فقدان البصر.. كابوس يُلاحق الشابة "إيمان" ويظلم حياتها

الشابة إيمان أبو جاسر (22 عاماً) 6.jpg

لم يكن صباح اليوم السابع من أغسطس الجاري كباقي صباحات السلام التي مرت على الشابة إيمان أبو جاسر (22 عاماً) بعد أن طال القصف الإسرائيلي منزلها في العدوان الأخير على القطاع، في مخيم جباليا شمال غزة.

وتقول إيمان في لقاء مع وكالة (APA) كنت أستعد لتناول وجبة الإفطار مع عائلتي في منزله المتواضع، لكن القصف الإسرائيلي حال دون استمرار السلام النفسي والجسدي لنا.

وتابعت، أن القصف الإسرائيلي على منزلي سبب بـ 5 إصابات مختلفة بين أفراد عائلتي، وأكثرها قسوة وصعوبة إصابتي بعيني، حيث قال لي الأطباء، إن النظر بها لن يعود مثلما كان، وربما سأفقده بالكامل.

وتروي إيمان لحظة الحدث "لا أعلم ماذا حدث لحظة القصف، فقدت الوعي واستيقظت بداخل المستشفى بألم لا يحتمل".

ولم تخف إيمان تخوفها الكبير حول مستقبلها الدراسي، والتي تدرس علم الاجتماعيات في الجامعة الإسلامية، لافتة إلى ان الاحتلال سرق فرحة التخرج منها، وأفسد مخططاتها السابقة بإكمال مسيرتها التعليمية، لتصبح معلمة في إحدى المدارس كباقي زميلاتها في المجال.

وكان من المقرر أن تتخرج إيمان الفصل القادم، لكن ظروفها الصحية لا تسمح لها بالالتحاق مجدداً بالجامعة بالوقت الحالي.

وبنبرة حزينة تقول "منذ لحظة إصابتي، اختلفت حياتي تماماً، لا أستطيع النوم من الألم الجسدي، إلى جانب التفكير المستمر بإمكانية علاجي من عدمه".

وتخشى إيمان أن تفقد بصرها تماماً في عينيها اليمنى في ظل وضعها الصحي الذي يزداد سوءاً يوما عن يوم، لافتة إلى أُمنيتها بتلقي العلاج المناسب لها في أسرع وقت، قبل أن يصبح الوضع أكثر تعقيداً.

وأشارت إلى صعوبة ما تشعر به من عجز نفسي وجسدي، "الفتيات لا يستطعن تحمل كل هذه الأوجاع النفسية والجسدية ولا أتوقع أن ما أشعر به يُحتمل".

وناشدت إيمان المجتمع الدولي بالتدخل لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة الجنائيات الدولية، لاستهدافهم المدنيين في العدوان على قطاع غزة.
وختمت حديثها "أتمنى أن أستيقظ من الكابوس الذي أعيشه وأسرتي في الوقت الحالي، بعد أن أصبحنا بلحظة عابرة بلا مأوى، وأصبحت مهددة بفقدان عيني اليسرى".

ومن جانبه يقول فتحي أبو جاسر، والد إيمان، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يميز بين البشر والحجر في عدوانه على قطاع غزة.

وذكر أبو جاسر أنه أُصيب في رأسه أثناء القصف الإسرائيلي على منزله، لافتاً إلى إصابة زوجته أيضاً بعد أن إنهار المنزل عليهم.

حول تخوف على مصير بانته إيمان يقول "خبرونا الأطباء احتمالية أن تفقد إيمان بصرها تماماً بالعين اليمنى، وأتمنى أن تتلقى العلاج المناسب قبل فقدان عينها بشكل كامل".

وأشار أبو جاسر إلى منزله الذي تدمر بالكامل، لافتاً للعبء المادي الكبير الذي وقع عليه بعد اضطراره للإيجار، بعد أن أصبح بلا مأوى مع كامل أسرته.

وبدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في الخامس من أغسطس الجاري بعد اغتيال إسرائيل للقائد العسكري في حركة الجهاد الإسلامي، تيسير الجعبري، في غارة جوية على شقة سكنية في مدينة غزة.

أسفر عن استشهاد 49 فلسطينياً وإصابة أكثر من 360 آخرين، قبل أن يتوقف العدوان بوساطة مصرية في ساعة متأخرة من ليل السابع من أغسطس الجاري.

 

الشابة إيمان أبو جاسر (22 عاماً) 11.jpg
الشابة إيمان أبو جاسر (22 عاماً) 8.jpg
الشابة إيمان أبو جاسر (22 عاماً) 7.jpg
الشابة إيمان أبو جاسر (22 عاماً) 6.jpg
الشابة إيمان أبو جاسر (22 عاماً) 5.jpg
الشابة إيمان أبو جاسر (22 عاماً) 4.jpg
الشابة إيمان أبو جاسر (22 عاماً) 3.jpg
الشابة إيمان أبو جاسر (22 عاماً) 2.jpg
 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة