- بقلم سفير الاعلام العربي عن دولة فلسطين....الكاتب العربي الفلسطيني، الاعلامي د. رضوان عبد الله*
رضوانيات.....مقالة / خاطرة اسبوعية تحاكي الواقع المجتمعي (التربوي والاجتماعي ) في مخيمات وتجمعات لبنان
الحلقة الاولى...
الدجاجات والثعلب...والحارس النائم....!!!
قصة حقيقية...من احد مخيمات لبنان...
كان يا ماكان في قريب العصر و الزمان و في منتصف القرن العشرين ؛ وبعد عقد و نيف من زمن الهجرة و اللجوء من فلسطين الى لبنان ؛ كان لرجل في احد مخيمات لبنان قن للدجاج (قفص ) جوار المنزل و فيه دجاج وديوك ودواجن متنوعة و كثيرة؛ و يحمي ذلك القن كلب حراسة تعود ملكيته لصاحب المنزل؛حيث تعب عليه و رباه واقتناه لحراسة المنزل بكل من و ما فيه؛ و ائتمنه على منزله ودواحنه معا
بعد فترة من الزمن ﻻحظ صاحب المنزل و مالك الدواجن انه ما بين يوم و اخر يحصل نقصان في عدد الدواجن ؛ فلعب الفار في عبه ظنا منه ان الكلب يخونه ويخون اﻻمانة وياكل مما يحرس ولم يخطر بباله ان هناك من استهدى على الفن ؛ فياتي من برية لربما او من مغارة او غار؛ او حتى لربما كان باتي من احد وديان المنطقة و يتلطى رويدا رويدا و يتمطى ببن شباك القن و يلتقط احدى دجاجات القن او ديوكه او حتى اوزته او مما تلتقط يداه من بطاطه.
و ﻻحظ الرجل الكبير بالسن صاحب المنزل؛ نقصان دواجنه فهو ذو الخبرة العريقة بتربية الدواجن ويعرف بفراسته ان هناك نقصان في عدد دواجنه رغم وجود كلب حارس و من المفترض ان يكون ذلك الحارس امينا على ما اؤتمن عليه...
وبعد تكرار النقصان اضطر صاحبنا ؛رغم كبر سنه ، وثقل همته ان يسهر على رعاية و حماية دواجنه بنفسه ؛ و يراقب اﻻمر من بعيد لعله يعرف سبب فقدان او نقصان الدواجن ظنا منه ان هناك نقصان بالعدد قبل ان يبيتوا عند غسق الليل..!
وفي احدى الليالي ؛ وبعد ان جن الليل ؛ و بعد ان كان صاحبنا قد احصى دواجنه صباحا واعاد عدهم عند حلول الظﻻم ؛ لم يجد اي نقصان خﻻل فترة النهار مما اضطره ان ينتظر ما ستؤول اليه سهرته الليلية...فاضطر ان يحمل(الجفت) اي بندقية الصيد خاصته ؛و المرخصة ايضا بهدف الصيد ليي اﻻ؛وينتظر ليس ببعيد عن المنزل و ﻻ عن القن؛ رغم وجود كلب الحراسة؛كون النقصان يبدو انه سيكون ليلا وليس بالنهار؛...!
وبعد عدة سهرات بليالي مقمرة ؛ وليس بوقت متاخر و بعد ان عسعس الليل واحتلك الظﻻم واذ بثعلب يتحسس اﻻرض رويدا رويدا ويلتمس جدران القن الخشبية الهشة ويقترب من الشباك الضعيفة اﻻسﻻك ؛ويمد يديه الرفيعتين ؛المتمرستين على اﻻلتقاط السريع ؛ ويصطاد من ثغرة من ثغرات ذلك القن بفنه وخبرته الغريزية بحب البقاء و يهجم على احدى فرائسه ؛ النائمة المطمئنة لوجود كلب الحراسة ؛ ويلتقطها سريعا فارا" بها دونما ان يحرك كلب الحراسة اي ساكن....
ﻻحظ صاحبنا ما حصل امام عينيه دونما وشاية من احد وﻻ شبهة و ﻻ ادنى ظن او شك...وما ﻻحظه واكد يقينه ان الكلب جاثم على اﻻرض غارف في النوم ؛ والثعلب المكار ياتي على حين غرة يلتهم كل يوم او بضع من ايام فريسة جديدة...وفي لحظة غضب سريعة دونما اي تردد ما كان من صاحب القن ذو الدجاجات و الوزات والبطات اﻻ ان اطلق (فشكة) واحدة من جفته على رأس الكلب الخائن النائم؛ الذي تسبب يتطاول الثعلب على القن قائﻻ له ((( كلوا بإسك يا م......ص!!!))؛ اي كل ما حصل بسببك و بسبب غفوك عن اﻻمانة و عن الحراسة ؛ طبعا بكلمة شتيمة...!!! فلولا خذﻻنك لما تطاول الثعلب علينا و ﻻ امتدت يداه على دجاجاتنا وما اقترب من القن...!!!...هاي حكايتي الحقيقية حكيتها وبعب اﻻجيال الشابة خبيتها.
*رئيس الاتحاد العام للاعلاميبن العرب
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت