بالرغم من الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة، إلا أن عدداً من العمال استطاعوا بناء أكبر "لنش" للصيد، ليبحر في سواحل القطاع، بعد عمل استمر أكثر من عام وصف في خان يونس.
في اليوم الأول من إبحار اللنش داخل ساحل ميناء غزة البحري، تكاد الفرحة لا تسع القائمين عليه، بعد رؤيتهم لحصاد تعبهم بعد طول الانتظار.
يقول أحد القائمين على بناء اللنش، أبو محمد علوان، إن طول لنش الصيد يبلغ 21 متراً، ويعتبر أضخم مركب للصيد في سواحل قطاع غزة.
ولفت علوان إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سبباً أساسياً في تعطيل وتأخر بناء اللنش، بسبب عدم توفر المعدات اللازمة، واستخدام البدائل المتاحة.
وأشار بيده إلى اللنش ليتحدث عن إنجازه الكبير في بنائه "تم بناء هذه المركب من بقايا الحديد القديم، وأخشاب الأشجار، والماتورات القديمة، ولا أعتقد أن هذا الإنجاز من الممكن إخراجه إلا من شعب يسعى دائماً للانتصار والتغلب على الظروف القاهرة".
وبنظرة فخر واعتزاز استدرك علوان "من يرى اللنش بعد إتمام بنائه، يعتقد أنه مستورد من دولة خارجية تعمل على بناء المراكب بأحدث الأدوات والمعدات".
وذكر أن عدداً من العاملين اشتركوا في هذا العمل ليخرج بأبهى صورة، سواء حداد أو نجار أو صياد، إلى جانب اشتراكهم جميعاً في التصميم الداخلي والخارجي للمركب.
ومن جانبه يقول قائد اللنش، إياد علوان، إنه يشعر بالفخر والاعتزاز لاستطاعتهم صناعة أكبر لنش في قطاع غزة، بأيدي فلسطينية، وبأقل الإمكانيات المتاحة.
وأوضح أن فكرة اللنش قائمة على تأجيره مجاناً للعائلات الفقيرة، حيث يحمل المركب 15 صياد من عائلات مختلفة، ليبحر في سواحل قطاع غزة بحثاً عن لقمة العيش، مشيراً إلى أن الدعم المادي لبنائه كان من الشعب الإندونيسي.
وتحدث إياد عن أهم تخوفاته "مساحات الصيد المسموح بها للصياد الغزي محدودة للغاية، حيث يقلص الاحتلال الإسرائيلي للمساحة بشكل مستمر، وسمح مؤخراً بالصيد في 12 ميل فقط".
واستدرك أن اللنش يحتاج إلى مساحات واسعة للتحرك براحة في البحر، مشيراً إلى أن كلما تم التعمق في عرض البحر تكون كميات الأسماك وفيرة أكثر.
وأشار إياد إلى أن اللنش يلزمه ثلاثة طواقم، كل طاقم يستغرق بداخله 48 ساعة، وهم قائد المركب وأكثر من 11 صياد.
وذكر أن الهدف الأساسي من هذا المركب، إعالة عوائل الصيادين الفقراء، مشيراً إلى أنه سيخدم أكثر من 50 عائلة.