جدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني د.أحمد مجدلاني الترحيب بمبادرة الخارجية الصينية للسلام في الشرق الأوسط.
وقال د.مجدلاني بكلمته في حفل الاستقبال الافتراضي عبر تقنية الزوم بمناسبة العيد الوطني الـ73 لجمهورية الصين الشعبية الذي نظمته سفارة الصين نأمل مزيداً من الفعل والتأثير السياسي الصيني باعتبار الصين بلداً صديقاً للشعب الفلسطيني، والعلاقات الفلسطينية الصينية علاقات تاريخية وتحظى بثقة واحترام متبادل من الجانبين، فهذه المبادرة منصة لتجديد التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية التي تراجع حضورها في المشهد السياسي الدولي في ظل الهيمنة والسياسات الأمريكية المنحازة للاحتلال الإسرائيلي وحكوماته المتعاقبة، حيث تراجعت القضية الفلسطينية بتأثيرات أمريكية التي خلقت وقائع جديدة في العالم وفي الشرق الأوسط منذ بداية ما يعرف بالفوضى الخلاقة وما يسميه البعض بالربيع العربي، الى جانب المستجدات المتعلقة بجبهة الحرب الروسية مع الإمبريالية وحلف الناتو في أوكرانيا، وهنا نشير بوضوح بأن التحالف الامبريالي الغربي وحده هو المسؤول عما يحصل من تدهور خطير في العلاقات الدولية، بسبب حالة التمادي والاستعلاء والعقلية الاستعمارية الجديدة طيلة العقود الثلاثة الماضية لفرض أحاديته القطبية، بشن حروب إجرامية ضد العديد من الدول والشعوب، ومصادرة سيادتها، وتغيير أنظمتها السياسية بالتدخلات العسكرية والضغوط الاقتصادية، والسعي إلى فرض هيمنته والحيلولة دون إعادة التوازن الذي اختل لعقود.
واشار د.مجدلاني سعت القوى الغربية لتضييق الخناق على الصين من خلال تدخلها السافر في شؤونها الداخلية في هونج كونج وشينيجيانغ وبحر الصين الجنوبي والبر الصيني، وكذلك ما تمارسه من تضييق واجراءات على روسيا واستنزاف قدراتها العسكرية والاقتصادية منذ بداية القرن الحالي من خلال توسع نفوذ حلف الناتو واقامة القواعد العسكرية التابعة للأمريكان والتحالف الغربي، تمهيداً لإخضاعها للهيمنة الغربية كباقي مناطق العالم في إطار تأبيد الأحادية القطبية التي تضررت منها شعوب كثيرة، وخاصة الشعوب العربية وشعبنا الفلسطيني.
قائلا نقف مع الصين ونرفض التهديدات الأمريكية بفرض العقوبات، ونرفض إثارة النزاعات أو تأجيج الخلافات خدمة للمصالح الأنانية، ونعبر عن رفضنا وادانتنا للاستفزازات الأمريكية المتواصلة والتدخلات السافرة في الشأن الصيني الداخلي، والذي تجلى بالزيارة الاستفزازية لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان، في خطوة لا يمكن وصفها الا بالسطو والاستعلاء والعداء والتطرف والشوفونية، وهي خطوة غبية تماماً، تتعارض مع سياسة الصين الواحدة، ومع السيادة الصينية الكاملة على كافة أراضيها، وسيكون لها تداعيات خطيرة في تهديد لأمن واستقرار المنطقة.
قائلا ان احتفالات الأصدقاء في الصين باليوم الوطني والتي تأتي متزامنة هذا العام مع التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر العام العشرون للحزب الشيوعي الصيني في السادس عشر من أكتوبر القادم، وتضعنا أمام وضع جديد في ظل توقعاتنا من المؤتمر والذي يحمل مشروعاً كبيراً على صعيد بناء وترسيخ مكانة الحزب وبناء أسس ومرتكزات الدولة الاشتراكية الحديثة تحت راية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية والتي تؤكد في كل يوم وفي كل تجربة أنها المشروع الاستراتيجي لبناء الصين الحديثة التي سيكون لها مكانتها المتقدمة والطليعية والمرموقة على المسرح الدولي نحو بناء عالم متعدد الأقطاب تكون الصين فيه قطباً أساسياً وفاعلاً في كافة القضايا والاتجاهات وبما يعكس المفاهيم الاشتراكية التي كرسها حزبكم الصديق نحو بناء المصير المشترك للبشرية.
وتقدم د.مجدلاني بالتهاني للقيادة الصينية وعلى رأسها الرفيق الرئيس شي جين بينغ رئيس الجمهورية وأمين عام اللجنة المركزية للحزب ولكافة الرفيقات والرفاق في المكتب السياسي واللجنة المركزية في الحزب الشيوعي الصيني بمناسبة الذكرى الـ73 لليوم الوطني لجمهورية الصين الشعبية.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية بين جبهة النضال والحزب الشيوعي الصيني قال ان العلاقات الحزبية المميزة والمثمرة بينا نحرص دوماً على أن تكون ناجحة ومميزة، وكذلك على العلاقات المتميزة القائمة بين دولة فلسطين وجمهورية الصين الشعبية، وما وصلت اليه من تقدم وتنسيق وتشاور يعود على البلدين والشعبين الصديقين بالمصلحة والمنفعة المشتركة، فإننا نتطلع لمواقف صينية متقدمة في الفعل السياسي والاقتصادي والتنموي الدولي، ونتطلع لتعزيز مكانة (المبادرة الصينية لحل القضية الفلسطينية) على أساس قرارات الشرعية الدولية، مثمنين بذلك المبادرة المهمة التي قدمتها وزير الخارجية الصيني والتي نعتبرها مبادرة ذات أهمية خاصة، كونها تأتي من دولة عظمى وصديقة وملتزمة بالقانون الدولي في اطار وضع حد للاستفراد الأمريكي لعملية السلام والتي أثبتت الادارة الأمريكية خلال كافة التجارب السابقة انحيازها للاحتلال وشراكتها له مما أفقدها الأهلية لتكون راعية للعملية السياسية، الأمر الذي يدعونا للتأكيد لكم ولكافة الأصدقاء في العالم لتوجه جدي نحو عقد مؤتمر دولي لعملية السلام لإنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على أساس قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
واختتم بتوجيه التحية للشعب الصيني الصديق وقيادته الشجاعة وحزبه العريق حامل راية التقدم والاشتراكية، ونجدد بمناسبة العيد الوطني للصين ثقتنا الكبيرة بقدرة الصين على مواجهة كافة الظروف والتحديات وأن تشكل معادلة ذات جدوى للمصير المشترك وبما يخدم الانسانية جمعاء.