شيع آلاف الفلسطينيين في مخيم بلاطة في نابلس، يوم الأربعاء، جثمان الشهيد الفتى مهدي محمد حشاش (15 عاما) والذي استشهد فجرا خلال المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اندلعت في محيط "قبر يوسف" وعند مدخل المخيم.
وانطلقت جنازة الشهيد من أمام مستشفى رفيديا بمشاركة ممثلي القوى والمؤسسات والفعاليات المختلفة، وصولا الى مخيم بلاطة، حيث طاف به الاف المشيعين شوارع المخيم بمشاركة عدد كبير من المسلحين، وبشكل خاص من كتيبة مخيم بلاطة الذين اطلقوا النار في الهواء تكريما للشهيد وتعبيرا عن غضبهم من جرائم الاحتلال.
والقى ذوو الشهيد نظرة الوداع الأخير عليه وسط أجواء مؤثرة قبل ان تقام الصلاة عليه في مسجد عباد الرحمن ويوارى الثرى في مقبرة المخيم.
والقيت خلال مراسيم التشييع كلمات، دان المتحدثون فيها جرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، واستهدافه للأطفال والفتية بشكل خاص، كما أكدوا على مواصلة النضال في مواجهة الاحتلال.
وكان الفتى مهدي حشاش من مخيم بلاطة شرق نابلس، القربان الجديد لحسم تشكيل حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة، برصاص أحد قناصة الاحتلال أثناء اقتحام أعضاء من "الكنيست" الإسرائيلية، "مقام يوسف" شرق المدينة فجر الأربعاء، .
الفتى حشاش والذي أكمل 15 ربيعا في الثامن من آذار/ مارس الماضي، استشهد بعد ساعات متأثرا بإصابته بجروح خطيرة ناتجة عن شظايا أصابت مناطق متفرقة من جسده، فيما أصيب ثلاثة آخرون بالرصاص المعدني و57 بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال المواجهات التي شهدتها المدينة، وفق مصادر طبية.
وتحدث الجد حمد الله حشاش لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، بعد تنهيدة ملؤها الغضب وبينما الدمع على وجنتيه: مهدي فداء للوطن وفداء لفلسطين والشعب الفلسطيني.
ويرى أن الاحتلال لا يفرق بين طفل ومسن، فكل فلسطيني مستهدف، مضيفا: جميعنا فداء فلسطين، الاحتلال فرض علينا هذا الوضع، بدلا من أن يكمل مهدي الدراسة والتعليم استشهد.
وبينما كان يقف أمام ثلاجة الموتى، تحدث قريب الشهيد مهدي، هاشم حشاش، بأن الشهيد عاش كبقية أطفال المخيم طفولة مضغوطة، فالاحتلال يعدم باستمرار أبناء شعبنا، ويرتكب المجازر.
ووفق ما يؤكد حشاش، فإن الشهيد مهدي ترك الدراسة مبكرا والتحق بالعمل في سوق الخضار بشكل متقطع، وهو الثالث بين أشقائه الخمسة، وتأثر بالمقاومة بعدما أعدم الاحتلال عددا من أصدقائه وأقربائه منذ بداية العام، بينهم باكير حشاش والشهيد نادر ريان وغيرهم.
ويرفع استشهاد الطفل حشاش عدد الشهداء الأطفال منذ بداية العام بالضفة الغربية وفق الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، الى 31 شهيدا.
وهذه المرة الثانية التي يجري فيها اقتحام المستوطنين لمقام يوسف بآليات تابعة لجيش الاحتلال وبحماية مشددة، ولم تستخدم الحافلات فيها، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن قوات الاحتلال قامت بتأمين اقتحام مجموعة من أعضاء "الكنيست" من "الليكود" و"الصهيونية الدينية"، و"عوتسما يهوديت"، والحاخامات وقادة المستوطنات إلى المقام.
ونوهت إلى أن ما جرى تنظيم حدث سياسي في المقام بمصادقة "القائد العسكري لجيش الاحتلال في الضفة الغربية".