- د. طلال الشريف
أستاذي وصديقي د. حميد أبو موسى تعليقا على مقال سابق بعنوان " لماذا تريد حماس السلطة" الاسبوع الفائت على صفحة التواصل الفيسبوك شارك بهذا التعليق متسائلا:
"" هل اهل فلسطين غالبهم مسلمون ؟ ان كان نعم فلهم وعليهم بيان الشريعة الإسلامية وإرشاد وحث الناس المسلمين على الأقل بفهم الدين وتطبيقه كل بقدر فهمه على الا يمارس الضلات والأفكار الفاسدة ويدعي الحرية والديمقراطية والاشتراكية حتى تصل الأمور إلى الإباحية وما هو قادم اسواء اذا ترك الأمر على الغارب .... حتى لو نادي بهذا الأمر أكثر الناس أناقة وجمال مظهر وهندام""
وهنا أوضح التالي، كانت بوصلة حديثي في ذاك المقال محددة بظرف تقديم هدف التحرر على التغيير والإصلاح كما تنادي به جماعات الأيديولوجيا في كل أشكالها وليس حماس وحدها لكي لا تصبح الخلافات الفكرية عائقا مشتبكا مرعبا للمجتمع المتنوع الثقافات في فلسطين لأن كما ترى ويعرف الجميع بأن لدينا من الأجسام السياسية والأحزاب عدد كبير كل يدعي حمله فكرا مختلفا سواء ديني أو اجتماعي أو مصلحي لجماعات مهنية أو سكانية أو حتى مناطقيا منهم.
لو تركنا الحبل عالغارب في مرحلتنا التحررية فلن نجد دقيقة واحدة لتلك التجمعات للعمل على الهدف وهو التحرر وظللنا كما حالتنا الآنية والمستمرة في اشتباك داخلي أحسب أو أكاد أؤكد بأن سبب اعاقة التحرر طويلا مقرون بتلك الخلافات والتي وصلت لاستخدام السلاح والعنف كما حدث في قطاع غزة بين حماس وفتح، تلك الخلافت التي امتدت منذ ما قبل النكبة بأشكالها المختلفة حتى الآن وأضاعت الجهود والطاقات وجعلت من الاحتلال الجانب الأقوى والاكثر تأثيرا في مسيرتنا .. خذ مثالا قديما اجتماعيا الخلاف بين الحسيني والنشاشيبي وخذ مثالا فكريا مثل حماس وفتح والانقسام وقبله كان خلافات حادة رغم ادارتها بسلام بين الشيوعيين وفتح والاسلاميين وكم كلفت تلك الخلافات وأعاقت تحقيق الهدف ناهيك عن النعرات العائلية وأنواع أخرى كروابط القرى ..
القضية ليست مرتبطة باسلامية الشعب الفلسطيني لتبني عليها، فالخلافات مبكرة وليست وليدة حماس وكأنها اكتشفت بأن الشعب غالببته او كله مسلمون الآن فقد كان ومازال الشعب الفلسطيني في غالبيت العظمى مسلمون ..
الدين والأيديولوجيا شيء والاحزاب ومسرتها وسلوكها شيء آخر، وخطؤنا الكبير المعيق، أننا خلطنا أو الاحزاب خلطت بينهما أي بين الشعار والسلوك لتجني مؤيدين في هذه المسيرة وبقي المجتمع مسلم لكن تختلف جماعات السياسة في كيفية توظيف الدين أو توظيف غيره من الشعارات للمصلحة الحزبية ..
الفتحاويون في المساجد واتباع شق العبادات أكثر من حماس والجهاد وغيرهم وتكاد ثقافتهم الدينية الوسطية في شق العبادات تطغى على ثقافة حماس وغيرها.
الحديث يطول، كان الخلاف بين اليساريين والوطنيين زمان الوحدة طريق التحرر وإلا التحرر طريق الوحدة العربية ولم تحرر تلك الشعارات الأرض وذهبت الوحدة أدراج الرباح، واليوم الإسلام هو الحل أو التنوع هو الحل؟ وكل يدلي بدلوه وبتعنصر حد إقصاء الآخر أو استئصاله وأيضا لم تتحرر الأرض ولم يتوحد المسلمون بل مزيد من الضياع والحروب جارية بين كل جماعات الإسلام كما رأينا في حرب سوريا وما نحن فيه بين السنة والشيعة وايران والعرب وهلم جرا ...
وأتساءل أنا هنا بالمناسبة:
لماذا كل هذا العدد من الأحزاب والفصائل في فلسطين من جماعات مسلحة وجماعات سياسية وجماعات عشائرية ؟ وعلام قامت هذه الجماعات من أفكار ورؤى ؟ وهل كان هناك مبررات لكل هذه الاختلافات ؟ وما هي محددات تشكيل هذه الجماعات منذ ثلاثينيات القرن الماضي؟ كيف أعاقت تعدد تلك الرؤى إن كانت هناك من رؤى حقيقية تريد تحقيقها تلك الجماعات؟ وكيف ضاع معظم الوقت في الصراع بين تلك الجماعات على مر الزمن الماضي وحتى الآن؟
الخازوق أن غالبية تلك الأحزاب والجماعات لا تعمل في السياسة ولا تعمل في المقاومة ولم تقدم أو تفرض حلا لقضية من أخطر القضايا التي تلم بالشعب الفلسطيني وهي الإنقسام طوال عقدين، فما هو شغل تلك الأحزاب؟ والأدهى والأمر أنها استجلبت قوى خارجية وصنعت تحالفات تتدخل بموجبها دول خارجية في شؤوننا وحالنا الفلسطيني تحت تبعية الأيديولوجية والمال السياسي وهات وحلها يا حلال.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت