- المحامي علي ابوحبله
تسعى حكومة الاحتلال الصهيوني وضمن مخططاتها لعزل الفلسطينيين عن عمقهم التاريخي العربي وتحديدا مع الأردن حيث يرتبط الأردنيين والفلسطينيين بعلاقات تاريخيه تجمع الشعبين الأردني والفلسطيني عبر التاريخ وتجمع بينهما وحده جغرافيه واحده لا يمكن فصل بعضهما عن بعض بفعل الحدود المشتركة والتضاريس التي تجمع بين فلسطين والأردن ، وعبر التاريخ فان فلسطين خط الدفاع الأول عن امن الأردن ووحدته الجغرافية ، وان سند فلسطين هو الأردن وان القواسم المشتركة بين الشعبين الأردني والفلسطيني لا يمكن لأحد شق وحدتهما بفعل المصاهرة والنسب بين الشعبين الأردني والفلسطيني وبفعل العلاقات المشتركة والتاريخ المشترك والدم الواحد المشترك في الدفاع عن الحق الفلسطيني .
الحكومة الاردنيه تقدم من التسهيلات على المعابر و تسهل على الفلسطينيين للتواصل بالعالم الخارجي ومن تقديم التسهيلات الحصول على الجواز الأردني للتسهيل على المواطن الفلسطيني الاتصال بالعالم العربي والدولي بفعل الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني بحكم الاحتلال الإسرائيلي وانعكاساته على المواطن الفلسطيني والشعب الفلسطيني
ومن معاملات أخرى سهلت وتسهل على الفلسطينيين يتلمسها ويشعر بها المواطن الفلسطيني وتنعكس إيجابا على الفلسطينيون في الضفة الغربية وغزه وتشعرهم أن تلك التسهيلات دليل وتأكيد على عمق العلاقة التي تربط الشعبين الفلسطيني والأردني بعضهما ببعض ، إن دقة المرحلة التي يمر بها عالمنا العربي وخطورة ما يخطط للمنطقة من مخططات تهدف إلى تقسيم وتجزئة عالمنا العربي تتطلب من الأردنيين والفلسطينيين التنسيق فيما بينهما وتوحيد مواقفهما وجهودهما لمواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة برمتها
إن حكومة الاحتلال بسياستها التوسعية وبمخططها الهادف لتصفية القضية الفلسطينية وبتلك النظرة الاسرائيليه المريبة تجاه الأردن فان في تقوية العلاقات الاردنيه الفلسطينية والتكامل الاقتصادي والتنسيق ما بين الشعبين ما يفوت على الاسرائليين مخططهما الهادف لتهويد الأرض الفلسطينية ، إن الأردن بما يتمتع به من موقع سياسي وعلاقات تمكنه من لعب دور مهم في تدعيم الموقف الفلسطيني ووفق ذلك تحاول سلطات الاحتلال شق وحدة الصف بين الشعبين الاردني والفلسطيني في محاولة لعزل الفلسطينيين عن عمقهم وبعدهم التاريخي الأردن
لم يكن مفاجئا للفلسطينيين الإعلان عن السماح بسفرهم عبر مطار رامون الإسرائيلي، ذلك أنهم كانوا على قناعة أن أزمة السفر إلى الأردن كانت مفتعلة لتمرير مخطط جديد للاحتلال ، وبالفعل مع اشتداد الأزمة وكثرة الحديث عنها، عرضت إسرائيل السفر عبر مطار رامون وفق ما نشرته صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية
وقالت الصحيفة إن سلطة المطارات الإسرائيلية تستعد لتشغيل أولى الرحلات الدولية للفلسطينيين من مطار رامون إلى تركيا مطلع أغسطس/آب القادم. ، الصحيفة وصفت هذه الخطوة بـ"التاريخية"، حيث سيتمكن الفلسطينيون من السفر للخارج من دون الحاجة للمرور بالأردن.، ورغم أن الصحيفة العبرية لم توضح آلية السفر، إلا أن الفلسطينيين انقسموا بين قبول السفر عبر مطار رامون بشروط إسرائيلية وبين رفضه. ، ومعظم الذين أبدوا استعدادهم للسفر عبر هذا المطار برروا ذلك بمعاناة الفلسطينيين عبر معبر الكرامة والتكلفة المالية المرتفعة التي يتكبدها الفلسطيني. مما يتطلب اتخاذ الإجراءات وبالتنسيق بين الأردن وفلسطين للتخفيف من كاهل الاعباء الملقى على الفلسطينيين والتسهيل عليهم لقطع الطريق على المخطط الإسرائيلي
ورغم محاولات تسويق المطار إسرائيليا، والإعلان رسميا عن تسيير الرحلات التجريبية لتركيا، وهي من أكثر الوجهات السياحية والتجارية التي يقصدها الفلسطينيون خلال السنوات الأخيرة، إلا أن البعض يقلل من إمكانية الإقبال عليه نظرا لبعده جغرافيا. مع التكاليف ومشقة السفر التي يتكبدها الفلسطيني
إن بُعد المطار جغرافيا سيؤثر على استخدامه رغم كل التسهيلات الإسرائيلية المعلنة. و"نحن نتحدث عن مسافة تصل إلى 450 كيلومترا، أي 6 ساعات للمسافر من مدينة رام الله وهي المنطقة الأقرب بالضفة". علما أن بعد المسافه بين شمال الضفة الغربيه وعمان أقرب بكثير وبزمن أقل في حال وجدت التسهيلات
أن إسرائيل تحاول تسويق أزمة السفر عبر معبر الكرامة على أنها بسبب الإجراءات الأردنية والفلسطينية، بينما في الواقع هي بسبب الإجراءات التي تفرضها سلطات الاحتلال وهي المسبب الرئيسي.
إن إسرائيل تهدف من خلال هذه الخطوة إلى أمرين، أولهما القول للرأي العام الدولي إن بإمكان الفلسطيني أن يتنقل لكل العالم من خلال مطار إسرائيلي ضمن عملية فرض أمر واقع لسياسة الضم وفرض السيادة على الضفة الغربية ، وثانيهما القضاء على خيار إنشاء مطار يدار من الجانب الفلسطيني. وعلى المستوى الاقتصادي، يمكن لإسرائيل تشغيل مطار "ساقط اقتصاديا" حاليا، على "أكتاف الفلسطينيين"،
إن قوة ومتانة العلاقة الاردنيه الفلسطينية أن تكون سدا منيعا في وجه المخطط الإسرائيلي الهادف لتصفية القضية الفلسطينية ، وان تفعيل التنسيق الأردني الفلسطيني عبر اللجان المشتركة ما يوضع حد لسياسة إسرائيل ومخططها لابعاد وفصل الفلسطينيين عن عمقهم العربي
يحذونا الأمل بتطوير تلك العلاقة ليس لجهة التسهيلات فحسب لكن بتقوية تلك العلاقة من خلال التنسيق السياسي والاقتصادي بما يساهم ويؤدي إلى القواسم المشتركة التي تسهم حقا في البناء الوحدوي السياسي والاقتصادي والذي يفضي لمواجهة المحتل الإسرائيلي بالضغط على دول العالم لأجل إنهاء إسرائيل لاحتلالها للأراضي الفلسطينية بما يضمن تحقيق الأمن والسلام لدول المنطقة وشعوبها وتجنيبهما من ويلات ما يتم التخطيط له الذي يستهدف في محصلته العلاقة التاريخية التي تربط الأردن بفلسطين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت