- بقلم :د. ميلاد جبران البصير
الاخبار الوارده من حوض البحر الاببض المتوسط تشير الى ان مجزره المهاجرين مستمرة نعم مجزره بكل ما تعني الكلمه من معنى.لا يمر يوم لا نسمع به أن عددا من المهاجرين لقوا حذفهم بين امواج البحر المتوسط اضافه إلى اعداد أخرى يعتبرون في حسبان المفقودين . وكالات الانباء الجديه والشفافه تشير الى ان تجار البشر في ليبيا يقومون في إرسال وشحن عشرات وعشرات المهاجرين إلى السواحل الاوروبيه فمنهم من يصل ومن من يصنف في بين المفقودين ومنهم من يجد يلقى حذفة بين أمواج هذا البحر الذي يعانق ويحتضن حضارات ولغات وثقافات مختلفه ، البحر الذي يجمع ويفرق في أن واحد والذي اطلقو عليه الرومان القداما اسم بحرنا.
المحظوظ وصاحب الحظ السعيده من يقترب سالما غانما من الشواطئ الاوروبيه وهنا يحدث ما لم يتصوره اي انسان ، فيبدأ المد والجزر بين الدول الاوروبيه بخصوص استقبال هؤلاء المهاجرين الفارين من الحروب والجوع والنزاعات ألمانيا تطلب من إيطالية أن تسمح للباخرة التي على متنها عشرات المظلومين في الأرض ومن بينهم عشرات الأطفال أن ترسي على شواطئها وايطالية تدعي أن مهمة استقبال المهاجرين يقع على عاتق ألمانيا كون الظاهرة التي تقلهم المانيه وبين هذا وذاك يبقوا المهاجرين بدون اي اسعافات طبيه وبدون طعام ولا شراب في انتظار مصيرهم والله اعلم كم منهم يلقى وجه ربه بسبب الجوع والعطش خلال الانتظار ، انهم تغلبوا على عنفوان وامواج البحر لكنهم لم يستطيعون التغلب على انانيه الإنسان للأسف.
بعض الأواخر الحمله بهذة البضاعة الغريبه العجيبه يبقون في عرض البحر وهم يرسلون طلبات المساعده والاستغاثة ولكن لا حياه لمن تنادي ، اوروبا ، ام حقوق الانسان، اوروبا المتحضره، اوروبا المصدره للحريات والدمقراطيه الى هذا البلد او ذاك من فوهات المدافع تلتزم الصمت امام ندات الاستغاثة لهؤلاء الشهداء ، نعم شهداء الحريه وشهداء لقمة العيش. منظمة الامم المتحده المتخصصه في الهجرة والمهاجرين تحمل اوروبا هذه المسؤولية : هذه هي ورثة اوروبا ؟ هكذا صرح ممثل المنظمه الامميه. اوروبا كانت على علم ومعرفة تامه.
البحر االمتوسط والذي يحتضن على تحت شواطئه العديد من الدول : دول اوروبيه وافريقيه واسييوية تحول الى مقبره للمهاجرين الفارين من الحروب ومن الفقر ومن الاضطهاد ، الحروب التي تسلحها الحكومات الاوروبيه، والفقر الذي سببه سلب ونهب ثروات بلاد المهاجرين من قبل اوروبا والاضطهاد المتواصل للحكام المدعومين من اوروبا .
أن التحقيق الذي نشرته قناه الجزيره بخصوص الجنود المجهولين الهوية والمرابطين بين تركيا واليونان والذي مهمتهم منع هؤلاء المهاجرين في الوصول إلى الشاطى الأمن أن المناظر التي تم نشرها تقشعر لها الأبدان مما تحمل من وحشيه وعدم الإنسانيه. هذة الجيوش المجهوله يتم تمويلها من دول الاتحاد الأوروبي بطريقة مباشرة او غير مباشرة للأسف.
نعم حان الاوان لقول الحقيقة كما هي وبدون دبلوماسية لان هؤلاء الشهداء لم يحصلوا على العدالة ولا على الحياة الكريمه اثناء حياتهم لذلك على الاقل نكرمهم ونكرم ارواحهم لانهم سيبقون حمل ثقيل على ضمائر هذا العالم الذي يدعي اته متحضر. اما الشطر الجنوبي لهذا البحر فالحال ليس اسهل ولا اهون على حكام الامة العربيه والاسلاميه الذين لهم اذان ولكنهم لا يسمعون ولهم السنة ولكنهم لا يتكلمون والله اعلم اذا يمتلكون القليل من الضمائر لان مسؤوليتهم كبيره امام ارواح هؤلاء الشهداء والتي ستلاحقهم في قصورهم مسؤليتهم كبيره امام الله وامام شعوبهم لانهم لم يفغلوا شيء لضمان حياه كريمه لهؤلاء الشهداء ولم يحركوا ساكنا لانقاذ حياتهم .
ان عدم المبالاة هذة تطلب منا جميعا وكل حسب موقعة ومسؤلياتة ان يتفاعل وان يفضح ما حدث وان يكرم ارواح هؤلاء الشهداء وان يعمل ما في وسعه لكي يتم وضع حد لهذة المذابح . ان هذا الصمت الصاخب والمزعج من قبل المجتمع المدني ايضا لا مبرر له فأين منظمات حقوق الانسان واين اتحاد نقابات العمال العربية والاوروبيه ؟ لا نريد التكريم ولا التأبين ولا القاء الخطابات ، نريد اعمال وافعال تكفل وتضمن حياه كريمة لملاين المواطنين المهددين بترك مدنهم ومنازلهم امام زحف الفقر والجوع والحروب والاضطهاد .
يقال لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين، فكم عدد المواطنين الاجانب الذي وللاسف تحولوا الى غذا لسمك المتوسط، لم يتعلم احد من هذه وتلك الاحداث الدراماتيكية والتي ذهب ضحيتها الاف الفقراء والغلابا.
اما تجار البشر والذين هم احرار يتجولون في سياراتهم الفاخرة في هذا وذاك البلد بدون اي مشكله ، فهل من المعقول عمليا وموضوعيا ان يبقون احرار بدون اي مسؤولية وبدون اي محاسبة ؟ فهل من الممكن ان اغنى واقوى تجمع جيوبوليتيكوا في العالم لا يستطيع القبض عليهم ومحاسبتهم امام القانون ؟
فهل من المعقول ان تتحول اوروبا الى قلعة مغلقه على بعضها البعض امام طلبات الاستغاثة ايضا ؟ ليس من المعقول قبول عدم المبالاة التي يتمتع بها العالم العربي والاسلامي بجميع مكوناته الحكومية والمدنيه .
امام هذة الاحداث المزعجة والدراماتيكية نحن بحاحة الى صحوة ضمير، الى ان نفتح عيوننا وقلوبنا وضمائرنا ولنصرخ امام الحكام في الشرق وفي الغرب ليتحملوا مسؤلياتهم كامله لان التاريخ والاجيال القادمه ستحكم عليهم .
* اعلامي فلسطيني خبير في شؤون الهجرة والمهاجرين وعضو سابق في لجنه إقليم اميليا رومانيا فرع فورلي وتثيزينا المتخصصة في دراسه طلبات اللجؤ السياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت