داخل منزلها المتواضع، لجأت الفلسطينية غالية أبو سعادة (30 عاماً) إلى العمل بصناعة الكِشك وبيعه، لكسب لقمة عيشها وعائلتها المكونة من ثلاثة أطفال، في خان يونس جنوبي القطاع.

وتعتبر صناعة الكِشك من المهن التراثية القديمة التي عرفها الفلسطينيون، حيث تعد من الأكلات الشعبية المشهورة، وتحمل ارتباطاً خاصاً بالموروث الشعبي الفلسطيني.

تقول أبو سعادة في لقاء مع وكالة (APA) أنها اتجهت لصناعة وبيع الكِشك، بعد انتهائها من الدراسة الجامعية، واصطدامها بواقع البطالة في قطاع غزة.

ولفتت إلى أنها اختارت هذه المهنة تحديداً، لإعادة احيائها بعد أن أوشكت على الاندثار مع مرور السنوات.
وتستذكر أبو سعادة "كنا نجتمع بالقرب من كبار السن أثناء تحضير الكِشك، وسط أجواء عائلية مميزة خلال مراحل صناعته".

وتطرقت إلى خطوات تحضير "الكِشك"، من خلال خلط المكونات معا لتكوين قوام يشبه العجين، ثم يتم تخمير الخليط مرة أخرى لبضعة أيام قبل تشكيله على شكل قطع صغيرة وتترك لتجف لمدة أسبوع تقريباً، أو بحسب درجة حرارة الطقس.

وتشير أبو سعادة إلى أن مكونات الكِشك تتمثل في طحين القمح واللبن الرائب البقري الطازج، والطحين والملح والفلفل الأحمر والجرادة المجففة.

ونوهت إلى الجهد الكبير الذي يحتاجه صناعة "الكِشك" خاصة أنه يحتاج متابعة متواصلة من خلال التحريك يومياً، قبل تشكيله بالقالب النهائي ووضعه ليجف استعداداً لبيعه.

وذكرت أبو سعادة أن الاقبال جيد على شراء "الكِشك" حيث تستقبل العديد من الطلبات يومياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مبينة أنها تسوق المنتج من خلال تصويره ونشره عبر منصة "الانستجرام".

وأوضحت طرق تناول "الكِشك" المتعددة، حيث يمكن إعداده مع السلطة بإضافة زيت الزيتون والطماطم وتناوله بالعيش، أو طرق أخرى.
وبينت أبو سعادة أن أسعار "الكِشك" في متناول الجميع، حيث يُباع الكيلو بـ 10 شيكل، لافتة إلى أنها تقدمه مجاناً لمن لا يمتلك ثمنه.
وتطرقت إلى وجود فئات كبيرة من المجتمع لا يعرفون "الكِشك" لقلة الأشخاص الذين يصنعونه، وندرة وجوده في الأسواق، خاصة الشعبية.

وتطمح أبو سعادة أن توسع مشروعها في "الكِشك" من خلال تسويقه في جميع مناطق قطاع غزة، من خلال زيادة الإنتاج، باستخدام الماكينات المتخصصة، مشيرة إلى أنها تصنع كميات محدودة لنقص المعدات الحديثة لديها، واعتمادها على الصناعة اليدوية التي تعد مُرهقة لها وتستغرق وقتاً طويلاً.