- بقلم المحامي علي ابوحبله
يبدو أن المستوطنون الذين استوطنوا أرضنا الفلسطينية بقوة جيش احتلالهم وبممارساتهم اللااخلاقيه واستغلوا الاحتلال وأقاموا المصانع والمزارع على الأراضي الفلسطينية المحتلة ، هذه المستوطنات غير شرعيه وغير قانونيه بحسب تعريف القانون الدولي الذي يعتبر الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعي والقرار الصادر عن محكمة لاهاي اعتبر الجدار والاستيطان في الأراضي الفلسطينية عمل يتعارض واتفاقية جنيف الرابعة التي تحرم على الاحتلال نقل مواطنيه وإسكانهم في الإقليم المحتل ، وعليه واستنادا إلى القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف فان من حق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال مقاومة الاحتلال بكل الوسائل الممكنة والمتاحة ، والشعب الفلسطيني اختار وفي هذه المرحلة اعتماد المقاومة التي شرعتها كافة القوانين والمواثيق الدوليه لمواجهة الاستيطان والمستوطنين وممارسات جيش الاحتلال واستباحتهم للدم الفلسطيني
البيانات الصادرة عن البيت الأبيض والخارجية الأمريكية، التي أشارت إلى "حل دولتين" وبفرض تغييرات حدودية مسبقة على ما كان قبل 1967، اثناء زيارة حسين الشيخ امين سر اللجنه التنفيذيه لمنظمة التحرير واجتماعه مع مسؤولين امريكيين ، هذه التصريحات خرق فاضح لقرار مجلس الامن ٢٣٣٤ والذي اعتبر المستوطنات غير شرعيه والتصريحات هي بمثابة إعادة صياغة جديدة لصفقة القرن وتاتي في سياق تعامل ادارة بايدن بسياسة الكيل بمكيالين وإرسال رسائل طمأنه للكيان الصهيوني وقادة المستوطنات عن ضم وتشريع لبعض الاستيطان.
و الأخطر فيما أشارت له التصريحات الأمريكية، التركيز على ضرورة كبح جماح الفلسطينيين في التصدي للممارسات الصهيونية واستباحتها للدم الفلسطيني في الضفة الغربية، ووصل التعسف الأمريكي وسياسة الكيل بمكيالين الى حد وصف المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني التي شرعتها القوانين والمواثيق الدولية في التصدي للهجمات والممارسات العدوانية الصهيونية بالأعمال "إرهابية"، ما يكشف أن جوهر الاهتمام الأمريكي ليس سوى حماية الأمن الإسرائيلي على حساب امن الفلسطينيين،
تتجاهل إدارة بإيدن ارهاب المستوطنين و قرارات حكومة لابيد في تصعيد الأحداث في الضفة الغربية وتعمد إلى استكمال مشروعها الاستيطاني والتهويدي لكامل الأراضي الفلسطينية وتصف مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال بالإرهاب وتتماهى تلك التصريحات مع تصريحات المستوطنين وقادتهم التي تعتبر المقاومة ومناهضة الاحتلال ومقاطعة إنتاج المستوطنات عملا إرهابيا
تتجاهل ادارة بايدن ان الاحتلال هو الارهاب والمستوطنين والاستيطان هو الارهاب بعينه والإرهابي هو من يقوم بعمل مخالف للقوانين الدولية والإرهابي هو من يقتنص ويغتصب حق الغير والإرهابي هو من يحتمي بجيش الاحتلال ليسرق مال الغير ، والمستوطنون بالأرض الفلسطينية استنادا للقانون الدولي إرهابيون بكل ما تحمله الكلمة لأنهم ظنوا بحماية جيش احتلالهم سيتمكنون من البقاء في مستوطناتهم الغير شرعيه
الحملة التي تشنها إسرائيل عبر وسائل إعلامها وصحافتها وسياسيها واقتصادييها وزعماء عصابات الاستيطان ان هي إلا جزء من الحرب الارهابيه التي يمارسها جيش الاحتلال و المستوطنون ضد الشعب الفلسطيني وها هو العالم يشهد بأم عينه وعبر شاشات التلفزيون والعدسات العالمية عن كيفية الممارسة الارهابيه لكيفية الاستيلاء على الأراضي والعقارات في القدس والضفة الغربية وعن كيفية أعمالهم الارهابيه ضد الفلسطينيون العزل وما يدعو للأسف أن يلجأ قادة الكيان الإسرائيلي للشكوى لقيادات عربيه والطلب منها للضغط على السلطة الفلسطينية للتغاضي عن جرائم الاحتلال وكبح جماح الشعب الفلسطيني للتصدي لارهاب الاحتلال ومستوطنيه وهم يتماهون في مواقفهم مع الاداره الامريكيه
الشعوب دائما تنتصر لحقوقها لان جبروت القوه لن يغير حقوق الشعوب ولن يمحو من ذاكرة الأجيال الحقوق وعلى جميع من يجهل التاريخ أن يعيد قراءة التاريخ استوطن الصليبيون في فلسطين لعقود بل لقرون واندحروا وتقهقر وهربو من ارض فلسطين وارض العرب والمسلمين وكذلك المغول انهزموا وتقهقروا وقبلهم الرومان والفرس
و كل المشاريع الهادفة لطمس الحقوق الفلسطينية والعربية مصيرها التقهقر والانهزام لان الحقوق لن تهزم طالما تمسكت الشعوب بحقوقها
على امريكا وقادتها وكل الداعمين للكيان الصهيوني أن يقرأوا التاريخ الذي هو عبرة المستقبل وطالع الفجر الذي يسطر فيها أصحاب الحقوق تمسكهم في حقوقهم ومغتصبو الحقوق هم مهزومون بطبيعتهم مهما بلغت قوتهم وجبروتهم فالنصر دائما هو حليف من يتمسك بحقه ولا يفرط فيه وان كان تمسكنا بالسلام والأمن لان من طبيعتنا هو إيماننا المطلق بهذا السلام المنشود القائم على العدل والقائم على الإقرار بحقوق الشعوب وبحق الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه
في ضعفنا تكمن قوتنا وفي وحدتنا ننتصر لحقوقنا المشروعه وان الأوان لهذا الانقسام الفلسطيني أن ينتهي وان الأوان لهذا الخلاف أن يزول وان الأوان لليقظة والوحدة ليرى العالم وبأم عينيه أننا لانستجدي سلاما عن ضعف ولا نستجدي سلاما يفرط بحقوقنا لأننا الأقوى وسنبقى لأننا أصحاب حقوق تاريخيه ووطنيه ولن نتنازل أو نتهاون عن حقنا ومهما كانت جسامة التهديدات ومهما كانت قوة تلك التهديدات فسنواجهها بصلابة وتمسك بحقوقنا وثوابتنا وليس فينا أو منا من يفرط بتلك الثوابت الا من رحم ربي
أن إسرائيل باحتلالها للأراضي الفلسطينية واستمرار هذا الاحتلال هو الدافع للشعب الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الظالم وهذا يتطلب من القياده الفلسطينيه ان تتمسك بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال ومشروعية المقاومه التي شرعتها قرارات الامم المتحده والشرعيه الدوليه والشروع باتخاذ اجراءات وقرارات ترقي للرد على حكومة الاحتلال وامريكا وتنكرها لحقوقنا واستمرارها تقديم الدعم للاحتلال الصهيوني وهي تملك من الاوراق ما يمكنها من اعادة خلط الاوراق اذا توفرت الاراده السياسيه لتحقيق ذلك
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت