- قلم : د. غسان مصطفى الشامي
ما يحدث في القدس و المسجد الأقصى المبارك من جرائم ومجازر وانتهاكات صهيونية على مدار الساعة يدمي القلوب، ويستفز مشاعر المسلمين والمؤمنين في الأرض؛ عندما يواصل قطعان المستوطنين اقتحامات المسجد الأقصى المبارك بالمئات حيث اقتحم باحات المسجد الأقصى خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من ( 1000) مستوطن ومستوطنة ومارسوا في باحات الأقصى الطقوس التلمودية والصلوات الزائفة، وما يسمى ( السجود الملحمي) على أبواب وعتبات المسجد الأقصى؛ في المقابل توفر سلطات الاحتلال الصهيوني الحراسات المشددة لحماية قطعان المستوطنين وحماية السافهات، والساقطات من الصهاينة خلال تجولهم في باحات الأقصى كما تقوم سلطات الاحتلال بمنع الفلسطينيين التضييق عليهم، ومنع ملايين المسلمين والمؤمنين في العالم من الوصول إلى القدس و المسجد الأقصى المبارك والصلاة في باحاته.
إن ما يحدث في المسجد الأقصى يمثل جرائم خطيرة تتطلب من أحرار العالم النفير وشد الرحال إلى المسجد الأقصى والدفاع عنه وحمايته من مخططات الصهاينة الخطيرة والخبيثة، أبرزها مخططات التقسيم الزماني والمكاني ومخططات تهويد الأقصى لهدم وبناء الهيكل المزعوم..
لقد شددت قوات الاحتلال بالأمس القريب اقتحامها بأعداد كبيرة من الجنود المدججين بالسلاح _ لباحات المسجد الأقصى، وانتشرت بكثافة في ساحاته وباحاته لتأمين اقتحامات قطعان المستوطنين الذين يحتفلون بما يسمى ( رأس السنة العبرية) حيث قامت بارتكاب جرائم بحق المصلين والمرابطين وأطلقت عليهم النيران واعتدت عليهم بالضرب الدفع من أجل إخراجهم من باحات الأقصى، فيما اعتقلت العشرات من الشبان والأطفال والشيوخ .
إن ما يحدث في المسجد من جرائم وانتهاكات صهيونية تعكس مدى الظلم الكبير الذي يتعرض له أبناء شعبنا، وتتعرض له مقدساتنا الإسلامية والمسيحية؛ ورغم هذا الاجرام والظلم إلا أن أبناء شعبنا والمرابطين يواصلون بثبات وعزيمة وإصرار في الدفاع عن الأقصى وباحاته الشريفة من جرائم الملحدين، حيث يواصل المرابطين صد العدوان الصهيوني، ويواصلون التحشيد والرباط في باحات الأقصى وأزقة وحارات القدس.
إن الواجب الديني والإيماني يتطلب من كافة أبناء أمتنا العربية والإسلامية التكاتف وتوجيه الدعم والمساندة إلى أبناء شعبنا المرابطين في الأقصى في هذه المعركة في مواجهة جرائم ومجازر الاحتلال بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك؛ ونشدد هنا أنه لن تفلح مخططات ومؤامرات الصهاينة من تنفيذ التقسيم الزماني والمكاني، أو تنفيذ المخططات والمشاريع الاستيطانية الهادفة لتغيير معالم المسجد الأقصى والسيطرة الكاملة عليه، وسينتصر الأقصى على جرائم المحتلين.
إن ما يحدث من دفاع المرابطين واستبسال أبناء شعبنا وأهلنا المقدسين في الدفاع عن الأقصى المبارك يتوافق مع الذكرى السادسة العشرين لهبة النفق عام 1996م التي أسفرت عن استشهاد ( 63 ) فلسطينيا عقب فتح سلطات الاحتلال النفق الغربي أسفل أساسات المسجد الأقصى المبارك؛ واليوم يواصل أبناء شعبنا ومقاومته الباسلة الدفاع بقوة عن المسجد الأقصى والوقوف سدا منيعا في وجه مخططات الصهاينة .
إن الواجب على أمتنا العربية والإسلامية والشعوب التحرك الفوري والعاجل لنصرة القدس والمسجد الأقصى وتشكيل دروع حماية وإسناد عربي ودولي للقدس، وتوسيع لجان الدعم المادي والشعبي من أجل وقف مخططات وجرائم الاحتلال بحق الأقصى، ووقف الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية حتى لا تخرج الأوضاع عن السيطرة وتنفجر بوجه الاحتلال، وتشتعل كافة الساحات والميادين نارا تحت أقدام المحتلين؛ فيجب التكثيف وشد الرحال إلى الأقصى من أجل تقوية حالة التحصين البشري ومنع قطعان المستوطنين من تنفيذ مخططاتهم الإجرامية ووقف القيام بالطقوس التلمودية والشعائر المجنونة الزائفة .
حفظ الله القدس والمسجد الأقصى من دنس المحتلين، وثبت الله المرابطين وأبناء شعبنا في مواجهة الصهاينة وقطعان المستوطنين .
إلى الملتقى ،،
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت