قرر وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، يوم الخميس، تعزيز العمليات "الدفاعية والهجومية" في منطقة القدس بعد الأحداث التي شهدتها المدينة الليلة الماضية.
جاء ذلك بعد تقييم أمني أجراه صباح اليوم، بمشاركة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، ورئيس الشاباك رونين بار، ومفوض الشرطة يعقوب شبتاي، وضباط آخرين.
وطلب غانتس إيلاء اهتمام خاص بما وصفه بـ "التحريض على الإرهاب" من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
كم طلب من قواته الاستمرار في الاستعداد الجيد والمتزايد بشكل عام وخاصة عند نقاط الاحتكاك، واستخدام قوات الاحتياط التي تم الموافقة على تجنيدها عند الحاجة.
وقال غانتس ردا على تصريحات للنائب المتطرف في الكنيست ايتمار بن غفير: "لم نفقد السيطرة على الأوضاع .. بن غفير في حالة هستيريا .. هناك حالة من الهستيريا غير المسؤولة .. نحن سنوسع عملياتنا إذا لزم الأمر".
وتابع غانتس في مقابلة مع صحيفة "يديعوت احرونوت" حول الوضع في الضفة والقدس:"لم نفقد السيطرة، لكن لا شك في أن هذه فترة حساسة للغاية، إذا احتجنا لتوسيع النشاط العسكري، فسنقوم بذلك، نعم للحكمة، ولا للهستيريا التي يروج لها بن غفير."
وقال غانتس "نستخدم كل الوسائل المتاحة لضبط الوضع في الضفة، ونقوم بعمليات هجومية في نابلس وجنين وفي أي مكان آخر حيث يتطلب ذلك - أفراد عرين الأسود وكل من يعمل ضد إسرائيل مصيره إما سجن أو إصابة وقتل، ليس هناك خيار اخر".
تعزيزات أمنية إسرائيلية في القدس
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية، الخميس، تعزيز قواتها في مدينة القدس الشرقة بعد مواجهات ليلية مع فلسطينيين في عدد من أحياء المدينة، بحسب بيان أمني.
واندلعت مواجهات في ساعات الليل بين فلسطينيين والشرطة في أحياء مخيم شعفاط وعناتا والصوانة والطور والعيسوية وبيت حنينا وصور باهر وسلوان.
وأفاد مصادر محلية بأن المحتجين الفلسطينيين رشقوا قوات الشرطة بالحجارة بعد اقتحامها للأحياء الفلسطينية وإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع والقنابل الصوتية.
ولم تُسجل إصابات فلسطينية في المواجهات، بينما أعلنت الشرطة إصابة اثنين من عناصرها واعتقال 32 فلسطينيا خلال 24 ساعة.
وقالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، إنها اعتقلت 9 فلسطينيين خلال ساعات الليل بعد أن اعتقلت 23 آخرين في ساعات نهار الأربعاء.
وتابعت أن "هذه التوقيفات تنضم إلى عشرات من المشتبه بهم الذين ألقت القبض عليهم قوات الشرطة في القدس خلال الأيام الأخيرة، ومن المتوقع المزيد من التوقيفات".
وأفادت بأنه "اندلعت في ساعات المساء (الأربعاء) اضطرابات عنيفة في عدد كبير من أحياء وقرى القدس الشرقية ومحيطها".
وأضافت أن هذه "الاضطرابات شملت إلقاء زجاجات حارقة وحجارة وإطلاق ألعاب نارية وحرق حاويات قمامة وإطارات وإغلاق طرق، وتم التعامل معها وتفريقها من قبل قوات الشرطة وحرس الحدود".
وأفادت بأنه "خلال الاضطرابات في العيسوية أصيب ضابطا شرطة بجروح طفيفة وتم نقلهما لتلقي العلاج".
وأضافت أنه "جرى تقييم للوضع بمشاركة جميع القادة بهدف التخطيط لاستمرار النشاط والاستعدادات الميدانية في الأيام المقبلة، وتقرر تعزيز النشاط في القدس الشرقية واستخدام جميع الوحدات والوسائل المختلفة للتعامل مع المواجهات".
والأربعاء، شهدت القدس المحتلة إضرابا تجاريا وإغلاقا للمؤسسات التعليمية تضامنا مع الفلسطينيين في مخيم شعفاط وأحياء عناتا ورأس خميس ورأس شحادة وصاحية السلام، التي تفرض الشرطة الإسرائيلية قيودا مشددة على تحركات سكانها منذ مساء السبت.
وتقول الشرطة إنها تبحث عن فلسطيني تعتقد أنه أطلق النار السبت على القوات الإسرائيلية في حاجز مخيم شعفاط العسكري شمال القدس الشرقية، ما أدى الى مقتل مجندة وإصابة عنصري أمن، أحدهما بجروح خطيرة.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.