- معتز خليل
قال زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في حديث سابق له لقناة الميادين إن حركة الجهاد تعاونت مع «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة فتح.
إضافة إلى ذلك اعترف النخالة بأن الحركة تمكنت من مواصلة القتال ضد الاحتلال لأسابيع طويلة ، وهو ما يعكس صمودا سياسيا واستراتيجيا واضحا.
ما الذي يجري:
في الآونة الأخيرة بات واضحا ان هناك تحركات واتصالات مكثفة يقوم بها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة في بعض من العواصم العربية ، وهي التحركات التي تزامنت مع بعض من الأحداث العربية الدقيقة ومنها :
1- إجراء مباحثات سياسية دقيقة بين حماس من جهة وبين النظام السوري ، وهي المباحثات التي تأتي عقب قرابة العقد من جمود العلاقات الثنائية بين الطرفين حماس وسوريا
2- تشعر حركة الجهاد الإسلامي بأن التقارب بين حماس وسوريا يمكن أن يمس بمكانتها السياسية في دمشق ، خاصة وأن الجهاد يرتبط بعلاقات وثيقة وطيبة مع سوريا ، وعلاقات أفضل وأوثق مع إيران ، وبالتالي فإن الحركة ترى أن أي تقارب سياسي بين أي فصيل فلسطيني وسوريا يجب ان يمر عبر بوابتها ، ولهذا حدد نخالة في تصريحاته الأخيرة صورة وفد حماس الذي سيزور دمشق ، قائلا إنه سيكون ضمن وفد فلسطيني من الفصائل وليس وحده ، وهو تصريح دقيق ”.
3- تزامنت جولة وتصريحات نخالة أيضا مع التصعيد في الأراضي المحتلة بداية من الضفة الغربية ثم القدس
4- مباحثات للمصالحة قامت بها ورعتها الجزائر بين عدد من الفصائل الرئيسية على الساحة الفلسطينية
5- تشابك "التعريف" الوصفي لعدد من قيادات المقاومة، سواء ممن تم إلقاء القبض عليها على يد جيش الاحتلال او ممن تم اغتيالها في عمليات للجيش أيضا
تحديات:
من أهم التحديات التي تواجه منظومة العلاقة السياسية بين حركة حماس والجهاد الإسلامي هو وحدة التنسيق السياسي او العسكري الغائبة، وهو التحدي الذي ظهر في الحرب الإسرائيلية الأخيرة عندما وقع ما يمكن وصفه بالتشابك الاستراتيجي بين الحركتين مع عدم تدخل حركة حماس بأي صورة في هذا العدوان للتصدي للضربات الإسرائيلية.
وتصاعدت حدة الأزمة بين الطرفين وهو ما عبرت عنه دوائر سياسية في حركة الجهاد الإسلامي صراحة مع تصاعد حدة القتال والضربات الإسرائيلية ضد أهداف الحركة في غزة.
بالإضافة إلى هذه النقطة بدأت تبرز للعيان بعض من النقاط الجوهرية الخلافية ، ولعل منها التنسيق بشأن بناء منظومة قوية ومستمرة للعلاقات بين حماس والجهاد، وتعتبر هذه النقطة من أهم النقاط المركزية خاصة وان وضعنا في الاعتبار ان حركة الجهاد تعتبر ان تنظيم العلاقات بين كلا من إيران آو سوريا من جهة وبين حركة حماس تحديدا من جهة أخرى يجب ان يمر عبر بوابتها السياسية ، وهو ما دفع بالأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة للحديث عن هذه النقطة مع قناه الميادين.
ونبه النخالة إلى صورة الوفد التابع لحركة حماس والذي ينوي زيارة سوريا قريبا وتحديد شكل وماهية هذا الوفد بل والتطرق للنقطة المركزية التي ينوي بحثها مع قيادات العمل السياسي السوري.
نقاط مركزية:
جاءت اجتماعات المصالحة الأخيرة في الجزائر لتزيد من دقة الموقف السياسي الذي تعيشه الفصائل الفلسطينية ، خاصة في ظل الخلافات السياسية و ولم يعد الأمر متوقفا فقط عند الخلاف بين فتح وحماس ، ولكنه بات أيضا بين الجهاد وحماس .
ورغم الظروف والمستجدات التي تدفع لضرورة تحقيق المصالحة، غير أن التجارب وتعثّر تنفيذ الاتفاقات السابقة، ولا سيما "اتفاقية الوفاق الوطني" الموقّعة عام 2011، كلها عوامل تثير شكوكاً كبيرة بإمكان إحداث اختراق مهم في اجتماع الجزائر للمصالحة، يقود إلى توحيد المشهد الفلسطيني، خصوصاً في ظل المطالبات بانتخابات شاملة وإصلاح منظمة التحرير، ودعوة فصائل المقاومة لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وهي مطالب قد لا تكون السلطة الفلسطينية جاهزة لتنفيذها.
توقعات مستقبلية:
بالتأكيد للحالة الفلسطينية خصوصية لافتة ، وهي الخصوصية التي باتت تمثل أزمة في ظل دقة الموقف السياسي والأهم من ذلك تواصل العمليات العسكرية في ظل الاحتلال ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الأزمة ويدفع بالفصائل الفلسطينية إلى محاولة التصدي لهذه العمليات بطرق وأساليب ربما لا تتفق مع بعضها البعض ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه النقطة وحساسيتها.
والمتوقع ان يستمر هذا التباين ، وهو امر طبيعي وعادي مع تسارع الحراك الجيوسياسي الفلسطيني على الساحة ، الأهم أيضا بروز عدد من الحركات العسكرية على الساحة ، وهي الحركات التي نالت شعبية كبيرة ، وتتسابق الفصائل الآن للتأكيد على انتساب بعض عناصرها إليها ، وهو امر أنكرته قيادات هذه الفصائل التي يصر عناصرها التأكيد على استقلاليتهم العسكرية بعيدا عن أي انتساب او عضوية لأي فصيل .
ومع تصاعد شعبية هذه الجماعات سيستمر الوضع حاليا في أزمة بلا توقف ، وهو ما يتزايد مع الصراع الأبدي الفلسطيني بين جيل الآباء والأبناء ، وهو الصراع الذي لا يتوقف مع تصاعد حدة الأزمات الاستراتيجية على الساحة .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت