أسود العرين، ثورة متقدة لن تخبو

بقلم: عبدالله قنديل

عرين الأسود.jpg
  • بقلم: عبدالله قنديل

نابلس تشتعل، وجنين على خط المواجهة، والخليل تتأهب، والقدس تجود بعدي التميمي الظاهرة الفذة الفريدة التي وضعت أسسا جديدة في علم القتال والمواجهة والنزال والمبارزة، وبين كتيبة جنين وأشاوس شعفاط وأسود العرين هناك ضفة باسلة قوية أبية، أثبتت دوما أنها خزان الثورة الذي لا ينضب في وجه الاستيطان والتهويد ومصادرة الأرض والاقتلاع والاعتقال والإبعاد وكل أشكال السطوة التي نراها عبر جنود جيش مدجج من أعلى رأسه وحتى أخمص قدمه بكل وسائل الحماية الحديدية والتكنولوجية، ومع ذلك ها هو يتهاوى في هذه الضفة التي قدمت لنا على مدار تاريخ ثورتنا نماذج فريدة قل نظيرها ليس ابتداء بيحيى عياش وطوالبة وجرادات وأبوجندل وعبيات والكرمي وحلاوة والطاهر والشريف والأسماء التي مزقت بأدواتها الممكنة وغير الممكنة ما أرادت جوقة التنازلات والمفاوضات في مرحلة مأساوية من تاريخ شعبنا أن تكتبه وكانت قد تنازلت عنه.

عرين الأسود ليس ظاهرة عابرة، أو مرحلة ستمضي، بل تدشين حقيقي وواقعي ومنتظر من فتية الحق الذين ترعرعوا وهم يشاهدون حواجز الاحتلال التي يمارس عبرها أبشع وسائل القهر والإذلال للمواطن الفلسطيني و الجدار الممتد الذي ينهش الأرض ويسرقها عيانا، وسفاهات المستوطنين الصهاينة الذين قتلوا أبوخضير وحرقوه، ونالوا من زيتوننا وبياراتنا ومزارعنا ومواشينا التي حتي هي لم تسلم من حقد شذاذ الآفاق؛ لذلك كان لغضبة الأسد من عرينه موعد أمام هذا المشهد القاتم الذي تقول وقالت حقائق التاريخ بأن الفلسطيني مهما تأخرت وثبته فإنها إن حانت فستحرق الأرض بركانا من تحت أقدام هؤلاء المحتلين المارقين، لذا فإن عرين الأسود ليست ظاهرة ولا مرحلة، عرين الأسود فكر وطني متقد في نفوس ثورية ألهمتها تجارب السابقين فمضوا عليها وتركوا فوقها بصمة وطنية وحدوية أصيلة، مضوا عليها بعد أن عزموا أمرهم أن المعركة مع الاحتلال كر وفر، خبوة وثورة، لكنها لم تمت يوما ولن تموت.

أمام هذا المشهد الملحمي الذي يسطره هؤلاء الأسود بحق، أمام بطولاتهم ورباطة جأشهم وتماسكهم رغم الجراح المتكالبة عليهم وهم يصوغون مرحلة جديدة للأجيال التي تشهد هذا الصنيع العظيم، أمام هذا كله لا بد من توفير كل عوامل الدعم والاحتضان والمساندة والدعاء والدعم المادي والمعنوي والتعبئة الإعلامية والجماهيرية من كافة المستويات الفلسطينية الفصائلية والشعبية والأهلية والمؤسساتية بعيدا عن كل ما يتمناه الصهيوني بعد أن عجز عن مواجهة هؤلاء ميدانيا فتراه يلجأ لبث الإشاعات والأكاذيب والأراجيف للنيل من وحدة هذا العرين الشامخ الباسل، فإيانا أن نكون سببا في وأد هذا المشهد الثوري المقاوم الذي انتظرناه طويلا، هذا دورنا: أن ندفع بكل السبل المتاحة لأجل أن يستمر زئير هؤلاء الأسود ليترك في المستوطنين والجنود الصهاينة قتلا وفتكا وتشريدا عن أرضنا الطاهرة المباركة.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت