- بقلم : داود كتّاب
في كل زيارة عودة للوطن ولقاء الأحفاد في منطقة كفر عقب, حيث يمر الانسان بمشاعر متناقضة. فمنها السرور للعودة ولقاء ا العائلة والاصدقاء والاحباء ومنها شعور بالمرارة من استمرار العديد من المشاكل التي هي من صنعنا والتي يمكن حلها لو وجدت العزيمة والتنظيم والمتابعة من الجهات ذات الصلة.
لا شك أن مشكلتنا الكبرى هي الاحتلال. فالاحتلال السبب الرئيس في الأزمات باتجاه القدس كما والاحتلال سبب عدم إيجاد حلول خلاقة للأزمة السير المستمرة والاحتلال مسؤول عن مخالفات السير التي تتم في منطقة تغيب عنها اجهزة الشرطة رغم انها وحسب مواقفهم الخاطئة جزء من المناطق التابعة لدولة إسرائيل! أي يتم منع أي شرطي فلسطيني مسلح (أو حتى غير مسلح) لبسط النظام.
لقد دفع شباب مخيم قلنديا التضحيات الكبرى من شهداء وجرحى ومعتقلين ورغم ذلك فمن الضروري التعاون مع أبطالنا في مخيم قلنديا لإيجاد حل ولو جزئي لهذه المشكلة. المشكلة المشار لها هي بالأساس في مجال التأخير غير المنطقي في المنطقة فيما بعد الجدار.
من المؤكد أن المطلوب من الاحتلال إلغاء الحاجز ولكن في هذا المقال يجب أن نركز على ما هو مطلوب منا وخاصة من وزارة القدس وبلدية كفر عقب ووزارة المواصلات وقيادات المجتمع المدني المقدسيين وقيادات مخيم قلنديا وغيرها من الجهات الفلسطينية ذات الصلة.
إن حل مشكلة القادمين لمنطقة كفر عقب رام الله من القدس تتمركز بالأساس حول مدخل مخيم قلنديا وشارع كفر عقب حيث يفقد الإنسان الفلسطيني ساعة أو أكثر لمرور منطقة لا تزيد طولها عن كيلومترين. المخالفات التي تساهم في الأزمات متعددة أهمها الاصطفاف المزدوج والسير بصورة مخالفة والاصطفاف غير المنظم وغياب أي محاولة لتنظيم السير عند مدخل مخيم قلنديا وعلى مدى شارع القدس-رام الله في كفر عقب.
رغم كل ما سبق حول مسؤولية الاحتلال من الممكن ان نجد حلول عملية لو تم توحيد الصف ووضع نظام معين يتم تطبيقه عن بعد مع أجهزة الأمن الفلسطينية. يجب ان نفكر بصورة ابداعية مثلا وضع دوار على مفرق مدخل قلنديا و ايجاد شباب منظمين قد يكونوا تابعين لجمعية خيرية أو نادي رياضي او غيرها مما يتم تدريبهم ووضعهم على اتصال مباشر مع الشرطة الفلسطينية بحيث يتم توثيق كل مخالف وتحرير مخالفات عن بعد لهم وفي مجال التحصيل فمن الممكن ان يتم ايقاف اي سيارة وبأي رقم عند دخولهم مناطق السلطة واجبارهم على دفع المخالفات وإلا سيتم مصادرة حافلتهم ولغاية تسديد المخالفات.
طبعا المشكلة معقد بسبب تعدد المرجعيات وغياب أي طرف ذات مسؤولية مباشرة. في الجانب الإسرائيلي مُصر أن تلك المناطق هي من مسؤوليته كونها تابعة لبلدية القدس الموسعة والتي تم ضمها من جانب واحد وبدون اعتراف احد بذلك الضم ورغم مسؤولية اسرائيل عن ذلك الشارع إلا أنها لا تهتم به كونه خلف سور الفصل العنصري. ويأتي اهتمام قوات الاحتلال فقط اذا ما ارادت اعتقال شاب او ملاحقة مطارد او غير ذلك.
لاشك أن هناك إمكانيات لحلول استراتيجية للمشكلة إلا أن المطلوب حلول جزئية مما يعني أنه لا بد من اجتماع لكافة الأطراف ذات صلة وبأسرع وقت لايجاد حلول فورية لتخفيف من الأزمة بالتوازي مع العمل على العمل على حلول استراتيجية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت