قال وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، إن أنقرة وتل أبيب "تتمتعان بخلفيات تاريخية غنية ومستقبل واعد"، مضيفا أن تركيا "لاعب عالمي مهم".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك، عقده غانتس في وقت متأخر مساء الخميس مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في ختام مباحثاتهما في أنقرة.
وأعرب غانتس عن ارتياحه لزيارة تركيا، وشكر الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير الدفاع خلوصي أكار على "حفاوة الترحيب" الذي لقيه.
وأشار أن تركيا وإسرائيل "تواجهان العديد من التحديات الأمنية".
وقال غانتس: "إعادة العلاقات الدفاعية بين بلدينا ساهمت في أمن واستقرار الشرق الأوسط، إضافة إلى الاتجاهات الإيجابية التي نشهدها بالفعل نتيجة لاتفاقات أبراهام"، في إشارة إلى صفقات التطبيع بين إسرائيل والعديد من الدول العربية منذ خريف 2020.
وأضاف أن إسرائيل وتركيا لديهما "مصلحة مشتركة في الحفاظ على الأمن والاستقرار وضمان الازدهار في المنطقة"، مشيرا أن هذا الأمر "يتطلب جهدا مشتركا لمحاربة الإرهاب".
وشكر غانتس الرئيس أردوغان والوزير أكار والأجهزة الأمنية المعنية على التعاون الكبير في التصدي للتهديدات الإرهابية ضد المواطنين الإسرائيليين، في إشارة إلى اعتقال الأمن التركي في يونيو/ حزيران الماضي، 10 إيرانيين مشتبه بهم كانوا يخططون لمهاجمة السياح الإسرائيليين في إسطنبول.
وشدد غانتس على أن التعاون المشترك "أمر بالغ الأهمية لكلا البلدين"، مؤكدا أنه وجه فريقه بـ "بدء الإجراءات المطلوبة لإعادة علاقات العمل" بين البلدين.
وتابع: "سنتقدم في علاقاتنا بطريقة ثابتة ونحافظ على الحوار المفتوح. تنظر إسرائيل إلى جمهورية تركيا باعتبارها لاعبا عالميا مهما، ولديها إمكانات كبيرة لتوسيع علاقاتنا في المجالات الاقتصادية والدفاعية، والمساهمة في جهود ضمان وتعزيز الاستقرار في المنطقة بأسرها".
فلسطين وسوريا
وردا على سؤال بشأن التحديات في العلاقات الثنائية بين البلدين، قال غانتس إن البلدين لديهما "مقاربات مختلفة" بشأن بعض القضايا.
وأضاف: "مع الأسف، وخلال العقد الماضي كانت علاقاتنا نشطة بشكل رسمي، لكنها لم تزدهر بشكل كبير، خصوصا فيما يتعلق بالخلافات بشأن القضية الفلسطينية"، مضيفا أن بلاده "قلقة" بشأن احتياجاتها الأمنية.
وتابع: "نتفهم الحاجة والدعم الذي يرغب الفلسطينيون في الحصول عليه، وتحديدا في المجالات الاقتصادية والإنسانية".
وقال غانتس إن تركيا وإسرائيل ستبحثان عن طرق للتغلب على مثل هذه الخلافات في ظل "إعادة تعزيز" العلاقات الثنائية، مشددا على أنه من المهم الأخذ بعين الاعتبار التطورات التي حدثت في الشرق الأوسط خلال العقد الماضي.
وبخصوص الحرب في سوريا المستمرة منذ عقد من الزمان، قال غانتس إن الحرب قائمة في "نفس المكان الجغرافي"، لكنها بالتأكيد "ليست في نفس المكان الجيوسياسي".
وحول الصعوبات التي تواجهها إسرائيل مع إيران، قال غانتس إن طهران تعمل على "زعزعة" استقرار المنطقة.
ويمتنع المسؤولون الإسرائيليون عادة عن التعليق على الهجمات التي تشنها إسرائيل على الأراضي السورية، حيث تشن بشكل متقطع هجمات ضد الجماعات المدعومة من إيران وبعض النقاط العسكرية السورية.
كما وصف غانتس زيارته إلى تركيا بأنها "أول اجتماع أمني على مستوى الدولة يفتح الباب ويبرز اتجاهات للتعاون المحتمل في المستقبل".
وأوضح أن الجانبين لم يناقشا أي مشاريع دفاعية محددة، منوها أن مشاريع الصناعات الدفاعية المشتركة قد يتم تناولها في محادثات مستقبلية.
ومع اقتراب موعد الانتخابات في إسرائيل، أعرب غانتس عن أمله في أن تكون هذه "آخر انتخابات مبكرة في إسرائيل" وأن تؤدي إلى تشكيل حكومة "مستقرة".
وقال: "من وجهة نظري، وبغض النظر عن الحكومة التي ستتشكل في إسرائيل، ستظل التحديات والمصالح الثنائية كما هي".
العلاقات مع اليونان
وردا على سؤال حول إلغاء زيارته المقررة مؤخرا إلى اليونان، قال غانتس إن ذلك يرجع إلى أسباب "فنية وأمنية".
وأشاد بعلاقات إسرائيل مع أثينا، معربا أيضا عن أمله في أن تواصل تركيا واليونان الحوار للحفاظ على الاستقرار.
وقال غانتس إن إسرائيل "لم تتخذ بعد قرارا بشأن بيع نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي للإدارة في قبرص الرومية".
وأضاف: "لن أخوض في تفاصيل مشاريع صناعية مختلفة في أماكن مختلفة، لكننا سنرى ذلك في المستقبل".
مقاتلات F-35
وأوضح غانتس أنه لم يناقش خلال زيارته إلى أنقرة مسألة بيع الولايات المتحدة لطائرات مقاتلة من طراز F-35 إلى تركيا، معللا ذلك بأنها "مسألة ثنائية بين أنقرة وواشنطن".
جاء ذلك ردا على سؤال أحد المراسلين بشأن تقارير تتحدث عن ممارسة مسؤولين إسرائيليين ضغوطات على واشنطن لإخراج تركيا من برنامج الطائرات المقاتلة من طراز F-35 كجزء من جهود إسرائيل للحفاظ على تفوقها العسكري في المنطقة.
واحتجت تركيا على تعليق واشنطن للبرنامج عام 2019، قائلة إن شرائها لمنظومة الدفاع الجوي الروسي S-400 لن يعرض أنظمة الطائرات المقاتلة للخطر، على خلاف ما تقوله الولايات المتحدة.
واقترحت تركيا مرارا تشكيل لجنة لدراسة المشكلة وتوضيحها.
وتخطط تركيا حاليا لشراء أحدث نسخة من الطائرات المقاتلة F-16 من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى النسخة المطورة من النسخة القديمة من الطائرات.