أكد فرز 84% من أصوات الناخبين الإسرائيليين في انتخابات الكنيست الـ25، تعزيز فوز معسكر رئيس حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو، مع تغييرات ملحوظة على توزيع المقاعد بين الأحزاب اليهودية، وسط تراجع قوة أحزاب المعسكر المناوئ برئاسة يائير لابيد.
ووفقا لمعطيات لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية، فإنه حتى الساعة 9:55 صباحا، تم فرز 4081243 صوتا التي تشكل 84% من مجمل الأصوات الحقيقة، حيث تم فرز 9390 صندوق اقتراع التي تشكل 88% من مجمل صناديق الاقتراع.
وتشير معطيات لجنة الانتخابات المركزية أن هناك نحو 500 ألف صوت في المغلفات المضاعفة التي وصلت إلى مقر لجنة الانتخابات صباح اليوم، وسيم لاحقا فرزها، وتشمل هذه المغلفات أصوات الجنود، والمرضى في المستشفيات، والمعتقلين في السجون.
وبحسب النتائج حصل حزب الليكود برئاسة نتنياهو 947,795 صوتا ( 23.24%)، بينما حزب "يش عتيد"، برئاسة لابيد حصل على 730,869 صوتا ( 17.92%)، فيما حصل تحالف "الصهيونية الدينية" برئاسة بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، على 420,849 صوتا ( 10.32%).
وحصل "المعسكر الوطني"، برئاسة بيني غانتس على 363,759 صوتا (8.92%)، بينما الأحزاب الحريدية ممثلة بحزب "شاس" برئاسة أريه درعي حصل على342,566 صوتا (8.4%)، وحزب "يهدوت هتوراة" برئاسة موشي غافني، فاز 252,662 صوتا (6.2%).
كما حصل حزب "يسرائيل بيتينو"، برئاسة أفيغدور ليبرمان، على 176,695 صوتا (4.33%). وتحالف الجبهة والتغيير برئاسة أيمن عودة على 3.38%، وحزب العمل برئاسة ميراف ميخائيلي على 3.6%.
وأظهرت النتائج أن حزب "ميرتس" برئاسة زهافا غلئون، بحصوله على 3.2%، يقترب من نسبة الحسم، كذلك حزب التجمع الوطني الديموقراطي برئاسة سامي أبو شحادة، الذي حصل على 3.05%
وبحسب النتائج الحقيقة المحدثة، وفرز 84 % من الأصوات، وتوزيع هذه النسبة إلى مقاعد، يحصل الليكود على 31 مقعدا، "ويش عتيد" 24 مقعدا، و"الصهيونية الدينية" 14 مقعدا، و"المعسكر الوطني" 12 مقعدا، بالإضافة إلى حزب "شاس" 12 مقعدا.
بينما يحصل حزب "يهدوت هتوراة" على 8 مقاعد، و"يسرائيل بيتينو" 5 مقاعد، القائمة الموحدة 5 مقاعد، وحزب العمل 4 مقاعد، والجبهة والتغيير، 5 مقاعد.
وبحسب هذه النتائج المرحلية يحصل معسكر نتنياهو على 65 مقعدا، ومعسكر لبيد على 50 مقعدا، إضافة إلى 5 مقاعد للجبهة.
نتنياهو "الأكثر يسارية" في هذه الحكومة
وتدلّ نتائج فرز الأصوات في انتخابات الكنيست، التي جرت أمس الثلاثاء، أنه ستتشكل في إسرائيل الحكومة الأكثر يمينية، برئاسة زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو.
وتوقع محللون سياسيون، أن يكون نتنياهو "الأكثر يسارية" في هذه الحكومة. فقد تبين من النتائج أن اليمين الفاشي خرج الرابح الأكبر من الانتخابات، بحصول قائمة الصهيونية الدينية، برئاسة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، على عدد مقاعد أكثر من المتوقع، وقد يصل إلى 15 مقعدا.
وأفاد المحلل السياسي في موقع "زْمان يسرائيل" الإخباري، شالوم يروشالمي، إلى حالة النشوة مقر الليكود، خلال الليلة الماضية، وأن الكثيرين من ناشطي الليكود جاؤوا إلى مقر حزبهم بعد أن شاركوا في احتفالات في مقرّي سموتريتش وبن غفير. "وجميعهم تحدثوا عن الضربة التي تلقاها اليسار (أحزاب الائتلاف الحالي بقيادة يائير لابيد)، عن القضاء على جهاز القضاء، عن قمع شديد للعرب، عن الكراهية لوسائل الإعلام وعن سيادة في يهودا والسامرة" أي ضم الضفة الغربية لإسرائيل.
وأضاف يروشالمي أن ناشطي الليكود هؤلاء توقعوا رسائل مشابهة من جانب نتنياهو، "لكنه رفض ذلك. ويبدو أن نتنياهو أصيب بالهلع من نفسه ومن الائتلاف الذي سيثق إلى جانبه في هذه الأيام. فقد حرص طوال حياته السياسية أن يبتعد عن اليمين المتطرف، وإذا كان هناك حزبا كهذا، فقد كان يهتم بإجراء توازن بضم حزب وسطي أو حتى من اليسار (الصهيوني)".
إلا أن هدف نتنياهو الأساسي هو استهداف جهاز القضاء من أجل إلغاء محاكمته بتهم فساد خطيرة. وتعهد سموتريتش في حملته الانتخابية بالعمل على إلغاء مخالفات الاحتيال وخيانة الأمانة، فيما تعهد بن غفير بإلغاء المحاكمة برمتها من خلال "القانون الفرنسي" الذي يعني منع محاكمة رئيس حكومة أثناء ولايته.
وأشار محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، إلى أن "نتنياهو سيشكل الحكومة، لكنه سيكون رئيس حكومة بن غفير". وأضاف أن "بن غفير، أكثر من نتنياهو، نقل أصواتا من كتلة ’فقط ليس بيبي’ إلى كتلة ’بيبي فقط’. وبن غفير، وليس نتنياهو، فرض سحره على الجنود، والشبان الذين يصوتون لأول مرة، وغير المبالين و’الكسالى في مدن التطوير’، الذين ساروا وراءه. وبن غفير، وليس نتنياهو، جعل ناخبي غانتس وساعر ويمينا وحتى لابيد، الذين هلعوا من أحداث حارس الأسوار والعمليات في تل أبيب وإلعاد وبني براك، ينتقلون إلى الجانب الآخر. واعتبر بنظر اليمينيين أنه سياسي مركزي وشخص يتحدث ’دُغري’".
ولفت فيرتر إلى أن معظم أعضاء الكنيست في الائتلاف الذي سيتشكل سيكونون من المتدينين والحريديين والحريديين – القوميين، "ومواقفهم ظلامية وخطيرة. وهذه سابقة. وتحت هذا الحكم المتوقع، تدخل إسرائيل إلى عهد جديد".
ويذكر أن بن غفير يطالب بتولي حقيبة الأمن الداخلي. "ونتنياهو يميل إلى عدم الموافقة على ذلك، لكن من الجائز أن يضطر إلى التنازل عن رفضه إثر مفاوضات ائتلافية صعبة". ويتوقع أن يطالب سموتريتش بحقيبة الأمن أو القضاء أو المالية.
وستضع هذه المطالب نتنياهو "أمام صعوبات إصر الخطاب السائد في الليكود، الذي بموجبه يجب أن تبقى الحقائب الوزارية الهامة بأيدي الليكود"، حسبما ذكرت محللة الشؤون الحزبية في موقع "واينت" الإلكتروني، موران أزولاي.
ويطالب قياديون في الليكود، بينهم ياريف ليفين ودافيد أمسالم ونير بركات ويسرائيل كاتس وإيلي كوهين، بتولي حقائب وزارية هامة.
كذلك يطالب رئيس حزب شاس، أرييه درعي، وهو حليف نتنياهو الرئيسي، بتولي حقيبة المالية أو بمنصب القائم بأعمال رئيس الحكومة. لكنه قد يوافق على تولي حقائب أخرى، مثل الداخلية والأديان.