كشف موقع "واللا" العبري بأن ديوان الرئاسة الفلسطينية بادر لتنسيق مكالمة هاتفية بين الرئيس محمود عباس (أبومازن) ورئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد، لتهنئته بمناسبة رأس السنة العبرية، وسط مماطلة من مكتب الأخير.
وبحسب ما أورد موقع "واللا" فأن ديوان الرئاسة الفلسطينية، بادر لتنسيق المكالمة على غرار تلك التي أجرها الرئيس عباس خلال اليومين الماضيين، مع كل من وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس (الإثنين)، والرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ (الثلاثاء).
وذكر المصدر بأن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، أفاد بأن "المكالمة (التي لم تتم بعد) ستجري كما هو مقرر لها"، ولاحقا، ادعى مكتب لابيد أن الطلب أحيل إلى إسرائيل "عشية العيد"، لكنه لم يصل إلى مكتب لابيد إلا خلال ساعات اليوم (الأربعاء).
وقال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، إنه من المتوقع أن "تتم المحادثة طالما بقي الطلب الفلسطيني ساريا، رغم أن العيد (رأس السنة العبرية) قد انتهى".
وفي أعقاب المكالمتين اللتين أجراهما الرئيس عباس مع غانتس وهرتسوغ، اكتفى الجانب الفلسطيني بالإعلان عن المكالمة، وبالإشارة إلى أنها جاءت في إطار "تهنئة" أبومازن للمسؤولين الإسرائيليين بمناسبة "رأس السنة العبرية" الذي صادف يوم الإثنين الماضي.
في المقابل، أشارت المسؤولان الإسرائيليان، سواء غانتس أو هرتسوغ، إلى أن المحادثة مع عباس تطرقت إلى "الأوضاع الميدانية والأمنية" في الضفة الغربية ، وشددا على التفاهم مع الرئيس الفلسطيني على ضرورة "مواصلة وتعزيز التنسيق الأمني".
وكان مسؤول إسرائيلي قد صرّح بأن غانتس شدد خلال المكالمة مع عباس، على ضرورة انتشار أجهزة الأمن الفلسطينية في أنحاء الضفة، لـ"كبح التصعيد في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)"، ولفت المسؤول الإسرائيلي إلى أن المكالمة بين الجانبين كانت "قصيرة نسبيا".
وكان الرئيس الفلسطيني قد تعرض إلى موجة انتقادات واسعة من قبل مسؤولين إسرائيليين، في أعقاب تصريحاته في آب/ أغسطس الماضي، التي شبّه فيها ما تقوم به إسرائيل تجاه الفلسطينيين بالمحرقة النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
وردًا على عاصفة الانتقادات، أصدر الرئيس الفلسطيني "توضيحًا" حول التصريحات التي أدلى بها خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني، أولاف شولتس، في برلين، ووصف في "توضيحه" المحرقة النازية في ألمانيا بأنها "أبشع الجرائم في تاريخ البشرية الحديث".
ورغم التوضيح الذي نشره أبومازن، ونفى فيه بشدة أنه ينكر المحرقة، كرر غانتس المزاعم الإسرائيلية بأن الرئيس الفلسطيني أنكر المحرقة، وادعى أن أقوال أبومازن هي "حدث خطير جدا. مجرد إنكار المحرقة، وخاصة في ألمانيا. هذه أقوال مثيرة للغضب، مهووسة وكاذبة، ولا مكان لها أبدا".
ويوم الجمعة الماضي، قال أبومازن، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77 المنعقدة في نيويورك، إن إسرائيل "دمرت اتفاقية أوسلو"، و"تسعى إلى تدمير حل الدولتين". واعتبر الرئيس الفلسطيني أنه "لم يعد هناك شريك إسرائيلي يمكن الحديث معه".
وتابع أن "إسرائيل لم تبق لنا شيئا من الأرض لنقيم دولتنا"، مطالبا المجتمع الدولي بالتعامل معها على أنها "دولة احتلال"؛ وفي تعليقه على خطاب أبومازن، اعتبر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، غلعاد إردان، أن الرئيس الفلسطيني أثبت "مرة أخرى أن وقته قد ولى، خطابه كان مليئا بالأكاذيب وبعيدا عن الواقع".