يصادف يوم السبت، الرابع والعشرون من أيلول، الذكرى الـ15 لرحيل القائد الوطني حيدر عبد الشافي.
قلائل هم الرجال الذين تُجمع عليهم الشعوب بكافة أطيافها، كان حيدر عبد الشافي واحدا من هؤلاء.
ولد حيدر محي الدين عبد الشافي في العاشر من حزيران عام 1919، وهو طبيب وسياسي فلسطيني، رأس وفد فلسطين المفاوض إلى مدريد.
حيدر عبد الشافي، ولد وعاش حتى وفاته، في قطاع غزة، وما زال الدوار الذي يقابل بيته إلى اليوم يعرف بدوار حيدر عبد الشافي رغم أن بلدية غزة تضع لوحة مكتوب عليها "ميدان الأمم المتحدة"، ولو طلبت من سائق تاكسي أن يوصلك إلى ميدان الأمم المتحدة لسألك: أين يقع هذا، ولكن إن قلت له دوار حيدر فلن يتردد.
نال الشهادة الثانوية من الكلية العربية في القدس عام 1936، والتحق بالجامعة الأميركية في بيروت لدراسة الطب والجراحة، وتعرف أثناء دراسته على حركة القوميين العرب والتحق بصفوفها، وتخرج كطبيب عام 1943.
عمل بعدها في مدينة يافا، وأمضى سنوات الحرب العالمية الثانية في عدة أماكن داخل فلسطين وشرق الأردن، وبعد نهاية الحرب ترك الجيش وفتح لنفسه عيادة خاصة في قطاع غزة وشارك بتأسيس الجمعية الطبية الفلسطينية.
عام 1945، غادر إلى الولايات المتحدة وعمل بأحد المستشفيات الكبرى بمدينة دايتون في ولاية أوهايو، وفي عام 1954 عاد إلى قطاع غزة، الذي كان قد وضع تحت الإدارة المصرية.
عمل وقتها في مستشفى "تل الزهور" التابع للإدارة المصرية، وخلال عدوان 1956 واحتلال إسرائيل لغزة، نصبت مجلس بلدي لإدارة شؤون المدينة، واختارته ضمن أعضائه، ولكنه رفض المشاركة.
اختير عام 1962 رئيساً للسلطة التشريعية للقطاع حتى عام 1964، عندما شارك في أول مؤتمر وطني فلسطيني عقد ذلك العام في مدينة القدس، وهو المؤتمر الذي أسست فيه منظمة التحرير الفلسطينية تحت رئاسة أحمد الشقيري، وخدم كعضو في اللجنة التنفيذية للمنظمة.
بعد احتلال إسرائيل لغزة عام 1967 عمل كطبيب متطوع في مستشفى الشفاء بالقطاع، واعتقلته السلطات الإسرائيلية بتهمة تأييد سياسات أحمد الشقيري زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسها.
رفض أي شكل من أشكال التعاون مع إسرائيل، فنفته بأوامر مباشرة من "وزير الجيش" موشيه دايان إلى نخل (سيناء) بوسط شبه جزيرة سيناء لمدة ثلاثة أشهر، ومن ثم إلى لبنان في الثاني عشر من كانون أول 1970، مع خمسة من الزعماء الوطنيين.
أسس عام 1972 وأدار جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة وجعلها مسرحاً للعون الطبي والنشاطات الاجتماعية والثقافية.
شارك في الوفد الأردني - الفلسطيني المشترك إلى مؤتمر مدريد للسلام والذي عقد بعام 1991، وبعدها أسندت إليه مهمة رئاسة الوفد الفلسطيني المفاوض في مباحثات واشنطن على امتداد 22 شهراً خلال عامي 1992- 1993.
انتخب عام 1996 عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني بأعلى الأصوات، واختير لرئاسة اللجنة السياسية في المجلس.
أسس مع مصطفى البرغوثي وإبراهيم الدقاق والراحل إدوارد سعيد وخمسمائة شخصية فلسطينية حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية عام 2002 وتولى مهمة أمينها العام.
توفي في الرابع والعشرين من سبتمبر 2007 وهو في الثامنة والثمانين، تاركا زوجته و4 أولاد و7 أحفاد وشيعت جنازته وشارك فيها أنصار فتح وحماس معاً