- بقلم الأستاذ حسن قنيطة
الغريب والمستهجن أن كل الضوابط التى صيغت واستنبطت من خلال التجارب ودونت فى اروقه المؤسسات الدوليه لم تطبق على الصراع الفلسطينى الإسرائيلي بل طوعت تلك القوانيين لابعد مدى لتكون بيد الإحتلال الإسرائيلي ليتغول رويدا رويدا وشيئا فشيئا لتغيب القوانين وتستباح حقوق شعبنا فرادى ومؤسسات وقطاعات وكيانات حتى أضحى اعتقال الآلاف أمر طبيعى والقتل أمر اعتيادي والإبعاد مسلم به ونسف البيوت وابادة عوائل من قوائم السجل المدنى ممكن فى كل حرب ضروس تشن على شعبنا ليتمادى التغول الاحتلالى ليصل لمستوى الجريمة المنظمة المغلفة بشعارات ومسميات تساعدها على الإفلات من اى محاسبة أو مساءلة قانونية على المدي القريب والبعيد.
ونحن اليوم نتلمس الجريمه ترتكب يوميا ضد أسرانا في سجون ومعتقلات الإحتلال والابرز منها هو ملف الإهمال الطبي المتعمد هذا التعمد إلذى وصل تدريجيا أيضا لدرجة اللامعان فى الإهمال وصولا للقتل البطئ ..ونحن فى سياق متابعتنا وعملنا ندرك أننا وصلنا لنتيجة واضحة أن قتل أسرانا بدأ متعمدا تحقيقا لرغبة تاريخية لقادة الاحتلال التى طالما دغدغت عقولهم وأمانيهم بتنفيذ حكم الاعدام الرسمى بحق مناضلينا وإسرانا وهو الأمر الذي لايسمح به المجتمع الدولى ، حيث لمسنا ازديادا ملحوظ فى السنوات الاربعة الأخيرة في عدد الاسرى الذين قتلوا واعدموا بأساليب متعددة فى سجون الاحتلال أهمها الإهمال الطبى والذى عنوانه اليوم الأسير ناصر ابو حميد المعتقل منذ 29عاما والمحكوم مؤبد سبع مرات هذا يعنى أن قتله بات مصلحة لعقلية المستوطنين التى تحكم وتسيطر على الحكم من سنوات حيث لدينا أكثر من اثنى عشر أسيرا أعدموا بطريقه الأهمال الطبى وأن العديد من أسرانا قتلوا بدم بارد وبشكل مباشر أمثال الشهيد داوود الزبيدى وإطلاق نار على العديد من الأسرى والمعتقلين والمناداه من قبل شخصيات وازنة فى برلمان المستوطنين بصورة إطلاق النار بشكل مباشر على الأسرى وقتلهم وعدم علاجهم وان كان لابد من العلاج عليهم ان يدفعوا ثمن العلاج من حساب عوائلهم .. هذا الأمور والسلوكيات التى قوبلت بصمت وخجل من قبل المؤسسات الحقوقية المختلفة اوجدت وافرزت دولة منفلتة
تجيد فهم التحالفات السياسية التاريخيه مع الدول الكبرى التى تشجع وتبرر سلوكيات دولة الجريمه المنظمة ضد أبناءنا وشعبنا فى القطاع والضفه والقدس .. الواضح أن سكون وسكوت المنظومة الدولية بشتى مسمياتها شجع ولازال يشجع على ارتكاب مزيدا من الجرائم والفظائع والتى بتنا نخشى على أسرانا منها ونخشى أكثر على حياة الأسير ناصر ابو حميد هذا الفلسطيني الذى تعرض لاسوء جريمة منظمة بإعدامه وقتله من خلال الإهمال الطبى الذى أعلن عنه بالبدايه بفيروس حميد ثم ورم ثم تمادى وانتشر الورم بفترة زمنية قياسية تثبت أن أسرانا ضحايا سياسة الإهمال المتعمد وانهم حقل تجارب للمسكنات والتجارب الطبية الفاشلة .
نحن اليوم بتنا على قناعة أن المجتمع الدولى الخجول والصامت أصبح عبئ على أسرانا وشعبنا لذا طالبت والدة الأسير القائد ناصر بالإفراج عنه وناشدت ملك الاردن للتدخل ليس لإنقاذ حياة ناصر فقط بل لتتمكن أيضا كأم ممارسة اموموتها باحتضانه ولو لمره واحده قبل الفراق والموت الذى بات محققا لناصر ابو حميد .. ام ناصر ابو حميد أو كما نسميها سنديانة فلسطين والأمهات الفلسطينيات الثائرات الصابرات تعلم أن اعدام ناصر كان بقرار سياسي من أعلى مستويات قادة دولة الاحتلال لذا قررت اللحؤء الى مستوى سياسي إضافى لعلها تجد من يسمع نداءها فيضم صوته وجهده لجهد القيادة الفلسطينية لضمان تحقيق أمنية الام الفلسطينيه سنديانة فلسطين للتغلب على الفلتان القانونى الذى تسلكه دولة الاحتلال كقوة تمارس الجريمة المنظمة ببراعة وادارك بعدم القدرة على محاسبتها وكذلك لعدم ارتكاب جريمه أخرى مركبه بالانتظار وهى عدم تسليم جثمان ناصر فى حال استشهاده.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*بقلم الأستاذ حسن قنيطة رئيس لجنة إدارة هيئة شؤون الأسرى والمحررين في المحافظات الجنوبية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت