- سهيله عمر
عندما بعث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالإسلام كان عليه مجابهه ثلاث فئات معا: المشركون والمنافقون واهل الكتاب.
-اما المشركون هم الذين لا يؤمنون بالله تعالى بالمطلق. ومن ثم لا يؤمنون برسله وكتبه وملائكته واليوم الاخر.
-اما المنافقون فهم الذين اظهروا الاسلام واضمروا الولاء لغير المسلمين.
-واما اهل الكتاب فهم اليهود والنصارى الذين يؤمنون بالله ورسله وكتبه السماوية السابقة. ويؤمنون ضمنا بالقران الكريم لأنه جاء مصدقا على نبوة الانبياء السابقين وعلى نزول الكتب السماوية كالتوراة والانجيل (الغير محرفين). ولكنهم ابوا اتباع الرسول محمد عليه الصلاة والسلام كبرا لأن الرسول كان عربيا ليس من نسل بني اسرائيل، ولأن القرءان الكريم جاء بلسان عربي مبين وليس بلغه اليهود العبرانية. ولهذا حكمه فالقران الكريم بأحكامه اللغوي واحكام شرائعه السماوية وقوه بيانه وما ورد به من غيبيات وفصص الاولين لا يعلمها الا الله تعالى ويشهد عليها اهل الكتاب هو اعجاز بحد ذاته وبينه على صدق رسالة الرسول بين العرب.
وكانت الأولوية القصوى هي محاربه الكفار الذين ينكرون وجود الله تعالى. بينما امر أهل الكتاب في البلاد التي فتحها المسلمون بالجزية طالما لم يحاربوا الاسلام.
اليوم غزا الالحاد كثير من دول العالم وخاصه الدول الأوربية. ودق ناقوس خطر العقيدة الإلحادية حتى الكنائس المسيحية.
بل نلحظ اليوم في اوساط التواصل الاجتماعي فئة ماجوره من العرب الذين هاجروا للدول الغربية وتأثروا بشعوبها يحاولون نشر الافكار الإلحادية بطرق ملتويه ومن دون التصريح بعقيدتهم. وهؤلاء يندرجون تحت فئة المنافقين. يتم ذلك على سبيل المثال من خلال استهداف بعض شيوخ الدين وكتب التراث القديم والتشكيك ببعض الاحكام الإسلامية. بل وجدنا من جادل حتى ببعض الأحاديث الصحيحة بحجه انه لم يرد عليها دليل قرءاني ـ وخرج الينا من يعرفون أنفسهم بالقرءانين الذين لا يقرون الا بما جاء بالقران الكريم. جادلوا على سبيل المثال في المعراج، والحكم برجم الزاني والزانية المحصنين إذا ثبت عليهما الزنا بأربع شهود، وفي حكم قتل المرتد، وفي المهدي المتنظر، وفي علامات الساعة. وخرجت علينا فرق النسويات اللواتي تجادلن فيما جاء في الدين الاسلامي فيما يخص حقوق المرأة بينما الدين الاسلامي هو أكثر من كرم المرأة واعطاها حقوقها كالرجل وبنصوص قرءانيه صريحه.
ولخطورة الالحاد والكفر بالله ارتأيت ان اكتب مقالي هذا حول نشأه الشيوعية والنازية التي كان لها دور رئيسي لنشر العقيدة الإلحادية.
الملحد يعتنق نظرية الحكم المطلق، ويتوجه بالولاء للحزب وللدولة. أما عقوبة الانحراف فهي المعاناة والسجن وغالبا ما تكون الموت. ونحن نري الملحدين ينفون نفيا قاطعا وجود القوي الغيبية، ويحتجون بأن الله نفسه لم يثبت وجوده حتى الآن. وهناك العديد من فرق الملحدين: هناك الشيوعيون الحقيقيون، وهناك ماسونيو محفل الشرق الأكبر، وهناك المفكرون الأحرار، وهناك أعضاء الرابطة اللاربانية، وهنك النورانيون والعدميون والفوضويون والنازيون الحقيقيون والمافيا. وهناك غير المؤمنين الذين يخجلون من ممارسة النشاطات الإلحادية في المجموعات النازية والشيوعية، ولكنهم يتجهون إلى الانتماءات العلمانية متعددة الأشكال.
ويقيم معظم الإلحاديين معتقداتهم على المبدأ القائل بأن هناك حقيقة واحدة وهي المادة، وأن القوي العمياء لهذه المادة "ويسمونها أحيانا بالطاقة" قد تطورت حتى ظهرت على شكل النبات فالحيوان فالإنسان. وهم يُنكرون إطلاقا وجود الروح وإمكانية وجود حياة أخري بعد الموت.
تم تأسيس الشيوعية الحديثة عام 1773، من قبل مجموعة من سادة المال العالميين (باروكات المال)، واستعملوها منذئذ لإقامة دولة إلحادية العقيدة تقوم على الدكتاتورية الشاملة. وقد بيّن لينين ذلك بوضوح في كتابة "شيوعية الجناح اليساري"، إذ يقول في الصفحة 53 منه:
"إن نظريتنا ليست مذهبا عقائديا، بل هي أداه للعمل". وكان كارل ماركس (1818 – 1883) ألمانيا من أصل يهودي. وقد طرد من ألمانيا ثم فرنسا بسبب نشاطاته الثورية، فمنحته إنكلترا حتى اللجوء إليها. وفي عام 1848 نشر ماركس "البيان الشيوعي". وقد اعترف أن مخطط تحويل العالم إلى اتحاد جمهوريات اشتراكية سوفيتية قد يستغرق قرونا عديدة.
أما كارل ريتر (1779 – 1859) وهو ألماني أيضا، فقد كان أستاذا للتاريخ والعلوم الجيوسياسية. وقد جاء بنظرية معاكسة " للبيان الشيوعي"، ووضع مخططا أعلن فيه أن باستطاعة العرق الآري أن يسيطر على أوربا ثم على العالم أجمع بعد ذلك. وقد تبني عدد من الزعماء الآريين الملحدين مخطط ريتر، فأسسوا النازية لتحقيق هدف السيطرة على العالم وتحويله غلي دولة إلحادية تخضع لدكتاتوريهم الشاملة.
إن الصراع والتصميم للسيطرة على العالم، يتيح لكل من زعماء الكتلتين الإلحاديتين أن يحيكوا أخبث المؤامرات، وأن يرتقبوا كل أنواع الجرائم من الاغتيال الفردي إلى الإبادة الجماعية. وهم يثيرون الحروب لمجرد إنهاك الأمم التي ينوون إخضاعها.
وتدل الدراسة المقارنة للأديان، أن النازية والشيوعية لا تمكن مقارنتهما بأي شكل من الأشكال بأي من الأديان التي تنادي بالإيمان بالله العليّ القدير. وقد يسمح الزعماء الملحدون في البلدان المخضعة بممارسة الأديان التي تقوم على تعاليم الأيمان بالله لفترة من الوقت، ولكنهم لا يسمحون لرجال الدين بالعمل إلا على هامش المجتمع. ولذلك فهم يمنعون رجال الدين من ممارسة أي نفوذ أو توجيه للسلوك الاجتماعي أو السياسي لأبناء طوائفهم. والهدف الأبعد لكل من العقيدتين الإلحاديتين، هو أن يمحوا من عقول البشر أية معرفة بوجود الله السامي أو بوجود الروح أو بالحياة الأخرى. وهم يستخدمون لذلك ما أمكنهم من الوسائل، كالقتل وبرامج غسل الدماغ المستمرة والتي تنفذ بإحكام. وإذا ما عرفنا هذه الحقائق أدركنا تماما أن أي كلام عن تعايش سلمي بين المؤمنين والملحدين إما أن يكون هراء مطلقا أو نوعا من الدعاية والإعلام.
وختاما إذا حجه الملحد اين هو الله. فارد عليه بالآية القرءانية. الله معنا اينما كنا:
" هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ:
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت