قرائه في الانتخابات الإسرائيلية.. نسبة مشاركة عالية وسط استقطاب سياسي حاد

بقلم: علي ابوحبله

بنيامين نتنياهو
  • المحامي علي ابوحبله

  كيف أمكن لزعيم حزب الليكود واليمين الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يضرب بقوة في الانتخابات 2022، على الرغم من شبهات الفساد كلها التي تحوم حوله؟ بل كيف تمكن من تحجيم جميع منافسيه في اليمين، وقاد أجنحة هذا اليمين كلها من الوسط حتى التطرف فبات نبيّه الجديد ، هذه النتيجة هي مؤشر واضح إلى استمرار هيمنة قوى اليمين الشعبوي المتطرف، وترسيخها في المجتمع الإسرائيلي، ورسالة بأن المجتمع السياسي الإسرائيلي ليس ناضجاً لتسوية سياسية من أي نوع، وأنه عاجز عن الوصول ذاتياً إلى مثل هذا النضوج. فالقوى المهيمنة في المجتمع السياسي الإسرائيلي لم تعد مهتمة بلعبة "العملية السلمية" التي تعتقد أنها تبطّىء بعض مشاريعها، ولا باستمرار نهج إدارة الصراع وتحقيق مكاسب متراكمة عبر ذلك، إذ إنها قررت ضرورة حسم الصراع، واتخاذ خطوات عملية، في مقدمها ضم الضفة الغربية أو أجزاء منها إلى إسرائيل

نتائج الانتخابات  للكنيست الخامسة والعشرين تعكس تصاعد  قوى اليمين المهيمنة  التي تقوض العملية السلمية ولن تقود  لحسم الصراع فحسب، بل لإجراء تغييرات جوهرية أيضاً في الدولة العميقة، وفيما يسمى نظام "دولة يهودية وديمقراطية"، من أجل جعلها أكثر يهودية وأقل ديمقراطية، وكذلك لتأسيس الجمهورية الإسرائيلية الثانية بوثيقتها المركزية "قانون القومية" الذي جاء ليحل مكان "وثيقة استقلال إسرائيل"، بعد شطب أي ذكر لقرار التقسيم، ولمبدأ المساواة، ولحقوق المواطنين العرب، وللديمقراطية. هذه الجمهورية الإسرائيلية الجديدة تعتبر نفسها دولة يهودية في الجوهر والفحوى، وديمقراطية في بعض جوانب المظهر.

ويتهيأ رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو على ما يبدو للعودة إلى السلطة بعد أن أظهرت نتائج استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أمس الثلاثاء أن كتلته اليمينية تتجه نحو تحقيق أغلبية ضئيلة بفضل النتائج التي حققها حلفاؤه من اليمين المتطرف ، وبحسب استطلاعات رأي أجرتها 3 شبكات إعلام إسرائيلية كبرى، فاز حزب الليكود اليميني بالمركز الأول بحصوله على 30 أو 31 مقعدا في البرلمان المكون من 120 عضوا.

وأظهرت التوقعات الأولى أن حزب نتنياهو -رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول بقاء في السلطة، والذي يُحاكم حاليا بتُهَم فساد لكنه ينفيها- وحلفاءه حزب "شاس" لليهود الشرقيين "سفراديم" وحزب "يهودوت هاتوراه" لليهود الغربيين "الأشكنازيم" و"القوة اليهودية"، حصدوا 61 أو 62 مقعدا، وهو عدد مقاعد كاف للحصول على الأغلبية في البرلمان (الكنيست).

ويصر نتنياهو إن "الشعب يريد نهجا آخر يعيد الهيبة القومية ويعيد هوية الدولة اليهودية" على حد تعبيره، وإن "الشعب يريد حكومة مستقرة قادرة على الحكم وعلى الاهتمام بالشرائح الضعيفة"، حسب قوله.

وأثارت خامس انتخابات إسرائيلية في أقل من 4 سنوات سخط العديد من الناخبين، ولكن تم تسجيل أعلى نسبة مشاركة منذ عام 1999.وانتهت فترة نتنياهو القياسية في رئاسة الوزراء والتي بلغت 12 عاما في يونيو/حزيران 2021 عندما نجح يائير لبيد المنتمي إلى تيار الوسط وشريكه نفتالي بينيت في تشكيل تحالف.

ويبدو أن حزب "هناك مستقبل" (يش عتيد) برئاسة رئيس الوزراء يائير لبيد سيحلّ في المركز الثاني، حسب التوقعات التي منحته ما بين 22 و24 مقعدا ، ونتيجة لذلك، فمن المنتظر أن يحصل حزب لبيد على 54 إلى 55 مقعدا، مما يجعله ثاني أكبر حزب في البرلمان وفقا للاستطلاعات ، وبذلك تكون الكتلة "المناهضة لنتنياهو" ككل فشلت في تحقيق أي انتصار، وفقا للتوقعات الأولية لشبكات التلفزة.

وبنى لبيد حملته الانتخابية على الاقتصاد والإنجازات الدبلوماسية التي تحققت مع دول من بينها تركيا ولبنان، لكن ذلك لم يكن كافيا لإيقاف تقدم اليمين ، إلا أن الحملة الانتخابية طغت عليها الشخصية المؤثرة لنتنياهو، الذي فاقمت معاركه القانونية حالة الجمود التي تعرقل النظام السياسي الإسرائيلي منذ أن وُجهت له اتهامات بالرشوة والتزوير وخيانة الأمانة في 2019.

ويستعد إيتمار بن غفير وقائمته المتطرفة (الصهيونية الدينية) لأن تكون ثالث أكبر حزب في البرلمان، بعد صعودها في الآونة الأخيرة بالحياة السياسية ، ويعتمد نتنياهو على دعم بن غفير وزعيم اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش، اللذين خففا بعض مواقفهما المتطرفة لكنهما ما زالا يدعوان إلى طرد أي شخص يعتبر غير موال لإسرائيل من البلاد.

ويثير احتمال انضمام بن غفير، وهو عضو سابق في حركة كاخ المدرجة على قوائم مراقبة الإرهاب في إسرائيل والولايات المتحدة، وأدين سابقا بالتحريض العنصري، إلى حكومة يقودها نتنياهو قلق واشنطن.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد حصل "المعسكر الوطني" بقيادة وزير الدفاع بيني غانتس على ما بين 11 إلى 13 مقعدا ، كما حصل حزب العمل على ما بين 5 و6 مقاعد، وميرتس على 4 أو5 مقاعد، ويسرائيل بيتينو على 4 مقاعد، والقائمة العربية الموحدة (شريك بالائتلاف الحكومي الحالي) على 5 مقاعد ،

نتائج الانتخابات للكنيست ال 25 تعكس حالة التطرف والعنصرية التي بات عليها المجتمع الإسرائيلي وهي تؤكد الشعبويه الاسرائيليه المتطرفة لأحزاب اليمين الصهيوني المتطرفة والتي تقود المنطقة لصراع ديني تهدد أمن وسلامة المنطقة

وأن على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وتوفير الحماية  للشعب الفلسطيني من السياسات العنصرية التي تقوم على إلغاء الآخر والتنكر للحقوق الوطنية والتاريخية نتيجة فوز أحزاب التطرف المدرج بعضها على قوائم  الإرهاب في إسرائيل وأخطرها حزب بن غفير الصادر بحقه العديد من الأحكام وهو وحزبه امتداد لحركة كاخ

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت