- المحامي علي ابوحبله
إنّ لإرادة الشعوب قوة وصلابة لا يستطيع فهمها من تربى في الذلّ والخنوع، وإنّ لانتصار إرادة الشعوب معنى لا يستشفه من عاش كالأيتام على مأدبة اللئام، يقتات مما يلقيه إليه سادته من فتات.
كثيرة هي الشعوب التي تعطي الدروس اليوم للخانعين والخاضعين والمتذللين والشعب الفلسطيني بإرادته وعزيمته وقوته يعطي الدلالة على رفضه للخنوع والاستسلام ، إن عدم الإدراك لحجم الشعوب وثقلها ،والتهاون فيها والاستهتار بها من قبل قوى الاحتلال وقوى التسلط ، يؤدي بها إلى مزبلة التأريخ مع مرور الزمن .
إن أي ثورة في أي بلد ما ،، خرج أحرارها وأنتفض شبابها ، لتطالب بالحرية والإنسانية إلا تجاوبت الشعوب معها وكان النصر والنجاح حليفاً لهما في نهاية الأمر هكذا يعلمنا التأريخ أن إرادة الشعوب من إرادة الله وإرادة الله في التغيير ،، سنة من سننه في الكون ، فإرادة الشعوب لا تقهر مهما كانت قوة الاحتلال والظلم الذي يلحق بالشعوب جراء الاحتلال
يقول أبو القاسم الشابي رحمة الله ..إذا الشعب يوماُ أراد الحياة .......فلابد أن يستجيب القدر ،،،فقدرة الشعوب في التغيير حقاً شرعياً ووحياً ربانياُ. إن الثقة بالنفس ، والإيمان بالإرادة والقدر يؤكد حتماً ...انتصار ثورات الشعوب
نجد من المناسب التذكير أحيانا ببعض البديهيات ، في عصر اختلطت فيه المفاهيم ، وانقلبت القيم ،ومن أبرز وأهم هذه البديهيات هي: إن إرادة الشعوب دائما تنتصر ، وأن لا شيء بقادر على هزيمة هذه الإرادة والى الأبد..
لقد توحدت شعوب الشرق والغرب في تصديها للاستعمار .. وكان القاسم المشترك بين هذه الشعوب هو انتصارها المدوي على المستعمر .... من الهند شرقا إلى أميركا في أقصى الغرب.. فجميع الشعوب التي تعرضت للاستعمار، وجثم على صدرها ليل الاستبداد الطويل ، واغتالت العبودية حريتها وكرامتها وإنسانيتها .. ثارت على المستعمر والاحتلال وحكم الجبريه .. وانتصرت عليه .. وكنست الأعداء بدون رحمة..
لقد تنوعت أساليب مقاومة هذا العدو .. من كفاح مسلح عنيف وعنيد تجسد في ثورة الجزائر العملاقة التي قدمت مليون ونصف مليون شهيد..إلى مقاومة سلمية .. سلبية ، قادها ومثلها المهاتما غاندي في الهند .. أدت الى طرد الكابوس البريطاني وتحرير 400 مليون هندي في أواخر أربعينيات القرن الماضي، من سطوة اليانكي ، الرجل الأبيض. الانجلو سكسوني.. الذي حول ملايين الهنود الى مجرد براغي في الماكينة الانجليزية ، التي كانت تدور بأوامر ساكن 10 داوننج ستريت بلندن .. فيما هو مستلقي على أرجوحته يحتسي شاي ما بعد الظهيرة..
لقد تحررت كل بلاد الدنيا .. ورحل الاستعمار غير مأسوف عليه .. مخلفا تاريخا اسود بغيضا.. ولم يبق الا بلد واحد يئن تحت نير الاستعمار سوى فلسطين التي شعبها يتعرض لظلم الاحتلال
ان ميثاق الأمم المتحدة الذي جاء لدعم استقلال الدول وتحريرها من نير الاحتلال ، والحفاظ على حقوق الإنسان .. يقف اليوم مهانا.. ذليلا .. صاغرا في محراب التسلط الأمريكي والصهيونية العالمية التي تتحكم في مقدرات الشعوب والتعامل بسياسة الكيل بمكيالين ونتيجتها ترفض حكومة الاحتلال الصهيوني الانصياع لهذا الميثاق ، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على تراب وطنه ..
الشعب الفلسطيني يرفض الاحتلال وسياسته ومخططاته ويرفض سياسة الاستيطان والتهويد وتدنيس حرمة المسجد الأقصى ولم تستطع كل قوى الظلم والبغي الغربية وخاصة أميركا وبريطانيا ومن لف لفهم وعلى امتداد أكثر من مائة عام أن تكسر ارادة هذا الشعب، الذي احترف المقاومة وقدس التضحيات، وأصبح بحق كطائر الفينيق الذي يخرج من كل الحرائق أكثر إصرارا على مواصلة النضال وتقديم التضحيات، حتى تحرير فلسطين وانتزاع حقه بالحرية وحق تقرير المصير
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت