- بقلم علي بدوان
"اللي تعب يرتاح ويرسل أولاده يتابعوا معي الطريق"، جملة كان يُكررها الرئيس الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) في اجتماعات القيادة الفلسطينية اليومية، والتي كانت تتشكّل زمن غابات البنادق من : (أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية + الأمناء العامين).
تلك الجملة إياها، كان يطلقها أبو عمار عندما يتم الحديث عن الصعوبات وووو الخ، من قبل البعض من القيادة الفلسطينية اليومية. فكانت تلك الجملة بمثابة "رد خفيف لكنه صاعق"، كان يوجهها أبو عمار بطريقته المعهودة المُتخمة بــ "البراغماتيا"، والمُحرجة لكل من يضع العصي بالدوليب عند مناقشة قضايا ساخنة تحتاج لـــ "شد الركب".
كررها في حصار عجلون وجرش (1971)، وحصار بيروت (1982)، وحصار طرابلس (1983)، وحصار المقاطعة (2002)... وبكل المُنعطفات التي مرَّت على الحركة الوطنية والثورة الفلسطينية المعاصرة...
ياسر عرفات، والمعروف عنه : "الرجل الذي يتألق بالحصارات" والصعوبات، وترتفع قدراته حتى تزداد تلافيف دماغه، كان ينطلق بمعنوياتٍ عالية في معمعمة الأزمات والمُنعطفات، حتى في ظل اختلالات موازين القوى، ويتخذ قراراته التي تستوعب الحدث ونستذكر هنا الوقائع الكثيرة ومنها قصف احدى مقراته القيادية التي كانت يتنقل بينها في بيروت اثناء الحصار واستشهاد نحو 150 شهيداً في بناية محلة الصنايع في بيروت...الخ. وكان من ابرز المتماسكين اثناء حصار بيروت الشهيد خليل الوزير، والشهيد اللواء سعد صايل، والدكتور جورج حبش الأمين العام للجبهة الشعبية، وأحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية/القيادة العامة، وطلعت يعقوب الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية...الذين كانوا جميعاً في الميدان وعلى الأرض بين المقاتلين.
ولنا كذلك، أن نتمعن في حصار المقاطعة برام الله، بعد اطلاقه الإشارة لكتائب الأقصى برفع منسوب العمل المقاوم في مواجهة الاحتلال، بما في ذلك الأعمال "فائقة التضحية" من قبل الشبان الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس والقطاع، والتي أدّمَت الاحتلال وهزّت كيانه من جذوره، لذلك كان قرار الاحتلال باستهداف ياسر عرفات، الذي قال في حصار المقاطعة وعلى منابر الإعلام وخاصة الفضائيات، التي وصلت اليه بغرفته المحاصر بها :
يريدونني أسيراً، أو طريداً، أو قتيلاً ... وأنا أقول لهم شهيداً شهيداً شهيداً ...
والآن يتابع شبان فلسطين على أرض الوطن من كل المقاومين، ومنهم "عرين الأسود" المستقلين ـــــــ تنظيمياً والمنتمين ــــــــ طريق الجلجلة، وهم يرددون ... شهيداً شهيداً شهيداً.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت