-
أحمد إبراهيم
جاءت التصريحات التي أدلى بها اللواء إبراهيم رمضان محافظ نابلس أخيرا بشأن أمهات الشهداء ووصفه لما يقمن به من حث للشهداء والمقاتلين للقيام بعمليات استشهادية ليزيد من دقة أزمه يجب الاعتراف بها ، تتلخص في "حقيقة" رؤية الأجهزة الأمنية لهذه النقطة وانتقاد عدد من قيادات الأجهزة الأمنية لأمهات الشهداء باعتبار داواهن تمثل قلقا وأزمة أمنية حقيقية للأجهزة الفلسطينية.
وبمتابعة ما يصدر من حين إلى آخر بشأن هذه النقطة اعتقد ان ما قاله اللواء رمضان لا يوجد به أي جديد ، ولكنه خرج من حدود او محور السرية إلى الساحة العلنية، والجميع يعرف ان قيادات التنسيق الأمني ترغب في التهدئة ، وهو امر معلن بل وواضح وظاهر لعموم الفلسطينيين.
غير ان اللواء رمضان كان غير محق بالمرة بل وكان من المعيب له ان يتحدث بهذه النبرة وهذا الحديث علانية، وبالطبع استغلت عدد من الأحزاب والقيادات السياسية الفلسطينية ما يجري محاولة تحقيق أي قدر من المكاسب السياسية من وراء هذا التصريح، وهو امر بالطبع كان منتظرا من الحركة التي تسعى لاستغلال أي خطوة او هوة من أجل حصد المكاسب السياسية.
وقالت الحركة إن الفلسطينيين في الضفة الغربية يجب عليهم الاستشهاد من أجل مواصلة المقاومة.
بالطبع فإن هذه التصريحات من حركة حماس تخدم أهدافها بمحاولة التصعيد الأمني في الضفة الغربية مع الحفاظ على الهدوء في غزة ، الأمر الذي يزيد من طبيعة وواقع الجدل الاستراتيجي بشأن سياسات الحركة.
غير انني أحذر ومن هذا المنبر الفلسطيني إلى محاولات استغلال هذه القضية لحصد أي مكاسب سياسية ، واعتقد ان الحشد المستمر لأمهات الشهداء ودعوتهن للتظاهر بل والعمل على محاولة استغلالهن في إطار صراعات سياسية فلسطينية بات امر غيد مقبول بالمرة ومعيب ، وحركة فتح والسلطة تقدم وقدمت الكثير للفلسطينيين ، وقدمت أيضا الكثير للشهداء في كافة المواقع ، وكذلك عموم ابناء الشعب الفلسطيني في مختلف الأحزاب والجهات ، حماس او الجهاد او الجبهة ....الجميع قدم الكثير لأبناء الشهداء، ولكن ليس من المقبول لزي طرف ان يستغل هذه القضية تحت أي إطار مهما كان.
عموما أتمنى ان تنتهي تماما هذه القضية قريبا ، خاصة مع تصاعد حدتها السياسية وتفاعلها على الساحة في الوقت الذي تعمل فيه السلطة الفلسطينية على العودة للتهدئة بعيدا عن أي أزمة من الممكن إثارتها خلال الفترة المقبلة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت