عقد مركز الإعلام المجتمعي CMC، مؤتمراً بعنوان "الأكاديميات الفلسطينيات في قطاع غزة.. حقوق واحتياجات تحت المجهر"، جاء ذلك ضمن أنشطة المرحلة الثانية من مشروع “تعزيز ثقافة احترام حقوق المرأة في المؤسسات الأكاديمية – احترمها” الذي ينفذه CMC بالشراكة مع مؤسسة هينرش بل الألمانية.
وقالت عندليب عدوان، مديرة مركز الإعلام المجتمعي CMC، إن مشروع احترمها يهدف إلى تعزيز ثقافة احترام حقوق المرأة والمساواة في المؤسسات الأكاديمية في قطاع غزة، من خلال رفع وعي طلبة الجامعات والأكاديميين/ات بحقوق المرأة، وتمكين الأكاديميات، ومأسسة هيئة الأكاديميات الفلسطينيات PAC التي قام CMC بتشكيلها قبل أكثر من عامين؛ في محاولة لخلق إطار نسوي مستقل يضم الأكاديميات للدفاع عن حقوقهن، وتمثيل قضاياهن، وتقديم خدمات متخصصة لهن في المجالات المختلفة.
فيما أوضحت خلود السوالمة، مديرة المشاريع في مركز الإعلام المجتمعي، أن مؤتمر "الأكاديميات الفلسطينيات في قطاع غزة.. حقوق واحتياجات تحت المجهر" يهدف إلى دراسة ومناقشة أدوار الإعلام والمؤسسات النسوية والشباب في تعزيز ثقافة احترام حقوق المرأة في المؤسسات الأكاديمية، إلى جانب عرض ومناقشة دراسة "احتياجات الأكاديميات الفلسطينيات في قطاع غزة".
وأضافت: نسعى من خلال مؤتمر "الأكاديميات الفلسطينيات في قطاع غزة.. حقوق واحتياجات تحت المجهر" للخروج بتوصيات عملية يمكن البناء عليها في عملية تحسين أوضاع المرأة الأكاديمية في قطاع غزة، وتوقيع مذكرات تفاهم مع مجموعة من المؤسسات الأهلية، إلى جانب تعزيز الجهود المبذولة من كافة الأطراف ذات العلاقة وذلك من أجل تعزيز دور الأكاديميات وجسر فجوة النوع الاجتماعي والتمييز الممارس ضد الأكاديميات في الجامعات بغزة.
وشارك في المؤتمر لفيف من ممثلي/ات مؤسسات المجتمع المدني، وعضوات وأعضاء مجلس إدارة مركز الإعلام المجتمعي، وعدد من الأكاديميين/ات والإداريين/ات في الجامعات الفلسطينية الشريكة، والأكاديميات عضوات هيئة الأكاديميات الفلسطينيات PAC، ومجموعة من سفراء وسفيرات حقوق المرأة من الشباب والشابات المشاركين/ات في مشروع احترمها، وعدد من الصحافيون/ات والمؤسسات الإعلامية المختلفة، وعُقد المؤتمر في قاعة فندق فينيكس وسط مدينة غزة، إلى جانب بثه مباشرةً على منصتي فيسبوك وانستغرام.
وفي كلمة ترحيبية، افتتحت المؤتمر، رئيسة مجلس إدارة مركز الإعلام المجتمعي CMC هداية شمعون، حيث رحبت بالحضور، وتحدثت عن عمل مركز الإعلام المجتمعي CMC خلال مراحل مشروع احترمها، وأنشطته، ودوره في مأسسة هيئة الأكاديميات الفلسطينيات PAC، إلى جانب جهوده في دعم وتعزيز حقوق المرأة الأكاديمية في الجامعات بغزة.
وبدورها، عرّفت د. رهام هلسه، ممثلة عن شركاء مركز الإعلام المجتمعي CMC في مشروع "احترمها"، بمؤسسة هينرش بل الألمانية، وأهدافها، وإطار عملها، كما نوهت إلى دور مؤسسة هينرش بل الألمانية في دعم حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. وثمنت الشراكة الاستراتيجية مع مركز الإعلام المجتمعي على مدار أكثر من عشر سنوات، وجهوده في العمل على تعزيز ثقافة احترام حقوق المرأة والمرأة الأكاديمية تحديداً.
وشمل مؤتمر "الأكاديميات الفلسطينيات في قطاع غزة.. حقوق واحتياجات تحت المجهر" عرض لفيلم قصير حول أنشطة وأعمال المرحلة الثانية من مشروع "تعزيز ثقافة احترام حقوق المرأة في المؤسسات الأكاديمية – احترمها". كما تضمن جلستين حواريتين، حيث ركزت الجلسة الأولى على الأدوار المجتمعية لتعزيز حقوق الأكاديميات في المجتمع، فيما تناولت الجلسة الثانية، احتياجات الأكاديميات في قطاع غزة.
وأدارت الإعلامية شيرين خليفة، الجلسة الأولى من المؤتمر، والتي شملت ثلاث أوراق عمل، قدمت الورقة الأولى د. شيرين الضاني، حيث تحدثت عن دور المؤسسات النسوية في دعم وتعزيز جهود الأكاديميات في مكافحة التمييز بين الجنسين، فيما عرضت الورقة الثانية أ. دنيا الأمل إسماعيل، وركزت في ورقتها على دور الإعلام في تعزيز حقوق المرأة بشكل عام وحقوق الأكاديميات في المؤسسات الأكاديمية بشكل خاص، فيما طرح الباحث محمد سرور في ورقته، دور الشباب في تعزيز ثقافة احترام حقوق المرأة في المجتمع عموماً والمؤسسات الأكاديمية تحديداً.
وحظيت الجلسة الأولى بتفاعل واهتمام من المشاركين/ات، حيث طرحوا عدة مداخلات وتساؤلات حول أدوار الإعلام والشباب والمؤسسات النسوية في تعزيز حقوق الأكاديميات، كما خَلُصت أوراق الجلسة الأولى إلى عدة توصيات، أبرزها، تفعيل مبدأ الرقابة والمساءلة في المؤسسات الأكاديمية فيما يخص حقوق الأكاديميات، وتعزيز التواصل بين وزارة التربية والتعليم العالي والمؤسسات الأكاديمية في تصميم برامج للتدخلات المتعلقة بقضايا الإقصاء والتمييز ضد الأكاديميات، إلى جانب تحييد دور الأحزاب السياسية في سياسات الجامعات، وتجنب خطاب الكراهية في الإعلام تجاه النساء والتقليل من شأنهن، والبحث عن أصوات بديلة وتأسيس حوار وبناء جسور متينة بين الأكاديميات ووسائل الإعلام والمجتمع، بالإضافة إلى اعتماد نظام الكوتا بتخصيص نسبة لا تقل عن 20% من المناصب القيادية في الجامعات الفلسطينية للأكاديميات.
وأدارت الجلسة الثانية، الإعلامية أماني شنينو، حيث تناولت الجلسة عرض دراسة حول احتياجات الأكاديميات في قطاع غزة التي أعدها الباحثين محمود عبد الهادي وعبد المنعم الطهراوي، حيث تضمنت أهم نتائج وتوصيات الدارسة التي تلخصت في ضرورة إجراء مراجعة جندرية لنظام نقابة العاملين ونظام هيئة التدريس والنظام الأكاديمي في المؤسسات الأكاديمية، إلى جانب إجراء مراجعة تحليلية ونقدية لوثيقتي استراتيجية تعزيز العدالة والمساواة بين الجنسين في إطار خطة التنمية الوطنية، ووثيقة الخطة الوطنية الثانية، بالإضافة إلى اعتماد المؤسسات الأكاديمية للنهج التشاركي المستند للنوع الاجتماعي من خلال إعداد وتطوير الخطط الاستراتيجية وبرامج عملها وتدخلاتها المستقبلية لتحسين الاستجابة لمتطلبات النوع الاجتماعي وتمكين المرأة.
وفي إطار جهود مركز الإعلام المجتمعي CMC المستمرة لتوسيع ونشر فكرة هيئة الأكاديميات الفلسطينيات PAC، وتعزيز أفق التعاون المشترك بين الأكاديميات الفلسطينيات ومؤسسات المجتمع المدني، وتفعيل مشاركتهن وتواجدهن في المؤسسات، جرى خلال المؤتمر توقيع مذكرات تفاهم مع 7 مؤسسات أهلية.
وبدأت مراسم توقيع المذكرات بمشاركة د. رهام هلسه، ممثلة مؤسسة هينرش بل الألمانية، ورئيسة مجلس إدارة مركز الإعلام المجتمعي CMC أ. هداية شمعون، ومديرته أ. عندليب عدوان، حيث وقعت عن جمعية الثقافة والفكر الحر، مديرة الجمعية أ. مريم زقوت، وعن مركز شؤون المرأة، مسؤولة برنامج الفيديو أ. اعتماد وشح، وعن الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة – أمان، مديرة المكتب الإقليمي في غزة، أ. وائل بعلوشة، وعن جمعية عايشة لحماية المرأة والطفل، مديرة الجمعية، أ. ريم فرينة، كما وقعت عن مركز الأبحاث والاستشارات القانونية والحماية للمرأة، مديرة المشاريع أ. وفاء حلس، وعن جمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل، مديرة الجمعية أ. بثينة صبح، بالإضافة إلى جمعية حيدر عبد الشافي الصحية والمجتمعية التي مثلها مدير الجمعية أ. حاتم أبو القرايا.
وفي نهاية المؤتمر احتفى مركز الإعلام المجتمعي CMC بتكريم 20 أكاديمية على مشاركتهن في تدريب حول مهارات التشبيك والتسويق الرقمي، كذلك تم تكريم 25 شاب وشابة من طلبة وخريجي/ات كليات الإعلام والحقوق على مشاركتهم في مخيم تدريب "احترمها".
يُذكر إلى أن مركز الإعلام المجتمعي (CMC) هو مؤسسة أهلية تعمل في قطاع غزة منذ عام 2007، تسعى لتطوير دور الإعلام في تناوله للقضايا المجتمعية، وتعزيز قيم الديمقراطية والمساواة وثقافة حقوق الإنسان، مع التركيز على قضايا المرأة والشباب وتسليط الضوء عليها بشتى الوسائل الإعلامية ضمن النهج القائم على حقوق الإنسان.