- المحامي علي ابوحبله
بالتحليل الموضوعي وبعيدا عن الشخصنه ومع كل الاحترام والتقدير لشخصية كلا من الدكتور محمد اشتيه وشخصية رئيس الوزراء السابق الدكتور رامي الحمد الله
ووفق معيار الربح والخسارة والنجاح والفشل عند السياسي يختلف عن معياره عند غيره.
فالتاجر يقيس ربحه وخسارته بالدينار والدولار.
والأكاديمي يقيس الربح والخسارة بالشهادات والدرجات العلمية.
والرياضي يقيس الربح والخسارة بالميداليات والألقاب والكؤوس.
وأصحاب التخصصات يقيس كل واحد منهم ربحه وخسارته بما يناسب تخصصه.
وكذلك السياسي؛ له معاييره الخاصة التي يقيس بها الربح والخسارة ويختلف ترتيبها من شخص لآخر- وأهم هذه المعايير :
– تأييد الناس له واقتناعهم بطرحه الذي يطرحه؛ فكلما زاد عدد مؤيديه كلما اعتبر ذلك ربحاً له.
– مدى تمكنه من الحكم؛ فكلما ازداد تأثيره على القرار في الدولة اعتبر ذلك نجاحاً.
– تحقق مشروعه على الأرض -إن كان لديه مشروع يسعى لتحقيقه- فكل إنجاز في هذا المشروع يصنف على أنه نجاح له.
– الالتزام بالقيم والمبادئ التي انطلق منها؛ فالسياسي صاحب المبادئ والقيم يرى أن بقاءه متمسكا بمبادئه هو أيضا من المكاسب وتخليه أو ابتعاده عنها يعد نوعا من الخسارة ، وغالبا ما تكون هذه هي المعايير التي يستخدمها السياسيون مع تغيرها من بيئة لأخرى بحسب خصوصية كل بيئة وحسب طبيعة الفئات السياسية العاملة فيها.
وهذا يقودنا إلى تعريف الوعي السياسي ؟؟ هو الفهم العام للمناخ السياسي وما يحركه من تجاذبات ومخطّطات من الفاعلين السياسيين داخل القطر أو حتى خارجه نظرا للترابط العالمي للأحداث..ويتعلق مفهوم «الوعي السياسي» بالأفراد والمنظمات والمجتمعات على حدّ سواء..وإنشاء الوعي السياسي يعني تكوين ضرب من ضروب التفكير الواعي بالراهن السياسي..والحراك المطلبي في النطاق المحلي أو الإقليمي أو الدولي وجميع التصرفات السياسية الشعبية ، ويشير الوعي عادةً إلى فكرة المرء الذي يتمتع بوعي ذاتي. وهي خاصية يتميز بها الإنسان عن غيره من الكائنات. ويظل ذلك الاستخدام الأصلي الأكثر شيوعًا لهذا المصطلح.
ووفق ذلك يقودنا هذا التعريف الى حقيقة الوعي السياسي في المجتمع الفلسطيني ومزاج الشارع ورأيه وتعليقاته ففي الوقت الذي شارك فيه دولة رئيس الوزراء محمد اشتيه في مراسيم جنازة ملكة بريطانيا التي أقيمت بكنيسة دير ويستمنستر في لندن بحضور الملك تشارلز الثالث ومشاركة قادة وزعماء ومسئولين من مختلف دول العالم تعرض لحملة انتقادات من الشارع الفلسطيني سبقت خطاب السيد الرئيس محمود عباس حيث " انتقد الرئيس الفلسطيني الموقف الأميركي مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تقدّم الدعم اللامحدود لإسرائيل وتحميها من المساءلة.
وأضاف أن بريطانيا تتحمل المسؤولية أيضا عن محنة الشعب الفلسطيني من خلال وعد بلفور وصك الانتداب. وقال: "نطالب كلا من بريطانيا وأميركا وإسرائيل بالاعتراف بمسؤوليتها عن هذا الجرم الكبير الذي ارتُكب بحق شعبنا والاعتذار وجبر الضرر وتقديم التعويضات للشعب الفلسطيني التي يقرّها القانون الدولي " وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وعددا من الدول الأوروبية التي تُنادي بالتمسك بحل الدولتين، وتعترف بدولة إسرائيل، لم تعترف بدولة فلسطين حتى الآن، وتهدد باستخدام الفيتو أمام سعي الفلسطينيين لنيل العضوية الكاملة في المنظمة الدولية "
وكان من المفروض أن تحقق مشاركة رئيس الوزراء محمد اشتيه اختراق في السياسه البريطانيه بل العكس من ذلك شكلت اخفاق بتصريحات رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس إنها تدرس بصورة جدية نقل سفارة المملكة المتحدة من تل أبيب إلى القدس في خطوة مثيرة للجدل ؟؟ وأضافت " ليز تراس " خلال مشاركتها في أعمال الجمعية العامة للأم المتحدة في نيويورك "إنني أتفهم أهمية وحساسية موقع السفارة البريطانية في إسرائيل. ولقد أجريت العديد من المحادثات حول هذا الموضوع مع رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد، واعترافًا بذلك، سأراجع هذه الخطوة للتأكد من أننا نعمل على أقوى أسس داخل إسرائيل " ".
وهنا تنبع أهمية قياس ميزان حسابات الربح والخسارة حيث حقق رئيس الوزراء السابق رامي الحمد الله انتصار في الشارع الفلسطيني بمشاركته في جنازة رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو ابي وبحضور العديد من الشخصيات الدولية البارزة. ممثلا عن سيادة الرئيس محمود عباس ونقل التعازي
وبالنيابة عن فخامة الرئيس التعازي الى رئيس الوزراء الياباني كاشيدا فوميئو وارملة رئيس الوزراء السابق الراحل مشيدا بالدور الكبير الذي لعبه في تطوير العلاقات الفلسطينية اليابانية وإنجازاته على صعيد اليابان والعالم
وبموضوعيه ودون حساسيات أو انحياز بتتبع التعليقات على صفحة دولة رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتيه والتعليقات على صفحة الدكتور رامي الحمدالله نجد فوارق وتباين في التعليقات رغم ان القواسم مشتركه وهي المشاركة في جنازة ملكة بريطانيا والثانية مشاركه في جنازة رئيس وزراء اليابان
براي المتابعين هذا التباين في التعليقات يندرج تحت مفهوم وتعريف الوعي السياسي للشعب الفلسطيني حيث حقق الحمد الله انتصار يحسب مفهوم الربح والخساره بالمفهوم السياسي العام
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت