ذكر تقرير عبري بأن عناصر حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس (أبومازن) هم من يحاولون حاليًا تأجيج الأوضاع وإشعالها، ليس بسبب الوضع الاقتصادي الجيد في الضفة الغربية، ولكن كجزء من صراع الخلافة في اليوم الذي يغادر فيه أبومازن الحكم.
ونقل التقرير عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير، قوله " إن هناك حالة من الإدراك المتزايد للوضع المضطرب في الضفة الغربية وخاصة المناطق الشمالية منها والتي قد تتصاعد وتتحول إلى انتفاضة شعبية."
ويرى المسؤول ، كما ورد في تقرير تحليلي للمحلل العسكري والمقرب من دوائر الأمن الإسرائيلية رون بن يشاي نشر في موقع "واي نت" العبري ، بأنه على المؤسسة الأمنية في تل أبيب الاستعداد لمثل هذا الاحتمال ومحاولة منعه بشكل واضح.
ويقول بن يشاي، إن "الساحة المتفجرة حاليًا والتي تقلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أكثر من إيران وحزب الله وتهديدات أمينه العام حسن نصرالله، هي الأوضاع في الضفة الغربية والتي قد تتحول إلى ظاهرة حقيقية تؤدي إلى انتفاضة حقيقية ليست موجهة من الفصائل الفلسطينية، ولكنها تنبع من الغضب المتراكم لدى الشباب الذين لم يشهدوا معاناة الانتفاضة الثانية."
وأشار بن يشاي،إلى أن الأحداث المتصاعدة والمتمثلة في تزايد عمليات إطلاق النار وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة كل ليلة تقريبًا، يمكن أن تتصاعد، وخاصة في حال وقع أي حادث عرضي يخرج عن السيطرة كما جرى الليلة الماضية في نابلس.
ويقول إن أكثر الأوضاع حساسية قد يكون في المسجد الأقصى مع اقتراب الأعياد اليهودية الدينية والتي قد تجعل من المنطقة قابلة للانفجار، وفي حال تفجرت الأوضاع بالأقصى بسبب الاتهامات الفلسطينية بانتهاك الوضع الراهن، فقد يؤدي ذلك إلى "أعمال شغب جماعية" وربما استخدام الأسلحة النارية التي تتوفر بشكل كبير في الضفة الغربية أكثر من أي وقت مضى، ما يزيد من التوتر الأمني.
وتقدر المخابرات الإسرائيلية أن منفذي العمليات الأخيرة في الضفة الغربية هم في الأساس من الشباب غير المدربين، ولا ينتمون فعليًا إلى أي منظمات فلسطينية أو خلايا منظمة.
ويشير بن يشاي، إلى أن غالبية الشبان الذين يتصدرون المشهد هم في العشرينيات من العمر، ممن لم يشهدوا أحداث الانتفاضة الثانية، ويخرجون لإظهار معارضتهم للقوات الإسرائيلية بشكل أساسي للتنفيس عن الإحباط والغضب الذي تراكم على خلفية اليأس وفقدان الثقة في قيادة وحكم السلطة الفلسطينية. وفق قوله.
ولفت إلى تنامي إطلاق النار بكثافة خلال عمليات الاعتقال في الضفة الغربية وهم لم يكن من قبل، وحتى قبل نحو عامين كانت الاعتقالات تتم عادة بدون استخدام الرصاص الحي من قبل الفلسطينيين وحتى من الجيش الإسرائيلي، لكن الآن غالبية العمليات العسكرية تقع خلالها اشتباكات مسلحة ومواجهات شعبية.
وادعى أن نشاطات الشاباك برفقة الجيش والشرطة الإسرائيلية، نجحت ولا زالت تنجح في منع حماس والجهاد الإسلامي من تنفيذ هجمات مميتة، ولم تنجح هذه الفصائل منذ موجة الهجمات في مارس/ آذار الماضي، تنفيذ أي عمليات، لكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تجد صعوبات في منع عمليات إطلاق النار وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة.
ويقول: "إذا استمر الاتجاه وفشلنا في إيقاف ذلك، تقول المؤسسة الأمنية أننا قد نواجه انتفاضة شعبية".
ويقدر جهاز الشاباك أن "التحريض ومحاولات الهجمات من جانب حماس مستمرة، وتريد الاستمرار في العمل كمنظمة مقاومة، لكنها لا تريد أن تتسبب في مزيد من المعاناة لسكان قطاع غزة، باعتباره التنظيم صاحب السيادة ويجب أن يعتني بالسكان هناك، لكن يمكن لحماس والجهاد في الضفة العمل بدون الشعور بالمسؤولية وبالتالي تحقيق هدف مزدوج، يتمثل في تنفيذ مهمتهما كمنظمات مقاومة إسلامية تحارب الاحتلال الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه تقويض سيطرة السلطة وجعلها تتصدى لإسرائيل من أجل إضعافها أكثر حتى رحيل أبو مازن عن الحكم".
ولفت إلى أن عناصر تنظيم فتح الذي يتزعمه "أبو مازن" هم من يحاولون حاليًا تأجيج الأوضاع وإشعالها، ليس بسبب الوضع الاقتصادي الجيد في الضفة الغربية، ولكن كجزء من صراع الخلافة في اليوم الذي يغادر فيه عباس الحكم، مشيرًا إلى أن هذا الصراع يضعف السلطة أكثر وقدرتها على حكم الضفة الغربية، فيما تزدهر تجارة السلاح وإنتاجه، ولم تعد تحاول الأجهزة الأمنية الفلسطينية إحباط أي هجمات، إلا في الحالات التي يكون فيها خطر على أبو مازن أو كبار المسؤولين في السلطة. وفق زعمه.
ويضيف: "بدأت بالفعل معارك الخلافة، وحاليًا يظهر حسين الشيخ كخليفة يثق به أبو مازن ويمنحه سلطة كبيرة، الأمر الذي ربما يثير الكثير من القلق والاستياء بين خلفاء محتملين آخرين، مثل رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، وتوفيق الطيراوي، وشخصيات أخرى يعتبرون أنفسهم خلفاء لمحمود عباس".
يرى المسؤول الأمني الكبير الإسرائيلي، أن هناك عامل آخر يرافق الأحداث الحالية، هو توافر الأسلحة حيث تحول "حجر أمس إلى بندقية"، مشيرًا إلى تزايد عمليات تهريب الأسلحة من الأردن ولبنان وسرقتها من الجيش الإسرائيلي، إلى جانب ما يصنع محليًا مثل سلاح الكارلو، وهو ما يدلل على زيادة عمليات إطلاق النار.
ويعود بن يشاي، إلى إمكانية أن يكون المسجد الأقصى هو الانفجار الذي سيشعل أو يتسبب في التصعد الناشئ حاليًا في مناطق الضفة الغربية، خاصة في حال نقلت تقرير غير صحيحة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن الشاباك يبذل برفقة الجيش الإسرائيلي قصارى جهدهما لمراقبة الشبكات الاجتماعية ومحاولة "تحييد المحرضين".
وأشار إلى أن كبار المسؤولين في الجهاز الأمني الإسرائيلي يقترحون إجراء مناقشات مغلقة لأن تعمل الحكومة في تل أبيب على تهدئة الأوضاع قبل انفجار الأوضاع، من خلال التنسيق مع الأردن وحتى السعودية، والوقف الإسلامي، والسلطة الفلسطينية، ومصر.
وقال مسؤول أمني يتمتع بخبرة أمنية واستخباراتية: "نحن بحاجة للتوصل إلى اتفاقات الآن قبل الأعياد، حتى لا ينفجر الأمر في وجوهنا .. تحييد القنبلة الموقوتة في الحرم القدسي باتفاقات مسبقة مع ملك الأردن والسعوديين ومن خلالهم مع الوقف والسلطة الفلسطينية، هو أكثر أهمية وإلحاحًا من الجهود التي تبذلها الحكومة في مجالات أمنية أخرى".حسب ترجمة "القدس" دوت كوم