- المحامي علي ابوحبله
انعقاد القمة العربية الواحد والثلاثون في الجزائر ترافقت مع أحداث مهمة ومفصليه في تاريخ القضية الفلسطينية فهي تنعقد في الذكرى 105أعوام مرت على وعد "بلفور" المشئوم، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، بناءً على المقولة المضللة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض". وتحل هذه الذكرى المشئومة لهذا العام 2022، ولا يزال الشعب الفلسطيني يعاني من جرائم الاحتلال واستباحة الدم الفلسطيني وجرائم القتل والتعذيب والحصار وسياسة الاقتلاع والتهجير وسلب الأرض ومخططات الضم والاستيطان التي لم تتوقف في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة
وقمة الجزائر ليست مصادفة تنعقد مع الانتخابات للكنيست الإسرائيلي ال 25 وفوز اليمين الصهيوني الفاشي حيث صوت ١٢ بالمائة من اليهود لحزب الصهيونية الدينية الذي يرئسه بن غفير وهو لائحة الإرهاب الامريكيه
وهنا مكمن الخطر المحدق في مفصلية وتاريخية القضية الفلسطينية والمنطقة العربية والتي تتطلب توحيد الصف العربي والجهد العربي لحماية الأمن القومي العربي والحقوق الوطنية والتاريخية الفلسطينية التي تعد أولوية القضايا في الصراع مع إسرائيل وقد حملت قمة الجزائر شعار لم الشمل العربي ومركزية القضية الفلسطينية
خطاب الرئيس محمود عباس في قمة الجزائر حمل الملوك والقادة العرب مسئوليتهم التاريخية تجاه القضية الفلسطيني وحذر من تداعيات ونتائج الانتخابات الاسرائيليه وصعود لليمين الفاشي الصهيوني قوله " نتطلع لدعمكم من خلال إصدار قرارٍ بتشكيل لجنة وزارية عربية للتحرك على المستوى الدولي، لفضح ممارسات الاحتلال، وشرح روايتنا، وتنفيذ مبادرة السلام العربية، ونيل المزيد من اعتراف الدول الأوروبية بدولة فلسطين، والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ومنع نقل سفارات الدول إلى القدس، وعقد مؤتمر دولي للسلام على قاعدة الشرعية الدولية، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني، وتطبيق قرار مجلس الأمن 2334، والقرارين 181 و194، اللذين كانا شرطين لقبول عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة. "
" وأضاف: كما نتطلع إلى دعمكم لتشكيل لجنة قانونية لمتابعة الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني جراء إصدار الحكومة البريطانية وعد بلفور عام 1917، وصك الانتداب، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، وتداعيات ذلك على الشعب الفلسطيني، وارتكاب إسرائيل أكثر من 50 مذبحة خلال وبعد نكبة 1948، وما تلا ذلك من تدمير ونهب لأكثر من 500 قرية فلسطينية. "
حذر الرئيس محمود عباس الملوك والقادة العرب أن إسرائيل بإصرارها على تقويض حل الدولتين، وانتهاك القانون الدولي والاتفاقات الموقعة معها، وممارساتها الأحادية الجانب، لم تترك لنا خيارا، سوى إعادة النظر في مجمل العلاقة القائمة معها، وتنفيذ قرارات المجالس الوطنية الفلسطينية، والذهاب للمحاكم الدولية، والانضمام لمزيد من المنظمات الدولية حماية لحقوق شعبنا.
لمواجهة المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية ولتدعيم وثبات الفلسطينيين ، طالب الرئيس بتفعيل قرارات القمم العربية السابقة بشأن الدعم المالي لموازنة دولة فلسطين، وتفعيل شبكة الأمان العربية التي أُقرت سابقا، خاصة أن إسرائيل تحتجز الأموال الفلسطينية، مؤكدا أهمية تنفيذ قرارات المجلس الاقتصادي والاجتماعي حول توفير الدعم لمدينة القدس وصمود أهلها ، ودعا إلى بذل كل جهد مستطاع وضروري لإنجاح مؤتمر القدس الذي سيعقد مطلع العام القادم في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة.
وحقيقة القول إن الشعب الفلسطيني يواجه مخاطر محدقة بصعود اليمين الفاشي وعودة نتنياهو لسدة الحكم وذلك جراء استمرار سلطات الاحتلال، في فرض سياسة الأمر الواقع عبر الاستيطان وإرهاب المستوطنين، وسرقة الأرض، وتهجير أصحابها، وهدم بيوتهم، وتدمير الحقول وإحراقها، واحتجاز الأموال، وإصدار القوانين العنصرية، والحصار الجائر لقطاع غزة، واقتحامات المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وانتهاك الوضع التاريخي (الستاتسكو) للمسجد الأقصى، وكنيسة القيامة واستباحة قدسيتهما، والاستيلاء على جزء من المسجد الإبراهيمي في الخليل، وغيرها من الجرائم التي تتحدى القانون الدولي.
وهذا يتطلب من قمة الجزائر تفعيل قراراتها و دعم المطالب الفلسطينية لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة والضغط العربي على القوى النافذة والفاعلة لتطبيق قرارات الشرعية الدولية ، فكان الخطاب وقد حمل الكثير من الرسائل التي تؤكد ثبات الموقف الفلسطيني ورفضه لسياسة فرض الأمر الواقع ، وختم الرئيس محمود عباس كلمته، بدعوة قادة وشعوب أمتنا العربية إلى وقفة حاسمة لدعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت