احيت جماهير الشعب الفلسطيني داخل مناطق الخط الأخضر (أراضي العام 1948)، مساء السبت، فعاليات إحياء الذكرى الـ 22 لهبة "القدس والأقصى"، بتظاهرة جماهرية ومهرجان مركزي نظما في عرابة البطوف.
وحمل المشاركون العلم الفلسطيني وصور الشهداء الذين ارتقوا عام 2000، مرددين الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال بحق شعبنا.
وافتتح المهرجان بنشيد "موطني"، ثم الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء.
وقال رئيس بلدية عرابة عمر واكد نصار "نحن هنا لنؤكد عدم تراجعنا عن ثوابتنا التي ضحى من أجلها في هذا المكان شهداء يوم الأرض وشهداء هبة القدس والأقصى، كما أننا على عهد شهدائنا ماضون".
وأضاف: "منذ العام 2000 وحتى اليوم تهددنا نكبة ثانية تشرذم مجتمعنا وتمزقه ألا وهي ظاهرة العنف والجريمة، إذ نعرف أن هذه الدولة الأكثر تمييزا والدولة الوحيدة التي لا تعترف بشريحة من سكانها وبعض قراها وتحرم مواطنيها من حقوقهم الأساسية، والتي تصادر مواطنتهم وتطردهم والتي لا تزال تحتل شعبا آخر".
وتابع: "إن هذا الاحتلال يجب أن يزول، هذا ما نقوله للدولة، أما لنا فنقول إننا يجب أن نواجه العنف بالوحدة".
وفي كلمة أهالي الشهداء، قال عبد المنعم أبو صالح إن "هذه الجماهير أتت لتحيي ذكرى شهدائها وشعب لا ينسى شهدائه هو شعب عريق، ولا بد أن يتحرر ونحن صامدون وباقون في أرضنا".
وأضاف: "فقدان ابني الشهيد ليس بالأمر السهل نسيانه، فما زلت حتى يومنا هذا أدخل إلى غرفته لأشم رائحة قميصه وشيئا من ذكراه، فلا يمكن لوالد شهيد أن ينسى استشهاد ابنه، ولربما أفضل رسالة للشهداء هي ضرورة السعي إلى وحدة أبناء مجتمعنا، وأننا لن ننسى ولن نغفر".
بدوره، قال رئيس لجنة المتابعة العليا داخل أراضي عام 1948 محمد بركة "إن إسرائيل تقتل أبناء الشعب الفلسطيني لاعتقادها أنها بذلك تستطيع أن تكسر معنوياته وتكسر رسالته وروايته وانتماءه لأرضه ولشعبه وتاريخه".
وأضاف: "منذ انتفاضة القدس والأقصى، قتلت إسرائيل من أبناء شعبنا الفلسطيني، 11,400 شهيد وهذه عمليا مجزرة متدحرجة يوميا. في الأسابيع الأخيرة، تم قتل حوالي 80 شهيدا".
وتابع: "حينما نقول إن إسرائيل تمارس تطهيرا عرقيا، هذا لا يدخل في باب المبالغة إطلاقا، انما هي تستهدفنا كفلسطينيين وتستهدف وجودنا، يريدون قتل هويتنا وشخصيتنا، لذلك حين نقول إن القضية هي تطهير عرقي، نعم هي تطهير عرقي سواء في الضفة الغربية أو القدس أو الشتات حيث يعيش غالبية أبناء الشعب الفلسطيني".
وقال بركة: "نحن نناضل ضد هذه السياسة وهذه الأيدولوجية العنصرية وضد الاحتلال والعنصرية والتطرف الذي يحكم هذه الدولة ولا نناضل ضد اليهود".
وأكد بركة أن "معركتنا هي معركة أخلاقية وإنسانية بالكامل، ومعركتهم هي معركة حقودة عنصرية تستهدف شعبا لكونه شعب"، مشيرا إلى أن "مشكلتنا مع هذه المؤسسة ليست قضية خدمات أو مستوى الخدمات، نريد خدمات متساوية كاملة ونريد حقوقنا المدنية لأننا أصحاب البلاد ولسنا غرباء ومن هذا التعريف تشتق حقوقنا".
وشدد على شهداء "هبة القدس والأقصى" موجودون في ضمير ووجدان شعبنا، موجها التحية للشباب والأجيال الصاعدة "التي كلما وضع أمامها اختبار، تنجح فيه بامتياز ولا تخضع ولا تركع وهذا فخرنا".
وكانت فعاليات إحياء الذكرى الـ 22 لهبة القدس والأقصى قد انطلقت بزيارة أضرحة الشهداء في جت المثلث وأم الفحم ومعاوية والناصرة وكفر كنا وكفر مندا وسخنين وعرابة، كما نظمت تظاهرات محلية في البلدات المختلفة، سبقت التظاهرة المركزية.
يذكر أن 13 شهيدا ارتقوا داخل أراضي الـ 48 خلال "هبة القدس والأقصى" في تشرين الأول/أكتوبر عام 2000، وذلك بعد أن قمع الجيش والشرطة الإسرائيلية التظاهرات التي خرجت تنديدا باقتحام رئيس المعارضة الإسرائيلية في حينها أرئيل شارون للمسجد الأقصى المبارك وما تبعها من اندلاع الانتفاضة الثانية "انتفاضة الأقصى".
وشهداء "هبة القدس والأقصى" هم: رامي غرة من جت المثلث، وأحمد صيام جبارين من معاوية، ومحمد جبارين ومصلح أبو جراد من أم الفحم، ووسام يزبك وإياد لوابنة وعمر عكاوي من الناصرة، ومحمد خمايسي من كفر كنا، ورامز بشناق من كفر مندا، وعماد غنايم ووليد أبو صالح من سخنين، وعلاء نصار وأسيل عاصلة من عرابة.