قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير، إن الجيش وجد نفسه مضطرا إلى التعامل مع عنف المستوطنين تجاه الفلسطينيين بدلا من "إحباط الإرهاب".
ونقلت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الرسمية، عن المسؤول دون تسميته، أن عنف المستوطنين يمكن أن يزيد من تصعيد الوضع بالضفة الغربية لا سيما في منطقة حوارة جنوب نابلس، والتي تعاني من هجمات متزايدة للمستوطنين، بما في ذلك باستخدام الهراوات ورشق المحلات بالحجارة.
وتابع المسؤول، إن هذه الممارسات من قبل المستوطنين يمكن أن تشعل الضفة الغربية بأسرها.
وفي وقت سابق من امس، نشرت القناة مقطع فيديو يوثق اعتداء مستوطنين على فلسطيني أمام منزله بحي الشيخ جراح بالقدس.
واتهمت رئيسة حزب "ميرتس" اليساري زهافا غلؤون الجيش الإسرائيلي بتأمين قوافل ومسيرات المستوطنين الاستفزازية في البلدات الفلسطينية.
وأضافت في تصريحات لها، "يجب أن تكون هناك يد أكثر حزما تجاه المستوطنين".
"الشاباك" يعترف بتقاعس الجنود بمنع انتهاكات المستوطنين
هذا واعترف قادة جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، بتقاعس جنود الاحتلال، بمنع اعتداءات المستوطنين المتكررة ضد الفلسطينيين.
وقالت الإذاعة العبرية على لسان المراسلة العسكرية، إن قادة "الشاباك" حذروا من خطورة هذه الاعتداءات على استقرار المنطقة.
وأضافت أن قادة "الشاباك" أعربوا خلال لقائهم عددا من كبار حاخامات الصهيونية الدينية في الأسابيع الأخيرة عن قلقهم من تزايد عمليات "تدفيع الثمن" بحق الفلسطينيين، وتقاعس الجنود في منعها.
يذكر أن المستوطنين صعدوا من انتهاكاتهم بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم في كافة محافظات الضفة الغربية، بحماية من جنود الاحتلال، خاصة في مدينة نابلس وبلداتها وقراها، وقاموا مؤخرا باحراق متنزه ومركبات وبركسات ودمروا عشرات المحال التجارية والمنازل، كما هاجموا مركبات المواطنين على الطرق المحيطة بنابلس والتي تربطها بعدة محافظات.
ضابط إسرائيلي: الجميع "يستقبلنا" بالأسلحة والحجارة في جنين
إلى ذلك تحدث ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي عن حجم المقاومة التي يلقاها جيش الاحتلال في كل مرة ينفذ فيها عملية عسكرية في جنين قائلا : "جنين تختلف عن كل باقي مناطق الضفة، فعندما ندخل إليها يكون عشرات الأشخاص بانتظارنا على كل مفترق، وهناك مسلحون بمختلف الأسلحة وبالحجارة، والكل يشارك في حفل استقبال الجيش الإسرائيلي".
وقال نائب قائد لواء "منشيه" المسؤول عن عمليات جيش الاحتلال في جنين الضابط عيران كراس، "إن الأوضاع في جنين صعبة جدا، وعمليات الاقتحام سرعان ما تتحول إلى معارك إطلاق نار".
وقال كراس في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن "تنظر من خلف نافذة الجيب وترى رجلا كبيرا في السن وقد تجاوز من العمر 40 عاما ربما تسأل نفسك: هل سيرشق حجرا؟!، فهو ليس في السن المناسب، وعندها تجده يرشق حجرا، وذات مرة رأيت واحدا لم يكن لديه ما يرشقه، ولكنه ركض نحو سيارته، وانتزع كرتونة حليب ورشقها على القافلة".
وأضاف، "هم يصدرون نبأ في التلغرام مضمونه أن الجيش الإسرائيلي يصل، فيقف الناس على طول الطريق أو يحاولون إغلاق المفترقات بالسيارات، وهذا ليس فقط مخيم جنين للاجئين، فالناس يأتون من كل الأحياء في المدينة بما في ذلك من القرى المجاورة".
ومضى، "في حدث النار قبل الأخير في منطقة جنين، جاء مطلق النار من طوباس، وعندما هدمنا بيتا في يعبد، أطلق النار على القوة شبان جاؤوا من جنين".
وأضاف، هم يتسلحون بكل ما في متناول اليد، فتوجد لديهم عبوات ناسفة، وعبوات إطفاء نار مليئة بالمواد المتفجرة، يشعلون فتيلا ثم يلقون بها، وتوجد لديهم عبوات جانبية مبنية على جرات غاز يدحرجونها نحو القوة، ففي الأسبوع الماضي، نفذت قوة مهمة، وفجأة رأينا 120 شخصا يتقدمون أمامي ويرشقون الحجارة، وواحد منهم ألقى عبوة لكنها انفجرت بعيدا بالقرب منهم.
وعاد كراس ليكرر، إن "الأوضاع في جنين صعبة جدا، وعمليات الاقتحام هناك سرعان ما تتحول إلى معارك إطلاق نار".