سمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأحد، للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى المبارك عبر "باب الأسباط".
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن "مجموعة من المستوطنين خرجت من "باب الأسباط" بعد اقتحام الساحات من باب المغاربة، وعندما وصلت إلى خارج الباب عادت واقتحمت ساحات المسجد، ثم خرجت من باب السلسلة."
واعتبرت الأوقاف أن" ما جرى خطوة استفزازية، وانتهاك صارخ يرتكبه المستوطنون بحق المسجد المبارك."
وأشارت مصادر مقدسية إلى" أن أكثر من 280 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى، صباح اليوم وأدوا رقصات وطقوساً تلمودية في باحاته."
ويأتي فتح باب الأسباط لاقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى في ظل مطالبات ما تسمى بجماعات الهيكل بفتح جميع أبواب المسجد للمقتحمين.
ويتعرض المسجد الأقصى المبارك لاقتحامات المستوطنين يوميا على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة احتلالية لفرض التقسيم الزماني بين المسلمين واليهود.حسب المختصين.
الكسواني : "ما حدث هو انتهاك للوضع القائم ومخالف للستاتيسكو"
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني إن "سماح شرطة الاحتلال لمجموعة من المستوطنين باقتحام الأقصى، هدفه المس بسيادة الأوقاف الإسلامية والادعاء عليها وإثارة الشارع الفلسطيني والمقدسي بحجة أنها صمتت تجاه هذا السلوك الاستفزازي للمستوطنين".
وأضاف الكسواني، "ما حدث هو انتهاك للوضع القائم ومخالف للستاتيسكو، مشيراً إلى انه منذ عام 1967 لم تسمح شرطة الاحتلال لمجموعة من المستوطنين بالخروج من الاقصى وإعادة اقتحامه عبر باب الأسباط.
مختص: اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى من باب الأسباط "سابقة خطيرة" وتغيير للوضع الراهن
واعتبر المختص في الشأن الإسرائيلي، سعيد بشارات، أن اقتحام مجموعة من المستوطنين لباحات المسجد الأقصى من خلال "باب الأسباط" سابقة خطيرة، وتغيير للوضع الراهن.
وأضاف بشارات في لقاء صحفي "أن منظمات جبل الهيكل تنتهج خطوات متدرجة فيما يتعلق بمحاولات السيطرة على المسجد الأقصى، لافتاً إلى أن 44 ألف مستوطن أقدم على اقتحام الأقصى منذ بداية العام الجاري."
ولفت إلى أن "حكومة الاحتلال طورت آليات الاقتحام، من خلال أسلوب وممارسات المستوطنين داخل المسجد الأقصى، وأهمها الارتماء على الأرض ضمن طقوس معينة تخص الهيكل المزعوم، والصلاة العلنية بحماية الشرطة الإسرائيلية، وغيرها من الانتهاكات."
وأشار بشارات إلى أن اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى من خلال "باب الأسباط" يعتبر ضمن خطة تطوير آليات الاقتحام، ضمن الخطوات المتدرجة لعدم لفت انتباه الفلسطينيين والمسلمين للأحداث.
واستدرك أن ما يرمي له اليمين الاستيطاني هو "السيطرة على المسجد الأقصى لتهيئة إزالة قبصة الصخرة وبناء الهيكل"، منوهاً إلى أن هذا التدرج سيتبعه خُطوات خطيرة ستفجر الأوضاع، مستنداً للقضايا والمطالبات أمام المحكمة العليا التي تتعلق بممارسة الطقوس اليهودية في المكان الإسلامي.
وأكد بشارات أن اقتحامات المسجد الأقصى لها ارتباط مباشر بالانتخابات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن من يشرف على تطور الاقتحام إيتمار بن غفير، الذي أصبح رمزاً سياسياً يمكن تقليده من قبل الأحزاب اليمينية.
وأضاف أن مدرسة بن غفير، يتم تقليدها من كافة أطراف السياسة الإسرائيلية، معتبراً ذلك تطور خطير وله تأثير على الانتخابات لإرضاء المستوطنين وكسب الأصوات.
باحث مقدسي يحذر من الصمت على فتح باب الأسباط أمام المستوطنين
وحذر الباحث المقدسي رضوان عمرو من خطورة الصمت على اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى عبر باب الأسباط.
واعتبر عمرو فتح باب الأسباط أمام المستوطنين، انتهاك جديد وخطير للغاية، هدفه الأساسي اختبار ردة فعل أهل الأقصى، ثم المضي في فرض تغييرات خطيرة مخطط لها بخصوص الاقتحامات.
وأوضح أنه إذا لم يحدث أي احتجاج، ومرت تلك الخطوة بهدوء سيتم تكرارها عدة مرات لتطويع الرأي العام أكثر.
ونبه إلى أن ذلك سيتبعه تحويل باب الأسباط كباب المغاربة، والتفكير في أبواب أخرى إضافية لفتحها أمام اقتحامات المستوطنين.
ودعا لاحتجاج إسلامي يقلق الاحتلال ويضع حداً لانتهاكاته المتواصلة التي تهدد المسجد الأقصى.
واعتبرت ما تسمى بجماعات الهيكل الدخول من باب الأسباط بحدث غير مسبوق في تسهيل اقتحاماتها عبر أبواب الأقصى الأخرى لأول مرة منذ عام 1967م.
وأوضح عمرو أن ما جرى اليوم هو لعبة متدرجة متفق عليها مسبقا بين جماعات الهيكل وقوات الاحتلال.