سلم السفير السعودي لدى الأردن نايف بن بندر السديري، يوم الأحد، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" فيليب لازاريني، شيكا مقدما من المملكة لميزانية الوكالة بقيمة 27 مليون دولار أميركي لدعم برامج الوكالة وعملياتها في المنطقة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمته السفارة، حضره عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون اللاجئين في المنظمة أحمد أبو هولي، والمفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، ورئيس لجنة فلسطين في مجلس الأعيان نايف القاضي، وعدد من النواب والسياسيين.
وقال أبو هولي إن المملكة العربية السعودية، التي وقفت باستمرار مع الشرعية الدولية، وحقوق الشعب الفلسطيني، دأبت على تقديم المساعدات في كل المحافل الدولية، إيمانا منها بمركزية القضية وحقوق شعبنا.
وبين أن هذا الدعم السخي الذي تقدمه السعودية للأونروا اليوم ليس الاول، بل قامت السعودية ومن خلال صندوق الملك سلمان للتنمية بدعم مشاريع الوكالة في العديد من البلدان، مؤكدا حرص المملكة استمرار عمل الوكالة التي تقدم المساعدات للاجئين الفلسطينيين.
وطالب أبو هولي الدول المانحة والممولة الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها المالية كما فعلت المملكة العربية السعودية اليوم، مشيراً الى أن التبرعات المالية ستسهم بمساعدة الوكالة للخروج من أزمتها المالية وتغطية العجز المالي.
ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهما والتحرك السريع لحماية الوكالة باعتبارها مؤسسة أممية، وإنقاذ وضعها المالي قبل فوات الأوان.
بدوره، أكد السديري أن المملكة العربية السعودية، وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، ومن منطلق حرصهما على دعم الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، حرصت على دعم ميزانية وكالة (الأونروا)؛ لتمكينها من الوفاء بالتزاماتها المالية، من أجل تحسين الخدمات المعيشية والتعليمية والعلاجية للاجئين الفلسطينيين، إضافة إلى ما تقدمه من مساعدات للشعب الفلسطيني عبر القنوات الرسمية المعتمدة.
وقال: إن المملكة تكرس على الدوام جل إمكاناتها لدعم القضية الفلسطينية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إضافة الى الدعم المطلق للقضية وحقوق الشعب الفلسطيني في منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
وأشار السديري الى علاقة التعاون التاريخية مع وكالة "الاونروا" والدعم المستمر لخدماتها وتقدير دورها تجاه دعم اللاجئين الفلسطينيين وعملها خاصة في ظل التحديات المالية غير المسبوقة بسبب تفشي جائحة كورونا، والتحديات المتمثلة في تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة وعلى الشعب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية.
وأضاف، "تؤكد المملكة في هذا الصدد على التزامها بالسلام خيارا استراتيجياً، وأن أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها يتطلب الإسراع في ايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، كما تدين المملكة جميع الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين وتدعو لوقفها الفوري والكامل".
وقال السديري، إن الدعم السعودي للشعب الفلسطيني ينبع من إيمان المملكة الراسخ بالمساعدة المهمة التي تقدمها (الأونروا) لأكثر من 5.4 مليون لاجئ فلسطيني من خلال برامجها التعليمية والصحية، إضافة إلى خدمات الإغاثة والخدمات الاجتماعية وفرص العمل الأخرى التي تخلقها، ليحظى الشعب الفلسطيني بحياة كريمة.
من جهته، ثمن لازاريني، التبرع السخي من المملكة العربية السعودية بقيمة 27 مليون دولار لدعم برامج الوكالة وعملياتها في المنطقة.
وقال: "نحن سعداء لتلقي هذا التبرع السخي من المملكة العربية السعودية والذي يعكس الالتزام المتجدد تجاه "الأونروا" وسخاء المملكة طويل الأمد تجاه لاجئي فلسطين وتضامنها معهم".
وأكد لازاريني أن "هذا التبرع غير المقيد سيمكن (الأونروا) من مواصلة تنفيذ برامجها المختلفة، خاصة مجالي التعليم والصحة ومساعدة لاجئي فلسطين الأشد عرضة للمخاطر في الضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية، وغزة والأردن ولبنان وسوريا".
وأشار الى أن "هناك القليل من مصادر الاستقرار في حياة لاجئي فلسطين؛ من بينها الحصول على الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية الأولية.