التعاون مع إيران يثير أزمة من جديد

بقلم: أحمد إبراهيم

قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي.jpg
  • أحمد ابراهيم

توقفت كثيرا عند التصريحات التي أدلى بها قال قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، والذي قال  إن الضفة الغربية يتم تسليحها حاليا ضد الإسرائيليين ، وجاءت تصريحات سلامي في مقابلة مع موقع مكتب المرشد الإيراني، علي خامنئي، والتي نشرها يوم الجمعة الماضية ونقلتها بعض من وسائل الاعلام الغربية وعلى رأسها موقع إيران إنترناشيونال
وأضاف سلامي في مقابلته أن غزة "ليست وحيدة في ساحة المقاومة والنضال، بل انتقل هذا النضال أيضًا إلى الضفة الغربية". وزعم سلامي أنه "لا يوجد مكان آمن في أي نقطة" لإسرائيل وسكانها، ونظرا إلى قوة حزب الله إلى جانب الصواريخ والقوة النارية للقوات الفلسطينية، فإن جميع أجزاء إسرائيل الأخرى قد تكون في مرمى "محور المقاومة".
صراحة فإن ما قاله سلامي يعكس أزمة سياسية باتت واضحة في قيادات الحكم بإيران ، خاصة وأنه وفي ذات الوقت أيضا وفي نفس التصريحات أعترف بقدرة إسرائيل العالية في التكنولوجيا والأمن ، مضيفا أنه رغم ذلك تمكن الفلسطينيون من تسليح الضفة الغربية، وهي منطقة منفصلة تمامًا عن قطاع غزة.
اللافت أيضا أنه رفض الإدلاء بمزيد من الإيضاحات حول احتمال تدخل إيران في عملية التسليح، لكنه وصف النظام الإيراني بأنه من "الأصدقاء الحقيقيين" الذين يقفون إلى جانب الفلسطينيين "في المواقف الصعبة" و"حتى النهاية".
تصريحات سلامي جاءت لتلقي الضوء على واحدة من أهم الملفات حساسية في المنطقة ، وهي التعاون الإيراني مع المقاومة الفلسطينية ، وهي نقطة حساسة للغاية لعدة أسباب ، أبرزها أن دول الخليج تنظر بسلبية شديدة إلى أي تعاون بين إيران واي فصيل عربي ، وبالطبع تتزايد حساسية هذا التعاون إن كان هذا الفصيل مسلحا.
ثانيا أن الواقع الفعلي على الأرض يشير إلى أن استخدام إيران للفصائل الفلسطينية يأتي فقط من أجل تحقيق أهدافها الاستراتيجية كأداة سياسية ليس أكثر ، وهو ما يفسر تصاعد حدة وقوة هذا التعاون مع اقتراب التوقيع على الاتفاقية النووية بين إيران وعدد من الدول الغربية أخيرا .
ثالثا : لا أعتقد أن التعاون مع إيران يمكن أن يحقق أي مكاسب سواء على المستويين البعيد أو القصير للدول العربية ، واعتقادي الشخصي أن دمج هذا التعاون ليكون عربيا مع إيران أفضل كثيرا من أن يكون فقط إيرانيا أو عربيا.
بالطبع فإن من حق أي فصيل من الفصائل الوطنية الفلسطينية بناء أي علاقة مع أي طرف إقليمي أو دولي ، غير أن الجميع يعرف ويعلم ويدرك تماما ان لهذه العلاقات ثمن تدفعه القوى الفلسطينية بالنهاية ، وهو الثمن الذي استمعت إليه شخصيا من قبل بعض من زعماء الجاليات الفلسطينية في دول الخليج ممن أعترفوا لي بأن هذا التعاون مع إيران والتفاخر به ينعكس سلبا على أوضاعهم السياسية والاقتصادية بكثير من الدول التي يعيشون بها.  
وايا كانت النتيجة ندعو جميعا لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ، وهي دعوة خالصة لله في ظل التطورات الحاصلة من حولنا بالنهاية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت