افتتح مجمع ناصر الطبي مساء الجمعة 23-09-2022 في قاعة المؤتمرات بفندق "المشتل" المؤتمر العلمي العاشر لأمراض الباطنة "كل ما تتصوره او تعتقده أصبح بالامكان اليوم تحقيقه" والذي يستمر على مدار ثلاثة أيام 23,24,25 من سبتمبر الجاري، ويهدف إلى تبادل الخبرات الطبية بين الطواقم الطبية المختلفة في داخل فلسطين والخارج والالتقاء بين المشاركين للتباحث حول الجديد في مجال طب الباطنة.
وانعقدت أعمال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر في قاعة المؤتمرات الكبرى بحضور وكيل الوزارة الدكتور يوسف أبوالريش، والمديرين العامين لوزارة الصحة، وعدد من المهتمين والمعنيين، وجمع من الأطباء والشخصيات الوطنية والطبية الاعتبارية.
وتحدث الدكتور عمرو الاسطل المنسق العام للمؤتمر، عن أهمية عقد المؤتمر الذي يأتي كاستجابة لتوصيات مؤتمر الباطنة التاسع الذي انعقد قبل عامين، وقد تأخرنا بسبب جائحة كورونا، مشيراً إلى ان إقامة مؤتمر بهذا الحجم وفي ظل الظروف التي نعيشها في غزة ليست بالسهل، مقدماً شكره لزملائه في رئاسة المؤتمر وكافة رؤساء وأعضاء اللجان التي شاركت للوصول الى هذا المحفل الطبي الهام والذي وضع بصمته قوية وأصبح ظاهرة طبية مشهود لها.
وأكد الدكتور علاء الدين المصري رئيس المؤتمر العاشر في كلمته أن عقد هذا المؤتمر تم على الرغم من كل التحديات والمعاناة والظروف القاهرة، وأضاف أن المؤتمر يشارك فيه أكثر من تسعمائة طبيب من كافة المستشفيات الفلسطينية ومحاضرين من كليات الطب وعمداء الكليات وطلاب كليات الطب من الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة.
وأضاف "المصري" اننا وفي مساء اليوم فان النجمة العاشرة تتألق في سماء طب الباطنة في قطاع غزة، بعد انقطاع عامين من المعاناة ونحن نقف في الجبهة الأمامية في أقسام الأمراض الباطنة والعناية المركزة، للحفاظ على حياة المواطنين في كل أقسام الباطنة. اليوم ينطلق المؤتمر العاشر للباطنة في حلته الجديدة بعنوان يعكس حاجتنا حقيقة لكي يبقى التحدي الدائم للبحث عن المعرفة وتكريس الممارسة العملية وهو ما سوف يكون في مؤتمرنا اليوم.
وأشار "رئيس المؤتمر" بأننا اليوم نفتقد الأسماء التي تركت بصماتها راسخة في الذاكرة وستبقى الشهيد الدكتور أيمن أبو العوف، والدكتور علاء الخزندار، والدكتور حسن أبو طويلة، والدكتور مجدي عياد، والدكتور نعيم الاسطل. ولقد كانوا دائمي الحضور بيننا ومشاركين بلا توقف.
وفي كلمته قال الدكتور صابر الصرفندي، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، إن عنوان المؤتمر "كل ما تتصوره او تعتقده أصبح بالإمكان اليوم تحقيقه" سوف يلمسه الحضور من الكوادر الطبية على مدار الثلاثة أيام انعقاده.
وقد أضاف "الصرفندي" بأنه تم عقد المؤتمر ورشتي عمل في مجمع ناصر الطبي ضمن فعاليات المؤتمر، وقد تم تنظيم ورشة العمل الأولى، والتي جاءت بعنوان: "الاستجابة لإعطاء السوائل للمرضى واستخدام السونار السريري في العناية المركزة والباطنة". وأما الورشة الثانية، فكانت بعنوان "نحو رعاية شاملة لمرضى السكر". وفي أيام المؤتمر سوف تعقد مسابقات علمية ومحور رئيسي يحمل اسم الشهيد أيمن أبو العوف استشاري الباطنة والعضو الدائم في اللجنة العلمية للباطنة.
وكما تحدث الدكتور صلاح الشامي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وتحدث عن ظروف الاعداد للمؤتمر العاشر للباطنة، وتوفير الدعم اللوجستي للوصول الى لحظة النجاح اليوم، من الشركات الراعية، وطالب الحضور والمشاركون بتزويدنا بكل الاقتراحات التي سوف تزيد المؤتمر قوة وعطاء.
وأكد الدكتور مازن صافي، رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر، أن المؤتمر يحظى بتغطية إعلامية واسعة، مسموعة ومقروءة ومرئية، وقد عقدت لقاءات مباشرة لتوصيل رسالة المؤتمر العاشر للكوادر الطبية وللجمهور الفلسطيني.
وفي الكلمة التي ألقاها وكيل وزارة الصحة الدكتور يوسف أبو الريش، أكد أن هذا المؤتمر يشكل لوحة جامعة بحضور لفيف من الأطباء، وتابع د. أبو الريش قوله، “أن المؤتمر انطلق اليوم ثمرة جهود عظيمة استطاعت الوصول الى هذا اليوم وبتميز بكل ما فيه من جديد".
وأضاف وكيل الوزارة غاب المؤتمر عامين بعد معاناة مع جائحة كورونا التي ضربت العالم كله وجعلت المنظومات الطبية والقوية منها تهتز بل تسقط أحيانا، وبل ساد اقتصاد العالم الكثير من الانتكاسات. وبقي القطاع الطبي في قطاع غزة يقدم النماذج الكبيرة والناجحة في سبيل الحفاظ على حياة المواطنين.
وأشار أن عنوان المؤتمر يذكرنا كيف بدأنا في المؤتمر الأول للباطنة، وكنا نتحدث عما سوف نقدمه للقطاع الطبي. ونصل اليوم للنسخة العاشرة مؤمنين بفكرة انعقاد المؤتمرات وليكون العنوان حقيقة " " كل ما تتصوره او تعتقده أصبح بالإمكان اليوم تحقيقه ".
وأضاف" أبوالريش "بأننا اليوم نتذكر أقمار المؤتمرات العلمية الشهداء العظام الذي لهم الأثر الباقي في قلوبنا وبيننا وسوف نحفظ عهدهم وستبقى طاعتنا لله هي القائمة والتي تجعل رسالتنا مميزة وهادفة وتصنع الرؤية والمعرفة والتوصيات.
وفي ختام كلمته قال الدكتور يوسف ابوالريش اننا في وزارة الصحة لن نتوانى عن خدمة شعبنا وفي نفس الوقت فإن كوادرنا الطبية يقدمون كل ما يمكن من أجل مرضانا. وقدم وكيل الوزارة توصيته للمؤتمر بأن يكون محور الاخلاق الطبية حاضراً في كل مؤتمراتنا الطبية والعلمية القادمة وذلك لحاجتنا الحقيقية والتي نظهر بها أمام أهلنا بالصورة المشرقة والمؤثرة والمتميزة والمكانة الراقية لمقدمي الخدمات الطبية.
وشهد اليوم الأول انعقاد جلستين علميتين وترأس الجلسة العلمية الأولى الدكتور حسن خلف، والدكتور رأفت لبد وأقيمت تحت عنوان:" التحديث والمبادئ التوجيهية السريرية "وعرض فيها الدكتور رامي أبوسلوت الحاصل على الزمالة المصرية والبورد الفلسطيني لأمراض الباطنة، ويعمل استشاري لأمراض الباطنة في مستشفى غزة الأوروبي، عن توصيات الجمعية الأمريكية لأمراض القلب والسكتات الدماغية لعام ٢٠٢٢ فيما يخص الجلطات الدماغية النزفية. وأوصى في محاضرته على أهمية تطوير الأنظمة الصحية التي توفر الرعاية العاجلة لمرضى النزف الدماغي، وتوفير مرافق ذات رعاية عصبية وقدرات جراحة الأعصاب.
وقدم الدكتور محمود الشيخ علي، رئيس قسم الباطنة في مستشفى غزة الأوروبي استشاري الباطنة، محاضرة عن ارتجاع المريء أعراضه وتشخيصه وعلاجه وآخر المستجدات عالميا حول تشخيص وعلاج المرض، وركز على الحالات المستعصية وكيفية وآليات التدخلات الطبية العلاجية وفق آخر البروتوكولات العلمية العالمية.
وقدم الدكتور عمرو الأسطل أستاذ الطب المساعد، استشاري أمراض الرئة والعناية المركزة وطب النوم، كلية الطب، جامعة مارشال، هنتنغتون، فرجينيا الغربية وقد عرض حالة من ثقافتين ومناطق جغرافية مختلفة، وأكد على أهمية الوعي بأنواع التحيز الأكثر شيوعًا في الطب. وأشار إلى أهمية عدم تشجيع استخدام مصطلحات مثل "المسافر الدائم" أو "الممارس" أو "المجنون" أو "طالب المخدرات" ولا تستخدمها شخصيًا.
وقدم الدكتور خالد مطر ، استشاري أول ورئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد والمناظير في مستشفى غزة الأوروبي، محاضرة تحدث فيها عن فجر جديد في طب وعالم المناظير وذلك باستخدام جهاز التنظير بالسونار في قطاع غزة Endoscopic ultrasound، وأوصى بأهمية استخدام هذه التقنية وتعميمها لما فيه من خدمة نوعية للقطاع الطبي في قطاع غزة.
وفيما يتعلق بالجلسة العلمية الثانية التي ترأسها الدكتور عمرو الأسطل ، والدكتور وليد داوود، تحت عنوان: "جائحة كورونا وكيفية التعامل معها في المستشفيات الفلسطينية" وعرض فيها الأستاذ الدكتور يحيى عابد أستاذ علم الوبائيات بجامعة القدس ابو ديس وحاصل على بكالوريوس الطب والجراحة جامعة أسيوط ١٩٧٢ ودكتوراة الصحة العامة وبائيات من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ١٩٩٣، محاضرة بعنوان "استجابة النظام الصحي الفلسطيني لمواجهة جائحة كوفيد 19" وقد أوصى بأهمية استمرار تقديم خدمات صحية للسكان في ظل هذه الجائحة وأشار أنه نتيجة للجهود المشتركة لم تصل نسبة الوفيات بين المصابين 1 % وكان التوافق على البروتوكولات الصحية الوطنية الموحدة في فلسطين العامل الأبرز في مواجهة الوباء الخطير.
وعرض الدكتور صلاح الشامي، رئيس أقسام الباطنة في مستشفى غزه الأوروبي محاضرة "حالة عملية" عن فيروس كورونا ومتلازمة ماكروفاغ النشطة في المريض الذي لا زال مصاباً "MACROPHAGE ACTIVATED SYNDROME" ويعتبر المرض من الأمراض النادرة وقد تم تشخيصه عن طريق أخذ عينة من الغدد الليمفاوية، ونخاع العظم، ومن مضاعفاته تضخم في الكبد والطحال وهبوط حاد في جميع كريات الدم.
وفي المحاضرة الأخيرة من اليوم الأول، قدم الدكتور محمد قشطة محاضرته بعنوان "نقص التروية للكلية" وقد استعرض حالة عملية لمريضة عانت من نقص التروية للكلية اليمين وكيف تم تشخيص الحالة علما أن المرض نادر الحدوث وتم استعراض تحديد سبب نقص التروية والحديث عن المرض وأسبابه وسبل علاجه.