ذكرت قناة "ريشت كان" العبرية بأن مصادر أمنية إسرائيلية تتوقع بأن تتواصل العمليات من الضفة الغربية وتتسع لتشمل العديد من الأهداف.
وبحسب القناة العبرية، فإن التقديرات الأمنية، تشير إلى أنه في المقابل الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته والاعتقالات اليومية الوقائية لمنع مزيد من الهجمات.
ولفتت القناة إلى أن التقديرات بأن الهجوم الذي وقع اليوم في غور الأردن كان مخطط له بعناية، وأن المنفذون انتظروا نقل الجنود يوم الأحد لتنفيذ هجومهم، مشيرةً إلى أن التقديرات تشير إلى أن هجوم اليوم سيؤدي إلى مزيد منها.
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي كثف من مطاردته للمنفذ الثالث الذي لم يعتقل بعد، وهو والد أحد المنفذين المعتقلين الذين تم نقلهم إلى مستشفى شيبا لتلقي العلاج.
ووفقًا للقناة، فإنه في عام 2021 بأكمله سجل 91 هجومًا، في حين أنه منذ بداية العام الجاري نفذ أكثر من 150 هجومًا، وتشمل فقط عمليات إطلاق النار بما في ذلك التصدي للاقتحامات، ولا تشمل عمليات إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة.
تفاصيل حول عملية غور الأردن
رفعت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب في جميع أنحاء البلاد، على خلفية العملية التي نُفِّذت في غور الأردن، وأسفرت عن إصابة 7 أشخاص، بينهم سائق حافلة، ومواطن، وجنود، بجروح متفاوتة الخطورة، والتي أفادت تقارير عبرية بأنها تأتي على خلفية التصعيد التي تشهده الصفة الغربية المحتلة، مؤخرا.
وأُصيب جرّاء العملية، سائق الحافلة بجراح خطيرة، فيما أُصيب الآخرون بجراح طفيفة. وألقت القوات الإسرائيلية بعد عملية مطاردة وتمشيط لمنطقة الغور وإغلاق الشوارع أمام حركة المرور، القبض على شخصين يشتبه بأنهما نفذا إطلاق النار على الحافلة. والمُعتقلان هما وليد ومحمد تركمان، من جنين، فيما يُشتبه بأن ثالثا، قد اشترك في تنفيذ العملية، قد نجح في الفرار من مكان تنفيذها. وقد ذكرت "هآرتس" أن اثنين من بين المشتبهين الثلاثة، يحملون هويات إسرائيلية.
وذكرت وسائل إعلام عبرية عديدة، أنّ منفّذا على الأقل، هو من بلدة جديدة المكر، بالقرب من مدينة عكا، مشيرة إلى أن المشتبهين الثلاثة، من عائلة واحدة. كما أشارت تقارير إلى أنه يُشتبه في أن المنفذ الثالث المحتمل، هو والد أحد الشابين الآخرين.
وفي السياق ذاته، ذكرت هيئة البث الإسرائيلي العامة "كان 11" أن المنفِّذين ينتمون لعائلة واحدة، وهم من منطقة جنين، مشيرة إلى أنّ والد أحد المعتقلين، وهو في الخمسينات من عمره، قد نجح في الفرار من مكان تنفيذ العملية.
وقالت إنه متزوج من امرأة تحمل الهوية الإسرائيلية؛ غير أنها لفتت إلى أن المرأة قد تكون من سكان جديدة - المكر، أو من منطقة القدس، مؤكدة أنه ليس واضحا حتى الآن، من أين هي بالضبط.
وذكرت "كان 11" أن أحد المعتقلين هو ابن الوالد الذي فر من المكان، وأنه يحمل هوية إسرائيلية كون أمه تحملها، فيما الآخر هو ابن شقيق الوالد.
وطاردت وحدة تقصي الأثر في الجيش الإسرائيليّ المشتبه بهم الثلاثة، وزعمت أنها صادرت قطع السلاح بالتزامن مع اعتقال اثنين منهم.
ولاحقا، ذكر جيش الاحتلال في بيان، أن تحسّنا طرأ على حالة أحد الجنود الذين أُصيبوا خلال العملية، مشيرا إلى أن إصابته باتت متوسطة، علما بأن 5 جنود قد أُصيبوا خلال العملية.
فيما أفاد مشفى "هعيمك" في العفولة، بأنّه جرى إخراج جنديين من المشفى، من أصل 4 نُقلوا إليه بعد العملية، لافتا إلى أن الآخرين؛ تم إبقاء أحدهما في المشفى لاستكمال العلاج الطبيّ، فيما لا يزال آخر يتلقى العلاج في غرفة العلاج المكثف.
وفي وقت سابق اليوم، ذكر تقرير في صحيفة "هآرتس"، أنه تتعالى خلال المداولات الأمنية الإسرائيلية توقعات بأن الضفة الغربية هي المنطقة الأكثر قابلية لتصعيد أمني، رغم أن التركيز في هذه المداولات يدور بالأساس حول مفاوضات إحياء البرنامج النووي الإيراني والمفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان حول ترسيم الحدود البحرية واحتمالات تصعيد عسكري مع حزب الله،
وذكر موقع "واللا" العبري، أن العملية بدأت عند نحو الساعة 12 ظهرا، و20 دقيقة.
وأشار إلى أن التحقيقات في العملية، والتي لا تزال جارية، بيّنت أن شخصين كانا قد استقلا مركبة "بيك أب ’نصف نقل’ (تندر)"، وعند الساعة المذكورة، أوقفا المركبة إلى جانب الطريق، وأطلقا النار على مقدمة الحافلة.
وأضاف "واللا"، أن الحافلة توقفت إثر إطلاق الرصاص صوبها، زاعما أن منفذَي العملية، حاولا إلقاء زجاجة "مولوتوف" مشتعلة صوبها، غير أن محاولتهما لم تنجح لخلل ما، لم يذكر الموقع تفاصيله، إذ انسكبت المادة القابلة للاشتعال في المركبة التي استقلّها المنفذان، ما أدّى إلى اشتعالها.
كما نقلت مواقع إخبارية عبرية، عن شهود عيان من مُستقلّي الحافلة ادعاءهم أن الشخصين، حاولا إضرام النار في الحافلة.
وذكر الموقع أن المنفذيْن، حاولا الفرار، إذ أنهما أُجبرا على ترك المركبة التي اشتعلت فيها النيران، والتي تسببت بإصابتهما بحروق نتيجة ذلك، بحسب "واللا".
كما نقل "واللا" عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي (لم يسمهم)، قولهم إن تقديراتهم تشير إلى أنه "قد لا يكون مناص من إجراء عملية واسعة في شمال" الضفة الغربية المحتلة، والتي ذكر الموقع أن عملية اليوم تأتي على خلفية التصعيد التي تشهده مؤخرا.
من جانبها، قرّرت الشرطة الإسرائيلية، رفع حالة التأهب في جميع أنحاء البلاد، بحسب ما أفاد "واينت"، الموقع الإلكترونيّ لصحفية "يديعوت أحرونوت".
وبموجب ذلك، سيتمّ نشر قوات شرطة للقيام بالأنشطة الأمنية في "الأماكن الحساسة والمزدحمة".
وقالت مصادر في الشرطة الإسرائيلية، إن اثنين من المشتبه بهم الثلاثة (تحقّق الأجهزة الأمنية في احتمال فرار ثالث) يحملان بطاقة هوية إسرائيلية، وفق ما أوردت صحيفة "هآرتس" عبر موقعها الإلكتروني.
وأضافت "هآرتس" أنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، عبّرت عن تخوفها من تصعيد متزايدٍ للوضع الأمني في الضفة الغربية، على خلفية الزيادة الأخيرة في عدد عمليات إطلاق النار خلال عمليات الاعتقال التي ينفذها جيش الاحتلال بشكل يومي في الضفة، وكذلك على خلفية محاولات تنفيذ عمليات في مستوطنات بالضفة، أو نقاط عسكرية إسرائيلية.
وفي هذا الصدد، أوردت "هآرتس" نقلا عن مصادر أمنية لم تسمّها، أنّ "عدد الأسلحة في الضفة الغربية اليوم، أكبر بكثير من ذي قبل".
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "معاريف"، أول من أمس الجمعة، فإن هناك تحولات عميقة جارية في الضفة الغربية، تتمثل بتعزيز قوة حركتي حماس، وفي مناطق معينة قوة الجهاد الإسلامي أيضا، على حساب "المكانة الآخذة بالتدهور" للسلطة الفلسطينية الآخذة. وهذا الوضع "يقلق جهاز الأمن الإسرائيلي أكثر بكثير من قطاع غزة ومن حزب الله أيضا".
وأفادت الصحيفة بأن الجيش الإسرائيلي والشاباك يحبطان عمليات مسلحة قبل أن تنفذها خلايا تابعة للفصائل الفلسطينية الكبرى بواسطة معلومات استخباراتية وعمليات عسكرية. إلا أن "نقطة ضعف جهاز الأمن هي التنظيمات المحلية، وخاصة في المخيمات في شمالي الضفة الغربية، من جنين حتى نابلس، لشبان في سن 17 – 25 عاما غالبا، ولا ينتمون لفصيل معروف، ولم يشهدوا السور الواقي"، أي اجتياح جيش الاحتلال للضفة الغربية في العام 2002.
وعزا التقرير قسما من عمليات إطلاق النار التي نُفِّذت العام الحالي، إلى اقتحامات قوات الاحتلال لمخيمات اللاجئين في جنين ونابلس، في الأشهر الأخيرة، "لكن هذا تفسير جزئي وحسب". فقد سُجل ارتفاع في عدد عمليات إطلاق النار في شوارع الضفة ضد قوات الاحتلال والمستوطنين.
وينظر جهاز الأمن الإسرائيلي إلى شمال الضفة، على أنها تشكل "تحديا مركزيا هدفه عزل هذه المنطقة وعدم تسرب العمليات فيها إلى مناطق أخرى" في الضفة.