أكدت الصحافية المخضرمة في شبكة "سي.ان.ان" الإخبارية الأميركية كريستيان أمانبور أنها رفضت وضع الحجاب لإجراء مقابلة مع الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي في نيويورك، ما أدى، وفقا لها، إلى إلغاء اللقاء بالتزامن مع تحرّكات احتجاجية تشهدها الجمهورية الإسلامية.
وبحسب تغريدات أطلقتها رئيسة قسم الدوليات في شبكة "سي.ان.ان"، حضر مستشار للرئيس الإيراني لرؤيتها "بعد مرور 40 دقيقة على الموعد الذي كان من المفترض إجراء المقابلة فيه" لإبلاغها بأن الرئيس الإيراني "يقترح" أن تضع الحجاب "لأننا في شهري محرّم وصفر الفضيلين".
وقالت أمانبور المولودة في بريطانيا لأب إيراني "رفضت بكياسة. نحن في نيويورك حيث لا تنص أي قوانين أو تقاليد على وضع الوشاح. وأشرت إلى أن أحدا من الرؤساء الإيرانيين الذين التقيتهم خارج إيران لم يطلب ذلك".
وأشارت أمانبور إلى أن المستشار أبلغها بأنه في هذه الحال لن تحصل المقابلة التي كان يفترض أن تجرى على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضافت أمانبور التي نشرت صورة لها وقبالتها مقعد شاغر "لذا صرفنا النظر عن الأمر. لم تجرَ المقابلة. في حين تتواصل الاحتجاجات في إيران مع سقوط قتلى، كان من الأهمية بمكان التحدّث مع الرئيس رئيسي".
وبحسب حصيلة رسمية أُعلنت الخميس، قُتل 17 شخصا على الأقل في احتجاجات تشهدها إيران منذ أن أعلنت السلطات في 16 أيلول/سبتمبر موت الشابة مهسا أميني البالغة 22 عاما خلال توقيفها.
وأوقفت "شرطة الأخلاق" المكلّفة السهر على التقيّد الصارم باللباس الشرعي في الجمهورية الإسلامية، أميني في طهران "لارتدائها لباسا غير محتشم".
وأكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الخميس أن وفاة الشابة مهسا آميني خلال اعتقالها والذي أثار تظاهرات واسعة النطاق في إيران، سيكون موضع "تحقيق"، لكنه ندد برياء القوى الغربية.
وقال رئيسي خلال مؤتمر صحافي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، "اطمئنوا، سيتم بالتأكيد فتح تحقيق"، موضحا أن تقرير الطبيب الشرعي لم يشر إلى انتهاكات ارتكبتها الشرطة.
وأضاف "لكنني لا أريد التسرع في استخلاص استنتاجات".
وتابع الرئيس الإيراني "إذا كان هناك طرف مذنب، فلا بد من التحقيق في الأمر بالتأكيد. لقد اتصلت بأسرة الراحلة في أول فرصة وأكدت لها شخصيا أننا سنواصل التحقيق بثبات في الحادثة".
ويرى متظاهرون، وكثير منهم نساء، أن أميني (22 عاما) ماتت في عهدة "شرطة الأخلاق" المكلفة تطبيق قواعد اللباس التي تفرضها الدولة الدينية على النساء.
وبعد ساعات من فرض واشنطن عقوبات على وحدة الشرطة المعنية، اتهم رئيسي الغرب بـ"الكيل بمكيالين"، مشيرا إلى عمليات القتل على أيدي الشرطة في الولايات المتحدة وقدّم إحصائيات عن وفيات النساء في بريطانيا.
وأردف "لماذا لا تتم الدعوة إلى نفس الشيء بسبب الذين فقدوا حياتهم على أيدي سلطات إنفاذ القانون وغيرهم في أنحاء الغرب - أوروبا وأميركا الشمالية، الولايات المتحدة الأميركية؟".
وأضاف متسائلا "من تعرضوا للضرب الجائر، لماذا لا توجد تحقيقات بشأنهم؟".
ولم يرد رئيسي على سؤال حول القيود على الإنترنت داخل إيران حيث لقي 17 شخصًا على الأقل حتفهم في الاضطرابات منذ وفاة أميني الأسبوع الماضي، لكنه قال إنه يقبل الاحتجاجات السلمية.
وقال في هذا الصدد "هذه أمور طبيعية ومتوقعة تماما. لكن يجب أن نفرق بين التظاهر والتخريب".