اختتم بنيامين نتنياهو سيرته الذاتية الأحدث (بيبي: قصتي) بتأكيد أن فترة بقائه في مقاعد المعارضة، بعد الخسارة في انتخابات 2021، ستكون "مؤقتة" وأن هناك مهاما كبيرة بانتظاره.
وقد نُشر الكتاب قبل الانتخابات الإسرائيلية الخامسة في أربع سنوات وجرى استعراضه على نطاق واسع أمام مراكز الاقتراع في يوم الانتخابات. ويفيض الكتاب بإظهار ثقة نتنياهو في استعادة المنصب الرفيع قريبا.
وإذا لم يطرأ أي تغيير على النتائج الأولية، فإن رئيس الوزراء الأطول بقاء في المنصب في إسرائيل، والذي هيمن على الساحة السياسية في إسرائيل لأكثر من عقد من الزمان، عائد لتشكيل حكومة يبدو أنها ستكون واحدة من بين أكثر الحكومات ميلا إلى اليمين في تاريخ إسرائيل.
ويتعهد نتنياهو باستكمال الإنجازات التي حققها في ولايته الأخيرة في المنصب والمتمثلة في (اتفاقات إبراهام) التي أُبرمت مع دول عربية ومهدت الطريق لتطبيع محتمل للعلاقات مع دول عربية أخرى.
إلا أن معظم الاهتمام يتركز على تحالفه مع حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف وزعيمه المشارك إيتمار بن غفير، الذي أدين عام 2007 بالتحريض العنصري ضد العرب والذي كان يدعو حتى وقت قريب إلى طرد الفلسطينيين من إسرائيل.
ويمثل الأمران أبرز التحديات التي تواجه نتنياهو في الوقت الذي يبدأ فيه الاستعدادات لتشكيل حكومة، إذ أنه سيواجه ضغوطا لمنح مناصب بارزة لبن غفير وشركائه مع السعي في الوقت نفسه لتهدئة مخاوف الحلفاء بما في ذلك الولايات المتحدة.
وفي ظل محاكمته بتهم فساد، ينفيها، تتضمن الرشوة وغير ذلك، يبدو أن نتنياهو سيعتمد على دعم الصهيونية الدينية وحزبين دينيين صغيرين.
وتبدي هذه الأحزاب استعدادا أكبر لغض الطرف عن مشكلات نتنياهو القانونية. ويقول المنتقدون إن نتنياهو قد يسعى، بمساعدة اليمين المتطرف، إلى إجراء تعديلات قضائية جذرية يمكن أن تنقذه من الإدانة والسجن.
وفي المقابل، فإنه قد يضطر للتنازل عن وزارات لها دور مباشر في تحديد سياسات إسرائيل الدفاعية والاقتصادية.
وكان نتنياهو محاطا في الحكومات السابقة باليمين وتمكن في الوقت نفسه من تطبيع العلاقات مع دول عربية في الخليج وقاد نموا اقتصاديا يثير الإعجاب.
كما أبدى جرأة أكبر في مواجهة الولايات المتحدة علنا بشأن برنامج إيران النووي مقارنة بالحكومة المنتهية ولايتها، الأمر الذي أدى إلى توتر العلاقات مع واشنطن.
وتتناول أجزاء كبيرة من سيرته الذاتية علاقاته العاصفة أحيانا ولكن القوية في أساسها مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وسيتعين عليه الآن التعامل مع البيت الأبيض الأكثر تحفظا بقيادة جو بايدن.
وفي مسعى ربما لتهدئة المخاوف في الخارج، عبر يوم الأربعاء عن ثقته في أنه سيكون قادرا على بناء تحالف مسؤول يتجنب "المغامرات التي لا طائل من ورائها" و"توسيع دائرة السلام".
ويبدو أن مواءمة هذه المواقف مع الخطابات النارية لحلفائه ستضع كافة مهاراته السياسية تحت الاختبار.