بن غفير وسموتريتش في تحالف حكومي مرتقب

1معسكر نتنياهو يحتفل.jpg

 برز تحالف اليميني المتطرف إيتمار بن غفير كأحد متصدري الانتخابات الإسرائيلية، وتبوأ الموقع الثالث في الكنيست (البرلمان) من حيث القوة، بعد "الليكود" اليميني برئاسة بنيامين نتنياهو و"هناك مستقبل" الوسطي برئاسة يائير لابيد.

وشكل فوز تحالف "الصهيونية الدينية" مفاجأة سارة لأنصاره وهو مؤلف من حزبين يمينيين متشددين هما "القوة اليهودية" برئاسة بن غفير، و"الصهيونية الدينية" برئاسة بتسلئيل سموتريتش.

وسبق أن أعلن بن غفير أنه يطمح لحقيبة الأمن الداخلي المسؤولة عن الشرطة، فيما أعلن بتسلئيل أنه يطمح لحقيبة الجيش في حكومة يشكلها نتنياهو، ما تسبب بقلق واسع في إسرائيل بسبب مواقفهما المتشددة.

نتنياهو الذي بات من الواضح أنه سيشكل الحكومة القادمة، لم يحسم في المقابلات الصحفية التي أجراها خلال الأسبوعين الماضيين الموقف بشأن مطلب بن غفير أو سموتريتش.

ولكن نتنياهو بحاجة إلى هذا التحالف الذي تظهر نتائج فرز الأصوات إنه سيحصل على 14 مقعدا.

فبعد فرز 97 بالمئة من أصوات المقترعين في الانتخابات الإسرائيلية، فاز "الليكود" بـ 31 مقعدا و"الصهيونية الدينية" بـ 14 مقعدا و"شاس" بـ 11 مقعدا و"يهودوت هتوراه" بـ 9 مقاعد.

وهذا يؤمن لنتنياهو تحالفا من 65 مقعدا لتشكيل حكومة في الوقت الذي يلزمه بموجب القانون 61 صوتا فأكثر من إجمالي مقاعد الكنيست البالغ 120.

وكان نتنياهو فشل في السنوات الأخيرة في الحصول على ثقة هذا العدد من الأصوات ما منعه العام الماضي من تشكيل حكومة وأخرجه من السلطة إلى المعارضة.

كما أنه ليس من الواضح إذا ما كان "الصهيونية الدينية" سيبقي على تحالفه مع "القوة اليهودية" بعد أن احتفلا، فجر الأربعاء، بالانتصار في الانتخابات بصورة منفصلة.

معسكر نتنياهو يحتفل.jpg

 إيتمار بن غفير
ينظر إلى بن غفير على أنه ظاهرة صعود اليمين المتشدد في إسرائيل، حيث هتف أنصاره في حفل الانتصار فجر الأربعاء بشعار "الموت للعرب".

وبرز اسمه في العديد من الأحداث في السنوات الأخيرة، وخاصة عندما أقام خيمة في حي الشيخ جراح بمدينة القدس الشرقية.

وبن غفير مولود في القدس الغربية عام 1976 لأم وأب مهاجرين من يهود العراق، ومعروف بمواقفه المتطرفة تجاه الفلسطينيين، وهو من سكان مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي الخليل جنوبي الضفة الغربية .

برز اسمه في كل الأحزاب اليهودية المتطرفة بدءا من "موليدت" الذي دعا إلى تهجير المواطنين العرب من إسرائيل، مرورا بـ"كاخ" المصنف "إرهابيا" وفق القانون الإسرائيلي، وصولا إلى "الصهيونية الدينية" الذي أدخله الكنيست في أبريل/نيسان 2021 بعد محاولات فاشلة.

وعندما بلغ سن 18 عاما تم إعفاؤه من الخدمة الإلزامية بالجيش الإسرائيلي؛ بسبب مواقفه اليمينية المتشددة.

وقالت صحيفة "هآرتس" في أبريل/ نيسان 2018، إن "بن غفير طوّر سمعة كافية باعتباره محرضا مراهقا ليتم حرمانه من الخدمة في الجيش، وهي شارة العار التي يرتديها حتى يومنا هذا".

ونقلت الصحيفة عن بن غفير قوله، إن "الجيش الإسرائيلي خسر عندما لم يضمني".

وقال النائب العربي بالكنيست أحمد الطيبي في وقت سابق لوكالة الأناضول: "إذا أصبح بن غفير وزيرا، فيجب على المجتمع الدولي أن يتصرف مع حكومة إسرائيل كما تصرف مع حكومة النمسا (عام 2000) عندما انضم إليها يورغ هايدر وحزب الحرية (اليمني المتطرف) إلى الائتلاف لأنه شخصية نيو فاشية، أي أن يقاطعوا حكومة إسرائيل كما قاطعت إسرائيل حكومة النمسا آنذاك".

المخاوف من انضمام بن غفير إلى الحكومة وصلت إلى الكونغرس الأمريكي، وكتب العضو براد شيرمان، في تغريدة يوم 4 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي: "أحث القادة السياسيين الإسرائيليين من جميع جوانب الطيف السياسي على نبذ المتطرفين مثل إيتمار بن غفير".

وأضاف أن هؤلاء المتطرفين "تتعارض آراؤهم الفاحشة مع المبادئ الأساسية لإسرائيل المتمثلة في قيام دولة ديمقراطية ويهودية".

وتابع شيرمان: "هؤلاء المتطرفون يقوضون مصالح إسرائيل والعلاقة الأمريكية ـ الإسرائيلية التي عملت أنا وزملائي على تقويتها".

وسبق أن وجّه السيناتور الأمريكي الديمقراطي روبرت مينديز تحذيرا مشابها، بحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري العبري.

وفي 2007، أُدين بن غفير بالتحريض على العنصرية؛ بسبب حمله لافتة في مظاهرة مكتوب عليها: "اطردوا العدو العربي".

درس بن غفير القانون، إلا أن نقابة المحامين رفضت منحه العضوية، بسبب سجله الجنائي، لكن بعد احتجاجات قادها بنفسه تم السماح له بالانتساب للنقابة.

وفي يناير/ كانون الثاني 2011، كتب موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي أن "اللجنة المركزية لنقابة المحامين رفضت طلبا من الناشط اليميني إيتمار بن غفير للحصول على إذن للتخصص كمحام".

وتابع: "تخرج بن غفير في كلية الحقوق قبل نحو ثلاث سنوات (2008 آنذاك)، لكن بما أن لديه سجلا جنائيا لتورطه في مظاهرات وأنشطة لليمين المتطرف، كان هناك اعتراض قوي على السماح له بالتخصص كمحام".

لكن في يونيو/ حزيران 2012، ذكرت صحيفة "معاريف" أن "الناشط اليميني المتطرف اجتاز امتحانات نقابة المحامين بعد صراع طويل".

ومع حصوله على شهادة مزاولة المحاماة، برز بن غفير مدافعا عن عناصر اليمين المتشدد المتهمين بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين، بما فيه جماعة "لاهافا".

معسكر نتنياهو يحتفل 0.jpg


بتسلئيل سموتريتش
سموتريتش قال في تصريحات نقلتها مواقع إعلامية عبرية خلال الاحتفال بنتائج الانتخابات الأولية وحصول تحالفه مع بن غفير على المركز الثالث: "الصهيونية الدينية تصنع التاريخ، ولأول مرة يكون حزب الجمهور الديني القومي هو ثالث أكبر حزب".

وأضاف: "ننتظر النتائج النهائية لكي نقيم بعون الله حكومة يمينية صهيونية"، وتابع: "سنحافظ، بعون الله، على الهوية اليهودية للدولة وسنعيد الأمن لها".

ويعكس النمو المضطرد لقوة حزب "الصهيونية الدينية" ميلا في جزء كبير من الشارع الإسرائيلي للتوجه من اليمين إلى اليمين الأكثر تشددا.

ولد سموتريتش في 27 إبريل/نيسان 1980 بمستوطنة "هاسبين" في الجولان السوري ونشأ في مستوطنة "بيت إيل" وسط الضفة الغربية، فهو مستوطن يقيم بمنزل غير شرعي في مستوطنة "كدوميم" شمالي الضفة الغربية ومن أبرز داعمي الاستيطان، وهو حاصل لقب أول في الحقوق.

وصل سموتريتش إلى الكنيست لأول مرّة في انتخابات 2015، وهو مدير "جمعية رغافيم" العنصرية التي تلاحق الفلسطينيين، وخاصة في مجال الأراضي والبناء، وتحث السلطات الحكومية على إصدار أوامر هدم بيوت عربية بحجة "البناء دون ترخيص"، ويبرز نشاط هذه الحركة في منطقتي النقب والمثلث.

كان سموتريتش من قيادة حركة التمرد على خطة إخلاء مستوطنات قطاع غزة، وجرى اعتقاله لمدة 3 أسابيع خلال عملية الإخلاء في أغسطس/آب 2005، بعد العثور في بيته على 700 لتر وقود بهدف القيام بأعمال تخريبية، ولكن دون توجيه لائحة اتهام له.

لعب دورًا رئيسيًا في التشريع الإسرائيلي المقترح لإضفاء الشرعية على ضم الأراضي الفلسطينية، وقانون يمنع دعاة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات من زيارة إسرائيل.

وفي يوليو/تموز 2015، أثار سموتريتش جدلاً عندما أعلن في اجتماع للكنيست أن المطورين في إسرائيل يجب ألا يضطروا لبيع منازل للعرب.

في أكتوبر/تشرين الأول 2021 قال للمشرعين العرب: "أنتم هنا عن طريق الخطأ، ومن الخطأ أن (أول رئيس وزراء دافيد) بن غوريون لم ينه وظيفته ولم يطردك عام 1948".

وفي أبريل 2016، غرد سموتريتش أنه يدعم الفصل بين النساء العربيات واليهوديات في عنابر الولادة بالمستشفى، بالقول: "من الطبيعي ألا ترغب زوجتي في الاستلقاء بجانب شخص أنجب للتو طفلًا قد يرغب في قتلها بعد 20 عامًا أخرى".

ودعا سموتريتش إلى سياسة منح الجيش صلاحية إطلاق النار للقتل عندما يتعامل مع الفلسطينيين الذين يرشقونهم بالحجارة.

وفي الفترة ما بين 2019 وحتى 2020 تولى سموتريتش حقيبة المواصلات.

ومع اقتراب تشكيل نتنياهو للحكومة الجديدة درج المعارضون له على وصف حكومته بأنها "حكومة نتنياهو، سموتريتش وبن غفير" في محاولة للترهيب منها.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول