واصل جنود الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون، يوم الاثنين، عدوانهم على الشعب الفلسطيني ومقدساته وممتلكاته، حيث استشهد طفل متأثراً بإصابته في جنين، وأصيب مواطن بقنبلة صوت وآخر بالرصاص في القدس وآخرون بالاختناق في الخليل، واعتقلت قوات الاحتلال 7 مواطنين من رام الله والخليل والقدس، فيما واصل المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك، ومزقوا وحرقوا نسخاً للقرآن واعتدوا على مواطنين في الخليل، وعلى آخرين في سلفيت.
شهيد في جنين وإصابات في القدس والخليل:
أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد الطفل محمود محمد خليل سمودي (12 عاما)، متأثراً بجروح بالغة أصيب بها، في الثامن والعشرين من أيلول الماضي، برصاص قوات الاحتلال، خلال اقتحامها مدينة ومخيم جنين.
وكان أربعة شبان قد استشهدوا، وأصيب 44 مواطنا بجروح مختلفة، خلال مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال عقب اقتحام مخيم جنين، في اليوم ذاته.
والشهداء هم: عبد الرحمن فتحي خازم (27 عاما)، ومحمد أبو ناعسة من مخيم جنين، ومحمد محمود براهمة من قرية عنزة (30 عاما)، وأحمد نظمي علاونة من مدينة جنين (26 عاما).
وفي محافظة القدس، أصابت قوات الاحتلال المواطن أبو علي السلايمة في ضاحية السلام شمال شرق المحافظة بقنبلة صوت في بطنه، واعتدت عليه بالضرب أثناء تصديه لاعتقال نجله علي (24 عاما)، ونقل على إثرها إلى المستشفى، لتلقي العلاج.
كما أصيب شاب في العشرينات من عمره (..) بعيار ناري في القدم عقب إطلاق النار عليه من قبل قوات الاحتلال في ضاحية السلام، ووصفت حالته بالمتوسطة.
وفي السياق، اقتحمت قوات الاحتلال حي راس خميس أحد أحياء مخيم شعفاط، واستولت على تسجيل كاميرات مراقبة من المحلات التجارية، في الوقت الذي تواصل فيه تفتيش المنازل بشكل استفزازي، وسط احتجاز المارة والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية، وإغلاق جميع المحال التجارية.
وفي محافظة الخليل، أصيب عشرات المواطنين، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال بمنطقة عصيدة في بلدة بيت أمر، شمال المحافظة، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
اعتقال 7 مواطنين من رام الله والقدس:
اعتقلت قوات الاحتلال 4 مواطنين من قرية دير نظام شمال غرب رام الله، وهم: المواطن منجد محمد تميمي، بعد الاعتداء عليه بالضرب ومحاولة الاستيلاء على جرافته، إضافة إلى مالك أحمد تميمي، وسامح أحمد تميمي، وسامي توفيق تميمي.
كما اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في القرية، أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، دون وقوع إصابات.
وفي السياق، أطلقت قوات الاحتلال النار على مركبة فلسطينية قرب مدخل قرية النبي الصالح شمال غرب مدينة رام الله، ولم يبلغ عن وجود إصابات أو اعتقالات.
وفي محافظة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الشقيقين أسيد (21 عاما)، وخليل نسيم الترتوري (18 عاما)، بعد الاعتداء عليهما بالضرب المبرح، أثناء تفتيش منزلهما، والعبث بمحتوياته في مخيم الفوار جنوب المحافظة.
وفي محافظة القدس، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب علي السلايمة، بعد إصابة والده بقنبلة صوت والاعتداء عليه بالضرب، خلال اقتحامها ضاحية السلام شمال شرق المحافظة.
وفي السياق، أبعدت قوات الاحتلال رئيس مفوضية كشافة القدس ماهر محيسن، من بلدة العيساوية، عن المسجد الاقصى المبارك لمدة 15 يوما.
ومن جانب آخر، أغلقت قوات الاحتلال حاجز قلنديا العسكري، شمال مدينة القدس المحتلة في الاتجاهين، ومنعت المواطنين من عبوره.
مستوطنون يقتحمون الأقصى ويمزقون القرآن في الخليل ويعتدون في سلفيت:
اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، وخاصة في منطقة باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال.
وتتزامن هذه الاقتحامات الواسعة مع اليوم الأول لـ"عيد العرش اليهودي"، تلبية للدعوات التي أطلقتها منظمات "الهيكل" المزعوم لأنصارها لتنظيم أكبر اقتحام للأقصى خلال هذا العيد.
وفرضت شرطة الاحتلال قيودا وتشديدات على أبواب الأقصى، ودققت في البطاقات الشخصية للمواطنين الوافدين للمسجد، واحتجزت هويات بعض الشبان عند بواباته الخارجية، واعتقلت اربعةَ شبان وسيدة من باحاته.
ومنعت قوات الاحتلال عددًا من الشبان من أداء صلاة الضحى أمام المصلى القبلي في المسجد الأقصى، ودققت بهوياتهم الشخصية، وأجبرتهم على التوقف ومغادرة المكان، ورغم التضييقات، إلا أن الشبان أدوا صلاة الضحى داخل ساحات المسجد، تزامنا مع بدء اقتحامات المستوطنين وتدنيسهم المكان.
كما فرضت شرطة الاحتلال تشديدات على مداخل البلدة القديمة بالقدس وأزقتها، ونصبت الحواجز العسكرية، ورفعت حالة التأهب في المدينة المقدسة ومحيط الأقصى.
ومن جهة أخرى، شارك 1200 مستوطن في مسيرة استفزازية في البلدة القديمة من مدينة القدس انطلقت من باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك إلى باب القطانين، وجابت الشوارع والأزقة، وحمل المستوطنون ما يسمى "القرابين النباتية" التي دعت "جماعات الهيكل" لإدخالها للأقصى خلال "عيد العُرش"، ورصدت مكافآت مالية لذلك. فيما تولى جنود الاحتلال المدججون بالسلاح والعتاد حماية المشاركين في المسيرة، وسمحت لهم بأداء طقوس وإطلاق هتافات عنصرية.
وفي محافظة الخليل، مزق مستوطنون نسخا من القرآن الكريم وأحرقوها وألقوها بالقمامة في البلدة القديمة من المدينة.
وقال مدير اوقاف الخليل نضال الجعبري، إن مستوطنين مزقوا وأحرقوا عددا من المصاحف وألقوها في القمامة بمحاذاة مسجد قيطون، قرب الحرم الإبراهيمي الشريف في البلدة القديمة وسط الخليل.
وأضاف انه تم العثور على سبع نسخ من القرآن الكريم ممزقة وملقاة في القمامة وإحداها محروقة بشكل جزئي.
وأشار إلى أن الاعتداء على بيوت الله يأتي بعد سلسلة من الاعتداءات التي نفذها المستوطنون بحق الحرم الابراهيمي والمنازل المحيطة به.
ومن جانب آخر، أصيب عدد من المواطنين إثر اعتداء المستوطنين عليهم في حي تل الرميدة، وشارع الشهداء، وسط مدينة الخليل.
وقالت مصادر محلية إن مستوطنين مسلحين، بحماية جنود الاحتلال، اعتدوا على المواطنين ورشقوهم بالحجارة والزجاجات الفارغة، ورشوهم بغاز الفلفل، في تل الرميدة وشارع الشهداء، ما تسبب بإصابة 8 مواطنين، جرى علاج 6 من بينهم ميدانيا وتم نقل اصابتان الى مشفى الخليل الحكومي بحسب مصادر محلية.
وفي محافظة سلفيت، أصيب مواطنان أحدهما طفل بعد أن اعتدى مستوطنون على عائلة أثناء قطفها ثمار الزيتون في خلة حسان غرب بلدة بديا، غرب محافظة سلفيت.
وقالت مصادر محلية، إن المستوطنين هاجموا عائلة المواطن رائد أبو سيف (50 عاما) ما أدى لإصابته ونجله عرفات (17 عاما) بجروح، نقلا إثرها إلى المستشفى، مشيرة إلى أن أحد المستوطنين أطلق الرصاص الحي تجاه العائلة.