نشرت تقارير عبرية، يوم الخميس، تفاصيل جديد حول حادثة استشهاد الشاب الفلسطيني عدي التميمي بعد تنفيذه عملية جديدة مساء أمس عند مدخل مستوطنة "معاليه أدوميم" في القدس المحتلة وخوضه اشتباكات مع حراس الأمن هناك ما أدى لإصابة أحدهم قبل قتله.
ويظهر من التحقيقات الأولية بحسب موقع "واي نت" العبري، أنه عند الساعة السابعة والنصف من مساء أمس بتوقيت القدس المحتلة، شاهد أحد المستوطنين، عدي التميمي، عند حاجز الزعيم شرقي العاصمة المحتلة، وهو يتحدث عبر الهاتف، وقدم بلاغًا للشرطة الإسرائيلية، إلا أنه تم تجاهل بلاغه للاعتقاد أن مقدمه فلسطيني بهدف التضليل، وظنًا أنه لا زال في مخيم شعفاط الذي كان يعتقد أنه يختبئ فيه.
وعند الساعة الثامنة (أي بعد ساعة واحدة)، من تقديم البلاغ، وصل التميمي إلى المكان وبادر بإطلاق النار تجاه حراس الأمن عند مدخل المستوطنة، وخاض اشتباكًا لدقائق قبل أن يتمكن أحد الحراس (50 عامًا)، من إطلاق عدة رصاصات بشكل قاتل تجاهه.
ويظهر من التحقيقات أن الشهيد عدي التميمي لم يتلقى أي مساعدة من أي شخص كما كان يعتقد بداية العملية أمس.
وقال عوزي ليفي قائد الشرطة الإسرائيلية بالمنطقة، أنه تم تفادي كارثة كبرى بفضل يقظة عناصر حراس الأمن.
وتعرضت الشرطة الإسرائيلية والأجهزة الأمنية ومنها "الشاباك"، لانتقادات حادة من المراسلين العسكريين والأمنيين والمحللين في مختلف وسائل الإعلام العبرية بسبب الفشل الكبير في الوصول للتميمي قبيل استشهاده رغم البحث عنه منذ 10 أيام رغم استخدام وسائل مختلفة للوصول إليه منها اعتقال أفراد عائلته والضغط عليهم، إلى جانب فرض حصار على مخيم شعفاط لعدة أيام، واتخدام وسائل تكنولوجية وغيرها، قبل أن يظهر بنفسه وبشكل مفاجئ في نقطة أمنية جديدة.
وبحسب موقع "واي نت" العبري، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تجري تحقيقًا في كيفية تمكن التميمي من الهروب من العديد من القوات التي كانت تبحث عنه لدرجة أنه تمكن من تنفيذ عملية أخرى قبل القضاء عليه.
وأشار إلى أنه قبل تنفيذه العملية أمس كان يخشى من أن ينتقل إلى الضفة الغربية ما يصعب مهمة الوصول إليه بشكل أكبر، ولذلك تم تشديد الإجراءات الأمنية حتى على خط التماس مع الضفة الغربية.
فيما ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أن التميمي استخدم أمس نفس المسدس الذي استخدمه في عملية شعفاط.
ووفقًا للصحيفة، فإن التميمي جاء سيرًا على الأقدام من بلدة العيزرية، وأطلق النار على حراس الأمن من مسافة 10 إلى 15 مترًا.
من جهتها قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، إن تمكن التميمي من تنفيذ هجوم في ظل البحث عنه أمر مقلق للغاية، ويتطلب استنتاجات حادة وسريعة، مشيرةً إلى أنه رغم كل الإجراءات التي اتخذت للبحث عنه إلا أنه تمكن بالتخفي والهروب بطريقة ما من أيدي الشاباك.
واعتبرت أن وصول التميمي مسلحًا إلى "معاليه أدوميم" يشير إلى الإخفاق في تحديد مكانه، خاصة وأنه كان من المفترض أن يقوم بالتخفي والتصرف كمطلوب، لكنه عاد وحاول تنفيذ هجوم آخر وهو أمر نادر جدًا حصوله.
وتقول الصحيفة: "حتى يوم أمس، بعد مقتل التميمي خلال محاولة الهجوم في معاليه أدوميم، لم تكن المؤسسة الأمنية تعلم أين كان يختبئ طوال الفترة الماضية، وما الذي دفعه للخروج من مخبئه بالضبط الآن، ولماذا اختار تنفيذ الهجوم؟!"، وفق تعبيرها.
واعتبرت أن الإجابة على هذه الأسئلة ستبقى مفتوحة خاصة في حال لم يشارك التميمي نواياه مع شخص آخر.
وذكرت القناة 12 العبرية بأن الأسئلة الصعبة التي ستكون محور التحقيق من قبل الجيش والشاباك والشرطة حول قتل التميمي:
- لماذا فشلوا في تعقبه على مدار 11 يومًا رغم أنه كان في مساحة صغيرة نسبيًا؟
- كيف استطاع الهروب من العديد من القوى التي كانت تبحث عنه؟
- كيف خرج من مخبئه ووصل إلى مدخل معاليه أدوميم؟
- كيف استطاع مفاجأة حراس الحاجز وتنفيذ هجوم آخر قبل تصفيته؟
- هل هرب إلى شعفاط بعد الهجوم الأول، أم اختبأ في مكان آخر؟
- هل ساعده أحد في الاختباء من قوات الأمن؟
وقال وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس: "بالأمس أجريت تقييمًا للوضع في الشاباك ركز على الوضع الضفة مع رئيس الشاباك رونين بار ، حيث أعربت عن تقديري للنشاط في الأسابيع الماضية مع الجيش وحرس الحدود ضد فرق إطلاق النار والعناصر المسلحة في الضفة الغربية والقدس - من المهم جدًا مواصلة الجهد العملياتي الشامل وخاصة في مواجهة التحريض على الشبكات الاجتماعية."