د. طلال الشريف
عرين تعني مكان محدد معرف، بيت بالمعنى المجرد أو قلعة بالمعنى المجازي، يطلق لغويا على بيت الأسد، لغويا هو يعني مقام أو حصن للأسد.
نأتي لطرح الأسئلة وتحليل "الظاهرة "، علميا أو اجتماعيا، هل هي ظاهرة يمكن دراستها لأن الظاهرة يجب أن تجتاح عدد أكبر اجتماعيا وتستمر زمنا أطول كي لا تعتبر موجة، ليتثنى التساؤل وطرح الأسئلة ودراستها..
والأهم وباختصار شديد جدا، في اعتقادي هي ظاهرة اعلامية أكثر منها إجتماعيا يبنيها الاعلام لهدف معين ، فقد سبقتها موجات مشابهة، فلماذا توقف الإعلام عند هذه المجموعة من المقاتلين ولم يتوقف عند ما سبقها من المجموعات؟ ولماذا الآن أي هذا التوقيت؟ وما الذي تغير في واقعنا الفلسطيني المتشابه إلا في تطوير أدوات المناكفة والإنقسام والخلافات الفصائلية التي تثقل الحال في الصراع على القرار وامتلاك السلطة، وقد يكون التوقيت والمكان كاشفا عن دخول المعارضين لسلطة عباس حيز الفعل لهدف أصبح ذو حدين الأول تصعيد المقاومة في الضفة نتيجة تغول الإحتلال المقرون بانسداد الأفق السياسي والحد الثاني هو اسقاط السلطة لأن أحد النتائج المتوقعة عاليا هي الفوضى المجتمعية إن لم تنظم هذه الظاهرة وتتمدد اجتماعيا وبروز قيادة منفصلة فعلا عن تجاذبات الإنقسام والحالة الفصائلية المتعثرة وغير المنتجة.
نذكر بالقول، منذ بدايات الانتفاضة الأولى ظهر الخلاف الداخلي والصراع على القرار الفلسطيني وبعد نشوء السلطة والانتخابات تحول الخلاف إلى الصراع على القرار والسلطة وحدث الإنقسام ومازالت تفاعلات الإنقسام وعلى رأس هذه التفاعلات يتربع الزحف المتواصل نحو سدة الحكم والقرار سواء بتجييش المتحالفين أو الإشتباك مع الإحتلال.
لماذا عرين الأسود في الضفة الغربية؟ هل كما يشاع لمنع ضرب غزة؟ وهو تبرير ساذج ففصائل غزة تعاير الآخرين بتمسكها بالمقاومة وممارستها.
أهم الأهم،
هل مقاومة غزة هي وراء عرين الأسود تفتح لها ساحة للمقاومة فقط في الضفة فيصبح الهدف هدفان الإحتلال والقرار الفلسطيني ؟ أم هي اي مقاومة غزة دخلت في هدنة طويلة مع الاحتلال التفرغ للاحتلال في الضفة وفي نفس الوقت تريد اسقاط السلطة في رام الله؟
هل عرين الأسود بتحديد موقعها ورؤيتها تحدد ماهيتها كجسم محدد فتصبح في خطر التعامل مع حالتها من الاحتلال بدل أن كانت أفراد يصعب التعامل معهم من قبل الاحتلال.
هل عباس وفتح وراء عربن الأسود بعد أن تيقنوا من انتهاء وقت السلام ويجب أن يفتحوا أدوات المقاومة ؟ أيا كان لو أخذنا نموذج الزيارة النوعية لرئيس الوزراء اشتية لجنين وخطابه النوعي دعما للمقاومة عن بعد أم إحساس بغياب السلطة المزمن فتح الباب للعرين إن كانت وراءه حماس... لا ندري وسنرى إلى ما ستؤول إليه هذه الظاهرة ليمكن تحليلها بشكل أعمق.
نهاية الحديث، هناك حراك اجباري فلسطيني يجب أن يحدث، سواء للتصدي للمحتل أو لتغيير النظام، لأن الشعب والقضية تريد حمالين أُخر.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت