لا تزال صناعة "أفران الطين" تقاوم عوامل الزمان في بيت لحم، فرغم التقدم التكنولوجي وظهور العديد من الأفران الحديثة، إلا أن تلك المهنة القديمة تواجه الاندثار، ويعمل بها أشخاص قليلون ورثوها أباً عن جد، ويسعون لتعليمها لأبنائهم، حتى لا تنتهي.

استغلت الفلسطينية آمنة صلاح سطح منزلها لتصنع أفران الطين القديمة بشكل تقليدي، استعداداً لبيعها بالأسواق المحلية في بيت لحم.

تقول صلاح في لقاء مع وكالة (APA) اعتدت على تناول خبز الطابون منذ صغري، ولأنني كبرت وترعرعت بين عائلتي في مناطق زراعية بعيدة عن المدينة في قرية الخضر قضاء بيت لحم، اجتهدت في الحفاظ على المهن القديمة والنكهات التراثية لتبقى ممتدة للأجيال القادمة.

ولفتت إلى شعورها بالحنين للنكهات القديمة، ما دفعها لصناعة أفرن الطين وبيعها في الأسواق المحلية للحفاظ على مهن الأجداد وارجاع خبز الطابون على المائدة الفلسطينية.

وبينت صلاح أنها تعلمت مهنة صناعة أفران الطين من والدتها، حيث كانت تعمل في ذات المهنة لإعالة أسرتهم قديماً، كحال العديد من السيدات.

ونوهت إلى الاقبال الكبير على شراء أفران الطين، مبينة أن ذلك يعود لشوق الفلسطينيين إلى النكهات القديمة البسيطة، ذات الطعم الممزوج برائحة الأجداد.

وعددت صلاح أهم الأصناف القديمة التي يتم خبزها بأفران الطين "الملتوت، وخبز الطابون" التي كانت لا تخلو من الموائد الفلسطينية.

وبيدها الممتلئة بالطين، أشارت إلى آلية صناعة الأفران " يتم تحضير كمية من الحجارة ووضعها على شكل نصف دائرة، ثم توضع كمية من الأعشاب الجافة أو ما يسمى بالتبن فوق الحجارة، وتُستعمل تلك الأعشاب للفصل بين كل من الحجارة، والطين، ليتم الجمع بين الطين والماء معاً للحصول على العجينة".

واستدركت صلاح، أن الطين يترك لمدة يوم كامل لتتحلل، ويسهل عملية تنقيتها من الشوائب كالحجار، لتصبح سلسلة ويسهل التحكم بها، وتليها إضافة التبن ومرحلة تحديد شكل الفرن وحجمه.

وذكرت أنها تأتي بالحجارة من البلدة القديمة، حيث تحتفظ بكميات تكفي تغطية الطلبات العديدة، وتصنع أيضاً غطاء حديد ويد للفرن.

وأضافت صلاح أن عملية صناعة أفران الطين تحتاج إلى وقت وجهد بدني كبير، لاستمرارية تعجينها على فترات طويلة لمرات متعددة، بخطوات تجفيف متتالية، وتستغرق مدة الصناعة يومين على الأقل.

وتطرقت إلى أن استعمال أفران الطين لا يأتي منه ضرراً، لاستعمال المواد الطبيعية في صناعته، عكس الأفران التي تدخل بصناعتها البلاستيك والباطون وغيرها من المواد الصناعية الضارة.