- المحامي علي ابو حبلة
يخطئ من يظن أن هناك فروقا بين نتنياهو أو بينت او لابيد أو غانتس أو ليبرمان وحتى زعيم الحزب الصهيوني الفاشي يتمار بن كثير لا يختلف في رؤيته وفكره عن غيره من زعماء الكيان الصهيوني ، نجاح المتطرفين وأحزاب الاصوليه الدينية لن يرهب الفلسطينيين فهم جميعا محكومون بأيدلوجية وفكر جابتونسكي... بالنسبة للفلسطينيين ..لا شيء... لا شيء سيتغير ! بل العكس من ذلك الوضع يسير للأسوأ.
ونحن نقلب صفحات التاريخ منذ ما قبل النكبة وما بعد نكبة فلسطين لنستعرض جميع رؤساء حكومات إسرائيل منذ عام 1948 وحتى اليوم... ولنتذكر أنه في كل انتخابات كانت منافسة حامية بين احزاب اليمين والوسط واليسار الصهيوني ، رهانات وتقديرات وأمنيات وهلوسات، هذا أفضل وهذا أسوأ.. ونستعرض التاريخ فكلهم .. على نفس السياسة والنهج ولا فرق بين هذا وذاك... وصدق القول «درء المفاسد مقدم على جلب المغانم»... بغبائنا السياسي والتاريخي لم نفهم ما المقصود بالمفاسد والمغانم في مثل الحالة التي بتنا نحن عليها الفلسطينيون ... ونقصد كيف ستتحرك معادلة المفاسد والمغانم يا ترى في ميدان العلاقة ما بين الاحتلال وشعب يرزح تحت سلطة المحتل .. وماذا يعني ذلك في غياب رؤيا وطنيه واستراتجيه تجمع الكل الفلسطيني لان حالنا في ظل الانقسام جعل الكل يسير وراء السراب :... و لنتذكر رؤساء حكومات إسرائيل منذ عام 1948 وحتى اليوم...: دافيد بن غوريون (1948 - 1954) موشيه شاريت (1954 - 1955) دافيد بن غوريون (1955 - 1963) ليفي أشكول (1963 - 1969) ييغال ألون (شباط 1969 - آذار 1969) جولدا مائير (1969 - 1974) إسحاق رابين (1974 - 1977) مناحم بيجن (1977 - 1983) إسحاق شامير (1983 - 1984) شمعون بيريز (1984 - 1986) إسحاق شامير (1986 - 1992) إسحاق رابين (1992 - 1995) شمعون بيريز (1995 - 1996) بنيامين نتنياهو (1996 - 1999) إيهود باراك (1999 - 2001) أرئيل شارون (2001 - 2006) إيهود أولمرت (2006 - 2009) بنيامين نتنياهو ( 2009- حتى الآن)
والآن لنعود بالذاكرة لكل تاريخ هؤلاء... هل هناك أي واحد منهم لم يوقع بنا كفلسطينيين وعرب فجيعة ومجزرة وكارثة... أليست نتيجة حكم وسياسات هؤلاء على مدار ما يزيد على سبعة عقود متواصلة مجسدة تماما بما نعيشه اليوم كشعب فلسطيني: فجميعهم متفوق على خطوط السياسة التي تحكمهم وتتمثل في رفض كامل لحقوقنا الوطنية، رفض حق العودة، وإعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، السطو على أكثر من 70 % من أراضي الضفة الفلسطينية، رفض قيام دولة فلسطينية غربي نهر الأردن، ضم الأغوار والمستوطنات، حصار غزة وتدميرها، 6000 آلاف معتقل كمعدل دائم في السجون والمعتقلات، عشرات بل مئات آلاف الشهداء، جدار الفصل العنصري، حواجز... تبعية اقتصادية... ثم يهودية الدولة... بعضهم تخصص في اقتلاعنا، وبعضهم في ارتكاب المجازر، وبعضهم في اعتبار العربي أو الفلسطيني الجيد هو الميت، وبعضهم في تكسير عظامنا، وبعضهم في الاستيطان، وبعضهم في تدمير بيوتنا، وبعضهم في الضحك علينا وركوبنا، و...و... و...و... يعني هي ذات المفاضلة ما بين ضبع، وثعلب، وذئب وأفعى وعقرب ... وصولا إلى أم أربعة وأربعين والأرملة السوداء...وهنا تتجسد مقولة « لدرء المفاسد بدلا من جلب المغانم... وهذا يعني وفق تاريخ الحكومات السابقة ما من تغير في سياسة الحكومة القادمة بالائتلاف مع أحزاب اليمين المتطرف وعلى رأسهم ايتمار بن غفير خاصة وان الحكومة القادمة هي حكومة متطرفين تعيدنا لأيام الهاجاناه وها نحن اليوم في مواجهة شبيبة التلال ومجموعات تدفيع الثمن يقودهم يتمار بن غفير ؟؟ هو الإرهاب الممتد منذ تاريخ النكيه وحتى يومنا هذا وندرك أن ذلك لن يرهبنا ويخيفنا لأننا نحن أصحاب الأرض والحق وهم مرتزقة دخلاء على الأرض والوطن
لكل الواهمين والحالمين نسأل ونتساءل هل من مراهنة يمكن البناء عليها في ظل حكومة يرأسها نتنياهو وأقطابها غلاة اليمين المتطرف والاصوليه الدينية ؟؟ وهل من تغير في السياسات المتشددة والمتطرفة لكل الحكومات الاسرائيليه
الجواب قطعا كلهم على نفس النهج والسياسة ،وهناك قواسم مشتركه بين كل الأحزاب اليمينية والصهيونية في قضايا بالنسبة للفلسطينيين مصيرية خاصة بشأن القدس والمستوطنات واللاجئين وجرب الفلسطينيون مع اولمرت الذي حاول ان يبدي مرونة في عملية المفاوضات لكنه تراجع ، وهذه معضلة كل الحكومات الإسرائيلية منذ تأسيس هذا الكيان القائم على التوسع وهي نفس السياسة المتعلقة بعملية التفاوض منذ أوسلو ولغاية الآن
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت