أفاد موقع "واللا" العبري، مساء الأحد، بأن رئيس المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، رفض دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إلى مقر وزارة الجيش في تل أبيب، من أجل إطلاعه على تفاصيل اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان.
وذكر الموقع أن نتنياهو يطالب بطرح الاتفاقية للتصويت والموافقة عليها من قبل الكنيست، رغم أن القانون لا يلزم الحكومة بذلك، بموجب وجهة النظر القانونية التي كانت صدرت عن المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف – ميارا، رغم كونها حكومة انتقالية ورغم أنه يأتي بالتزامن مع انتخابات الكنيست.
وجاء في بيان صدر عن حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، في تغريدة على "تويتر"، أن "لابيد يرفض طرح اتفاق الاستسلام لحزب الله لموافقة الكنيست، بحجة أن المعارضة لا تعجبه، ومن ناحية أخرى يدعو المعارضة إلى جلسة إطلاع لا قيمة لها بعد إعلان الموافقة على الاتفاق".
كما ورد في بيان الليكود أن "سلوك لابيد غير ديمقراطي. نحن نصر على عرض الاتفاق على الكنيست للمصادقة عليه". علما بأن لابيد كان قد أعلن يوم الأربعاء الماضي، أنه سيدعو نتنياهو وقادة الفصائل الأخرى في المعارضة إلى إحاطة سرية حول الاتفاق. وحتى هذه اللحظة لم يقبل أي من قادة المعارضة دعوة لابيد.
وفي بيان، وجه حزب حزب "ييش عتيد" الذي يتزعمه لابيد، انتقادات حادة لنتنياهو بسبب رفضه حضور إحاطة لابيد. وجاء في البيان أنه "من جهة، فإن زعيم معارضة غير مسؤول يرفض الحضور إلى إحاطة سياسية - أمنية حول الاتفاق ‘التاريخي‘ الذي يقوده رئيس الحكومة، لبيد، وتدعمه المؤسسة الأمنية بأكملها".
وكان نتنياهو قد شن حملة ضد الاتفاق بين حكومة لبيد - بينيت، ولبنان حول ترسيم الحدود البحرية الذي تم التوصل إليه برعاية الولايات المتحدة الأميركية، ووصف نتنياهو، اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان، بـ "المخزي"، معتبرا أنه "رضوخ لمطالب حزب الله بالسماح لإيران بالتنقيب عن الغاز قبالة السواحل الإسرائيلية".
وأضاف "من ناحية أخرى، على مدار عام كامل، يقوم هو (نتنياهو) وشركاؤه من المعارضة بمقاطعة وإهانة الكنيست ورفض التصويت لصالح مواطني الدولة. معارضة للدولة (وليس للحكومة) يقودها زعيم معارض لا يهتم إلا بنفسه".
وقال نتنياهو في كلمة متلفزة بثها، مساء الأربعاء الماضي، على حسابه بموقع تويتر: "هذا ليس اتفاق تاريخي، بل استسلام تاريخي". وأضاف: "يدور الحديث عن اتفاق استسلام مخزٍ من قبل لابيد و(وزير الجيش الإسرائيلي، بيني) غانتس لـ (الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني حسن) نصر الله".
والثلاثاء، قال أمين عام جماعة "حزب الله" اللبنانية، حسن نصر الله، في كلمة متلفزة: "إننا نقف خلف الدولة في موضوع المطالب اللبنانية حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وما يهمنا هو استخراج الغاز والنفط من الحقول اللبنانية".
وأردف نتنياهو الذي يعد حاليا رئيس المعارضة: "لقد أعطوه (لحزب الله) مياهنا الإقليمية وأراضينا السيادية وغازنا، وفي النهاية استسلموا أيضا لمطلب حزب الله بالسماح لإيران التنقيب عن الغاز قبالة سواحل اسرائيل، لقد جلبوا إيران بالفعل إلى حدودنا الشمالية".
وبحسب نتنياهو "حصل لبنان على 100% (من مطالبه) وتلقت إسرائيل صفر في المئة، هذا ليس اتفاقا تاريخيا بل استسلام تاريخي". وتابع أنه "يدور الحديث عن اتفاق استسلام لرئيس حكومة انتقالية ضعيف وهاوٍ". واعتبر أن "أخطر شي هو أن لبيد وغانتس أوجدا سابقة خطيرة للغاية - الإرهاب يهدد وإسرائيل تتراجع. هذه ضربة خطيرة لقوتنا الرادعة".
وجاءت تصريحات نتنياهو عقب مؤتمر صحافي مشترك لابيد وغانتس ووزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارين إلهرار، دافعوا فيه عن الاتفاق، وعددا مزاياه الأمنية والاقتصادية لإسرائيل. وذلك في أعقاب موافقة الحكومة الإسرائيلية على "مبادئ" الاتفاق مع لبنان، بعد وقت قصير من موافقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت).