ نقديّ عن دار "نور للنشر" العالميّة، بعنوان "أسطرةُ الأسطورة في شعر آمال عواد رضوان"/ ديوان "أُدَمْوزُكِ وتتعشترين" أنموذجًا، ويقع الكتاب النقديّ هذا في 92 صفحة من القطع المتوسّط، ويتقصّى أثرَ "دموزي" و "عشتار"، في الدّيوان الشّعريّ (أُدَمْوزُك وَتَتَعَشْتَرين) للشّاعرة آمال عوّاد رضوان، للكشفِ عن البُعدِ الـ (ما بعد) أسطوريّ في شِعرِها، وفقَ منهجِ التّفكير الأسطوريّ الذّي ما انفكَّ يتلبّسُ الإنسانَ، منذ بدءِ الخلقِ إلى عصرنا الحاليّ.
وأيضًا، في ظِلِّ أسطورةٍ جديدةٍ مُبتكَرةٍ، تَجنحُ إلى أسطرةِ أسطورة، تكشفُ عن المؤثّراتِ الّتي بلورَتْ شخصيّةَ الشّاعرةَ آمال عوّاد رضوان الفنّيّة، وسبرَ أغوارِ نفسِها.
كما اتُّخذَ مِن ديوان "أُدَمْوزُك وَتَتَعَشْتَرين" المُؤثَّثِ بالوعي الإدراكيِّ جسرًا، للعبورِ إلى عالمِ الأسطورةِ بشخوصِها ودلالاتِها، أو أطيافِها وتأويلاتِها، والتّعالقاتِ الكاشفةِ للخيطِ السّحريّ الذّي يربطُهما، للخروجِ بأسطورةٍ مُؤسطَرةٍ تربطُ الماضي بالحاضرِ وبالمستقبل.
لقد أصبحَ توظيفُ الأسطورة - في النّصِّ المُعاصر- قضيّةً محوريّة، يجبُ الالتفاتُ إليها، وكشفُ النّقاب عنها وعن أسباب توظيفِها، فصِلةُ الشِّعر بالأسطورة قديمة.
إنَّ الشّاعرَ الحديثَ عادَ للأساطيرِ القديمةِ ووظّفَها في شِعرِهِ، للتّعبيرِ عن تجاربهِ تعبيرًا غير مباشر، فذوّبَ الأسطورةَ في بُنيةِ القصيدة، لتصبحَ مِن صميم تركيبِها، ممّا يَمنحُها كثيرًا مِنَ السّماتِ الفاعلةِ في بقائها، وإنقاذها من المباشرة، والتّقرير والخطابيّة.